الشباب .. ووضوح الهدف
الحياة تافهة عندما يجد الشاب نفسه بلا ضابط، وفكره بلا محتوى، وحياته بلا هدف، ولا معنى...
الحياة تافهة عندما يجد الشاب نفسه بلا ضابط، وفكره بلا محتوى، وحياته بلا هدف، ولا معنى، مرحلة الشاب مرحلة حرجة ومنعطف حاد، فالمرء يفترسه عاملا الفراغ وغموض الهدف، فيسلبان الشاب فترة ذهبية من حياته، يؤسس فيها القواعد الأولى لحياة هادفة قد تكون منطلقاً لآفاق أوسع.
فالهدف لابد من وضوحه، وعندما نسأل عن الهدف لا نذهب بعيداً، فكتاب الله بين أيدينا يقول فيه عز وجل: {ومَا خَلَقْتُ الجِنَّ والإنسَ إلاَّ لِيَعْبُدُونِ} فتحقيق غاية العبودية بمفهومها الشامل هو الغاية والهدف في الحياة.
هل تكفي مجرد المعرفة؟
علمنا الهدف فهل يكفي ذلك للوصول إليه، لا أظن أن هناك إجابة تزاحم قولنا بأنه لابد من علم ومعرفة دقيقة بواقعنا، لكي نسير على بصيرة، فعندما ننظر من حولنا نرى غزواً فكرياً خطيراً قد استشرى واستفحل خطره ونحن لاهون عنه غافلون، فهو يسلك طرقاً خفية حتى ينفث سمومه، ولا تدري الأمة إلا وقد ضاعت شخصيتها، وزالت معاني أصالتها وقوتها، سرى ذلك الغزو في جسد الأمة وترك بصماته على كلى جزء من هذا الجسد، وما كان ذلك السريان إلا نتيجة لـ:
1- الفراغ الذي ملأ أوقات أفراد الأمة شيباً وشباناً، نساء ورجالاً.
2- ضعف الإيمان في قلوب أفراد الأمة، إلا من عصم ربك، وقليل ما هم.
3- غلبة الجهل المتراكم حتى في الطبقات التي تدعي العلم وحمل الشهادات.
4- قلة التربية الصحيحة السليمة للنشىء في البيت أو المدرسة، أو أجهزة الإعلام، أو أجهزة الترفيه أو الشارع.
سؤال مؤرق!!
إخواني الشباب، يا أمل الأمة: ننظر إلى حالنا فلا نرى ما يرضاه ذوو الهمم العالية من مخلصي هذه الأمة مما يجعل سؤالاً يؤرق أجفاننا وهو: ما منشأ ذلك الحال؟.
ولا يختلف اثنان على براءة ما نعتقده من ذلك، فعقيدتنا تدعونا إلى الصلاح والإصلاح، واستغلال جميع الأسباب النافعة التي ترقي بنا وتعلينا، علمنا ذلك وإدراكنا لواقع أمتنا يوجب علينا مضاعفة جدنا ونشاطنا، ولا نكون كمن رأى حال الأمة وحرج موقفهم فتخلى عنها كالجبناء، والتفت إلى حضارات ومدنيات بُنيت على الكفر والإلحاد، مزخرف ظاهرها خراب باطنها.
إن الأمة تريد منا شباباً عالمين عاملين وإلا فنحن في أمية من نوع آخر ليست هي الجهل بالقراءة بل هي الجهل بالتزام ما نعتقده ونعلمه ونقرؤه التزاماً عملياً في كل شؤون حياتنا في: المنزل، المكتب، الشارع، المصنع...
إخواني: عليكم تلقى الآمال ومنكم يطلب الكثير، فالطريق طويل والصعاب فوق ما نتصور ولكن قال تعالى: {إن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ ويُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} {الله ولي الذين امنوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إلَى النُّورِ والَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إلَى الظُّلُمَاتِ}.
- التصنيف:
- المصدر: