من أقوال السلف في الظلم -1

منذ 2022-05-28

** قال أبو الدرداء رضي الله عنه: إياكم ودعوة اليتيم, ودعوة المظلوم, فإنها تسري بالليل, والناس نيام.

 

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فما أحسن العدل والإنصاف, وما أسوء البغي والظلم, ومن المحزن أن الإنصاف قليل في الناس, قال مالك بن دينار رحمه الله: ليس في الناس شيء أقل من الإنصاف. وقال جعفر بن سعد رحمه الله: ما أقل الإنصاف.

والله عز وجل, ورسوله عليه الصلاة والسلام, يحبان العدل والانصاف في كل الأمور, قال الإمام ابن القيم: قال شيخنا (يقصد شيخ الإسلام ابن تيمية رحمهما الله): وهذا من كمال محبة الله ورسوله للعدل، فإنه أمر به حتى في شأن الإنسان مع نفسه، فنهاه أن يحلق بعض رأسه ويترك بعضه؛ لأنه ظلم للرأس؛ حيث ترك بعضه كاسيًا وبعضه عاريًا.

الظلم عاقبته سيئة, فجيش بن محمد بن صمصامة, أمير دمشق, كان جباراً ظالم سفاكاً للدماء, أخاذاً للأموال, كثر ابتهال أهل دمشق إلى الله في هلاكه, حتى هلك بالجذام...ولما بلغ في مرضه ما بلغ من الجذام, وألقى ما في بطنه. وكان يقول لأصحابه: اقتلوني, أريحوني من الحياة لشدة ما يناله من الألم.

والوزير ابن هبيرة, حضر طبيبه فسقاه شيئاً. فيقال: إنه سمّه, فمات. وسُقي الطبيب بعده بنص سنة سماً. فكان يقول: سُقيتُ كما سقيتُ. فمات.

والخليفة المنتصر, جاء عنه أنه قال في مرضه: ذهبت يا أماه الدنيا والآخرة, عاجلت أبي فعوجلت, وكان يتهم بقتل أبيه...لم يمتع بالخلافة, وهلك بعد أشهر معدودة, فإنه ولي بعد عيد الفطر, ومات في خامس ربيع الآخر, وعاش ستاً وعشرين سنة,  سامحه الله.

فينبغي الحذر من الظلم, فدعوة المظلوم مستجابة, قال ولد يحيى البرمكي لأبيه وهو في السجن والقيود: يا أبه, بعد الأمر والنهي والأحوال صرنا إلى هذا ؟ فقال: يا بني, دعوة مظلوم غفلنا عنها, لم يغفل الله عنها.

وحُكي أن بعض الوزراء ظلم رجلاً, فقال له الرجل: اتق الله, وكفّ عنّي, وإلا دعوت الله تعالى عليك, فقال له الوزير: ادعُ بما شئت. فما مضت أيام حتى قُبض على الوزير, وعُذّب. فكتب إليه الرجل بهذين البيتين:

سِهام الليل لا تهدا ولكن          لها أمد وللأمـــــــــــد انتــــــهاءُ 

أتهزأُ بالدعــــــــــــــــاء وتزدريه           تأمل فيك ما فعل الدعاءُ

للسلف أقوال في الظلم, يسّر الله الكريم فجمعت بعضاً منها, أسأل الله أن ينفع بها الجميع.

** ذكر الظلم في مجلس ابن عباس, فقال كعب: إني لا أجد في كتاب الله المنزل أنّ الظلم يُخرب الديار, فقال ابن عباس: أنا وجدته في القرآن, قال الله عز وجل {فتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا } [النمل:52]

** قال أبو الدرداء رضي الله عنه: إياكم ودعوة اليتيم, ودعوة المظلوم, فإنها تسري بالليل, والناس نيام.

** بكار بن قتيبة بن عبيدالله, طلب أحمد بن طولون منه لعن الموفق, فامتنع, فسجنه, ولما اعتل ابن طولون راسل بكاراً وقال: أنا أردك إلى منزلك فأجنبني, فقال للرسول: قل له: شيخ فانٍ, وعليل مدنف, والملتقى قريب, والقاضي الله.

** نعيم بن حماد بن معاوية, الحافظ الفقيه, مات في السجن, وكان مقيداً لامتناعه من القول بخلق القرآن, وأوصى أن يدفن في قيوده, وقال: إني مخاصم.

ــــــــــــــــــ

** قال علي بن زيد: كنت عند الحسن, فأُخبر بموت الحجاج, فسجد.

** قال الحجاج لسعيد بن جبير: اختر أي قتلة أقتلك ؟ فقال: اختر أنت فالقصاص أمامك

** قتل الحجاج ابن الزبير وصلبه, وقال لأمه أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهم: كيف رأيتني صنعت بعبدالله ؟ قالت: رأيتك أفسدت عليه دنياه, وأفسد عليك آخرتك.

** قال أبو جعفر المنصور: أنقص الناس عقلاً من ظلم من هو دونه.

** عبدالله بن صالح بن علي بن عبدالله بن عباس, له كلمة نفيسة وهي: لا يكبرن عليك ظُلم من ظلمك, فإنه يسعى إلى مضرته, وينفعك.

** قال ابن سيرين: ظلماً لأخيك أن تذكر فيه أسوأ ما تعلم عنه, وتكتم خيره

** سمع مسلم بن يسار رجلاً يدعو على رجل, فقال: كِل الظالم إلى ظلمه, فإنه أسرع إليه من دعائك عليه, إلا أن يتداركه بعمل, وقمن أن لا يفعل.

** قال الإمام ابن قتيبة: حبس بعض الملوك رجلاً ثم غفل عنه إلى أن مضى عليه زمان, فقال للموكِّل به: قُل له: إنّ كل يوم يمضي من نعيمك يمضي من بؤسي, والأمر قريب, والحكمُ الله عز وجل. والسلام.

** قال ميمون بن مهران في قوله تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ} [إبراهيم:42] وعيد للظالمين وتعزية للمظلوم.

** دخل رجل على عمر بن عبدالعزيز رحمه الله, فجعل يشكو إليه رجلاً ظلمه, ويقع فيه, فقال له عمر: إنك أن تلقى الله, ومظلمتك كما هي, خير لك من أن تلقاه وقد اقتصصتها.

ـــــــــــ

** قال عمر بن عبدالعزيز:

& إذا دعتك قدرتك على الناس إلى مظلمة فاذكر قدرة الله عليك.

& بلغني أن الرجل ليظلم بمظلمة, فلا يزال المظلوم يشتم الظالم وينتقصه, حتى يستوفي حقه, ويكون للظالم الفضل عليه.

** قال إبراهيم بن يزيد التيمي: إن الرجل ليظلمني فأرحمه.

** قال شريح بن الحارث الكندي: إن الظالم ينتظر العقاب وإن المظلوم ينتظر النصر

** قال علي بن يحيى المحرمي : الظلم يزل القدم, ويزيل النعم, ويجلب الفقر, ويهلك الأمم.

** قال مجاهد: المُعلمُ إذا لم يعدل بين الصبيان كُتب من الظلمة.

** قال الفضيل بن عياض: إذا أراد أن يُتحف العبد سلط عليه من يظلمه.

** قال الإمام النووي: فيه الحث على المراقبة عند المرور بديار الظالمين, ومواضع العذاب.... والخوف والبكاء, والاعتبار بهم, وبمصارعهم, وأن يستعيذ بالله من ذلك

** قال الإمام القرطبي: إذا رأيت ظالماً ينتقم من ظالم فقف, وانظر إليه متعجباً.

** قال شيخ الإسلام ابن تيمية:

& جماع السيئات الظلم

& الظلم وضع الشيء في غير موضعه.

& الدنيا تدوم مع العدل والكفر, ولا تدوم مع الظلم والإسلام. 

& الله يحب الكلام بعلم وعدل, ويكره الكلام بجهل وظلم.

& المظلوم إذا صبر واتقى كانت له العاقبة.

& المظلوم ينبغي له العفو عن ظالمه إذا قدر عليه.

 

  • 2
  • 1
  • 1,147

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً