أصل الإيمان بالإسلام
حسين عبد الرازق
الإسلام الذي بُعث به رسول الله محمّد ﷺ هو الدين الحقُ الذي رضيه الله. وأرسله للناس كافّةً وهم جميعا مأمورون به، لا يرضى الله لهم غيرَه دينا.
- التصنيفات: العقيدة الإسلامية - الدعوة إلى الله -
{وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}
الإسلام الذي بُعث به رسول الله محمّد ﷺ هو الدين الحقُ الذي رضيه الله. وأرسله للناس كافّةً وهم جميعا مأمورون به، لا يرضى الله لهم غيرَه دينا.
وكُل من لم يُسلّم له علما وعملا فهو كافر بالله وبرُسله جميعا.
هذه مُحكماتٌ ثابتةٌ لا ينبغي أنْ يخالف فيها مُسلمٌ، ولو لم يكُن المسلمُ مُوقنا بهذه الآية لم يبق له ما يعتصِم به، ولا ما يجعله ملتزما بالإسلام الذي جاء به النبي محمد ﷺ لا علما ولا عملا.
ولا بقي للدعوة إلى دين الإسلام، والاستدلال له أي معنى.
فليس في (أصل الإيمان بالإسلام) تردُّد أو شكٌّ أو نسبيةٌ الحق، أو احتمال كون غير المسلمين على هدى وحق!
بل كل من ليس مُسلمًا بدين محمد بن عبد الله فهو ضالٌ في جهالةٍ، ولو كان أكثر الناس جاها، أو أكثرهم شهامة وجدعنة وحسن معاملة.. الخ..
وأخلاقُه وجاهُه وجدعنته وشهامته تنفعه في الدنيا لن يظلمه الله مثقال ذرة، وقد يعذره الله لجهله أو لغير ذلك وهو العليم الحكيم الرحيم، لكن إنْ بلغتْه رسالة الإسلام وعلم بها ثم لقي الله غير مُسلم فلا يُقيم الله له يوم القيامة وَزنًا، وهو خالدٌ في النار.
{وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا (١٣) وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا}
هذا قولُ الله ووعيدُه، وهو الأعلمُ وهو الملك وله الخلق والأمر وما ظلمه الله.
وإن المؤمن ليرجو الخير للناس جميعا ويودّ لو دخلوا جميعا في الإسلام ليرحمهم اللهُ ولذلك يدعو إلى سبيله، ولكن الله وحده أعلمُ بالمهتدين وأعلم بالظالمين، وهو يعلم ولا نعلمُ.
وأعظم معنى لتقديرك لأي شخص أو حُبّك له: أن تُرغبه في الإسلام وتسعى معه وتدعو له بالهداية إلى الإسلام ليدخله فيغفر الله له ويرحمه، وهذا ما فعله، رسول الله نوحٌ مع ولده، ورسولُ إبراهيم مع أبيه، ورسول الله محمد مع عمّه أبي طالب، والصحابةُ مع آبائهم وأمهاتهم وأبنائهم وقرباتهم وأصحابهم، وسيبقى هذا نهجَ كلِ مُحِبٍ لحبيبه يخاف عليه ويريد له الخير.
ونفسُ حاجتنا لبيان مثل هذه المحكمات لما وقع فيها من شبهات ولَبس لهو خير دليل على حاجة المسلمين لتعلُّم مُحكمات دينهم.
فادعُ معي: ربنا أفرِغ علينا صبرًا وتوفّنا مسلمين
ولا تجعلنا فتنة للذين كفروا واغفر لنا ربّ.