من خيرية المجتمعات .. إكرام اليتيم
من أنواع قضاء الحوائج وصنع المعروف التي عُنيت بها الشريعة الإسلامية ما يتعلق بالفئات المهيضة الجناح ومن لا يخشى انتصافهم لأنفسهم، أولئك الذين فقدوا عائلهم والقائم بشؤونهم من الناس.
من أنواع قضاء الحوائج وصنع المعروف التي عُنيت بها الشريعة الإسلامية ما يتعلق بالفئات المهيضة الجناح ومن لا يخشى انتصافهم لأنفسهم، أولئك الذين فقدوا عائلهم والقائم بشؤونهم من الناس.
وأخص تلك الفئات: اليتامى والأرامل.
ومما وضح جانباً من العناية النبوية بأولئك ما رواه ابن ماجه وغيره بسند صحيح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه سلم: «اللهم إني أُحَرِّجُ حق الضعيفين اليتيم والمرأة».
والمعنى في هذا الحديث: تعظيم ظلم هذين الضعيفين: المرأة واليتيم، فإنَّ ضعفَهما قد يُغري المعتدين بظلمهما وهضم حقوقهما، ولهذا دعا النبي عليه الصلاة والسلام بالحرج - وهو الضيق والإثم - على كُلِّ من نال منهما بسوء.
وقد تضافرت نصوص الوحيين على العناية باليتامى في مواضع كثيرة، ففي القرآن العظيم جاء ذكر اليتامى في (22) موضعاً، تحذيراً من ظلمهم، وترتيباً لشؤونهم، ومن ذلك قوله تعالى: {فأمَّا اليتيمَ فلا تَقْهَر}.
والسنة النبوية زاخرة بالتوجيهات الجليلة التي تُعنى بشؤون اليتامى.
ففي صحيح البخاري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا» وأشار بالسبابة والوسطى، وفرَّج بينهما شيئاً.
قال الإمام النووي رحمه الله: كافل اليتيم: القائم بأموره، من نفقة وكسوة وتأديب وتربيه وغير ذلك، وهذه الفضيلة تحصل لمن كفله من مال نفسه أو من مال اليتيم بولاية شرعية.
قال ابن بطَّال: حقٌّ على من سمع هذا الحديث أن يعمل به ليكون رفيق النبي - صلى الله عليه وسلم - في الجنة، ولا مَنْزِلة في الآخرة أفضل من ذلك.
- التصنيف: