الإعلام الغربي وصناعة الإسلامفوبيا
"المسلم متهم حتى تثبت براءته"
"المسلم متهم حتى تثبت براءته"
وإلى جانب مسألة التضخيم والتهويل في المواضيع المتعلقة بالمسلمين والتركيز على الجوانب السلبية في تغطيتها، تمر أخطاء وعمليات تنميط كبيرة في طريقة التغطية نفسها.
مثلاً عبارة "الإرهاب الإسلامي" المستعملة بكثرة في الإعلام الغربي خصوصاً تطرح في حد ذاتها إشكاليات، فعندما يدعي تنظيم ما بأنه يمثّل الإسلام، يدخل ذلك ضمن الـ"بروبغندا" التي يسعى لنشرها ويساعده الإعلام، عن قلة وعي أو لمصالح وأهداف معينة، في نشرها. وعندما يصرّح شخص كمهاجم نيوزيلندا بأنه ارتكب فعله تأثراً بمتطرفين محسوبين على الثقافة المسيحية، لا نجد الإعلام الغربي يتبنى مصطلح "الإرهاب المسيحي" لتصنيف هذا الحادث.
بينما يضرب "داعش" كل الناس في كل مكان بمن فيهم المسلمين! فمن يمثل الإسلام هنا لنربطه به؟ لماذا يختار الإعلام الجلاد ليمثل الإسلام بينما هو خطر مشترك لدى الجميع؟
موضوع التصنيفات هذا يساهم كذلك في تورط الإعلام الغربي في زيادة العداء لفئة المسلمين، حتى أصبح الإرهاب مرتبطاً بالإسلام وبات المسلمون مطالبين بتسجيل مواقفهم من الهجمات التي يرتكبها مجرمون باسم دينهم.
أوتريخت الهولندية شهدت يوم الإثنين الماضي اعتداءاً نفذه شخص داخل ترام مخلفا ثلاثة قتلى وخمسة مصابين.
منذ البداية أعلنت الشرطة أنها لا تستبعد الدافع الإرهابي للجريمة دون إيضاح السبب، مع أن الهجوم لم يتبناه أي تنظيم. وبقيت الشرطة تحقق، وانتشر الحديث عن إمكانية وجود دوافع أخرى عائلية أو شخصية وراء الهجوم، وعن أن المتهم معروفه بسجله الجنائي لدى الشرطة، لكنها بقيت متمسكة بفرضية الدافع الإرهابي، إلى أن أعلنت أمس أنها وجدت في سيارة المعتدي ما يدل على أن الدافع الإرهابي موجود!
فلماذا بقي الدافع الإرهابي وارداً طيلة أربعة أيام قبل العثور على ما يثبته في سيارة المعتدي يوم الخميس ؟
شخصياً، وبعيداً عن أي تقمص لدور الضحية، لم أجد أي منطلق لذلك سوى أن الرجل تركي مسلم. أي أنه في هذه الحالة وعكس المفترض، تصبح القاعدة كالآتي: المسلم متهم حتى تثبت براءته!
على النقيض من ذلك، يتم "التروي" عندما يتعلق الأمر بمهاجم غربي، ونصبح أمام تصنيفات أخرى من قبيل "إطلاق نار عشوائي"، أو "هجوم انتحاري"، أو "هجوم نُفذ من شخص يعاني اختلالات نفسية".. أو وغير ذلك.
- التصنيف: