الوصايا الخمس لمن رأى صورا أو مقاطع فيديو لأهل الفجور والفواحش

منذ 2022-05-22

انتشرت الصور الخليعة ومقاطع الفيديو الفاحشة في وسائل التواصل الاجتماعي وفي شاشات التلفاز، وشياطين الإنس والجن حريصون على نشر تلك الصور ومقاطع الفيديو حتى لمن لا يريدها...

انتشرت الصور الخليعة ومقاطع الفيديو الفاحشة في وسائل التواصل الاجتماعي وفي شاشات التلفاز، {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا} [النساء: 27]، وشياطين الإنس والجن حريصون على نشر تلك الصور ومقاطع الفيديو حتى لمن لا يريدها، وأول معصية عُصي الله بها كان من آثارها إبداء العورات؛ كما قال الله سبحانه: {يَابَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا} [الأعراف: 27]، وهذه خمس وصايا مهمة لتحصين القلوب والأبصار من هذه الفتن المنتشرة:

الوصية الأولى: اعلم - أيها المسلم وأيتها المسلمة - أن أصحاب تلك الصور الخليعة من الرجال والنساء، إما كفرة من اليهود والنصارى والهندوس والملاحدة والمشركين، أو فسقة فجرة استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله، فهم غافلون عن عبادة الله سبحانه، وجاهلون بما في كتابه الذي أنزله لهداية عباده، فيجب على المسلم أن يبغضهم ويعرض عنهم، فهم كالأنعام بل هم أضل سبيلًا، يتمتعون كما تتمتع الكلاب، ويتبعون الشهوات، وينشغلون باللهو واللعب والتفاهات، ويُظهرون السعادة الزائفة، وهم في الحقيقة في تعاسة، فأرواحهم ثقيلة، وقلوبهم مظلمة، وكثير منهم يصاب بالأمراض النفسية، فهم في عيشة ضنك، وإن كان بعضهم غنيًّا، وربما وصل الأمر ببعضهم إلى الانتحار، {فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} [النجم: 29].

 

الوصية الثانية: أمر الله المؤمنين والمؤمنات بغض الأبصار وحفظ الفروج؛ فقال سبحانه: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ} [النور: 30، 31]، فعلى المؤمنين والمؤمنات الامتثال لأمر الله سبحانه بغض الأبصار وحفظ الفروج، وفي ذلك الخير والسعادة، فلا تسعد القلوب ولا تطمئن إلا بذكر الله سبحانه، وغض الأبصار وحفظ الفروج عن الحرام عبادة عظيمة يؤجر عليها المسلم والمسلمة؛ كما قال سبحانه: {وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 35].

 

الوصية الثالثة: جاهد نفسك على الاستقامة على طاعة الله، وحافظ على الصلوات الخمس في أوقاتها، فإن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، وانْهَ نفسك عن هواها، فإن النفس أمارة بالسوء، وكلما وقعت في معصية فتُبْ إلى الله سبحانه، وكلما خالفت أمر الله ونهيه فارجع إلى طاعته، فربك غفور رحيم، يحب التوابين المكثرين من التوبة، وإذا وقعت في معصية فاعمل بعدها طاعة، قال الله تعالى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود: 114]، ولا تتبع خطوات الشيطان، ولا تصر على المعصية فتهلك، وكن من العابدين التائبين الذين مدحهم الله بقوله: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران: 135]، ولا تكن من الغافلين الذين ذمهم الله بقوله: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ} [السجدة: 22].

 

الوصية الرابعة: احرص على ما ينفعك، واغتنم أوقاتك في صلاح أمور دينك ودنياك، فاطلب الرزق الحلال، وتعلم العلم النافع، وصاحب الطيبين، ولا تجالس ولا تتابع في وسائل التواصل الاجتماعي الكافرين والمنافقين والفاسقين والملحدين؛ قال الله تعالى: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [الأنعام: 68]، وأعرض عن أصحاب اللغو الغافلين، وإذا مررت بصورة خليعة أو مقطع فيديو فلا تُدنِّس نفسك برؤيتها، وكن من عباد الله الصالحين الذين مدحهم الله بقوله: {وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا} [الفرقان: 72]، وقال سبحانه: {وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ} [القصص: 55]، وأكثِر من دعاء الله سبحانه، ولا تدع غيره، ومن أنفع الأدعية: ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار، اللهم حبِّب إليَّ الإيمان، وزيِّنه في قلبي، وكرِّه إليَّ الكفر والفسوق والعصيان، واجعلني من الراشدين، اللهم آت نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها، يا مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك، يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، وقُل دبر كل صلاة: اللهم أعني على ذكرك، وشكرك، وحسن عبادتك.

 

الوصية الخامسة: اقرأ كل يوم ما تيسر من القرآن الكريم، ولو نصف ساعة، وتدبر كلام الله سبحانه؛ فهو شفاء لما في الصدور، وهدى ورحمة للمؤمنين، ولا تستطيع الاستقامة إلا مع الأخذ بالقرآن الكريم، فهو يهدي من تدبره لأقوم الخصال في جميع الأمور والأحوال، {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء: 9]، {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ * لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ * وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [التكوير: 27 - 29].

 

اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، واهدنا الصراط المستقيم، واكفنا شر أصحاب الشبهات والشهوات، ونعوذ بك من شياطين الإنس والجن الضالين المضلين، وثبتنا على دينك حتى نلقاك.

  • 17
  • 1
  • 2,221

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً