{ورفعنا لك ذكرك}

منذ 2022-07-05

لقد أخبر الله جل وعلا في كتابه المجيد أنه رفع ذكر نبيه محمد صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة، وجاء هذا صريحًا ومنطوقًا في سورة الشرح، قال الله تعالى: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} ..

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فلقد أعلى الله جل وعلا ورفَع ذكر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في العالمين، فليس خطيبٌ، ولا متشهدٌ، ولا صاحبُ صلاة، ولا رافعٌ بآذان ولا إقامة، وغير ذلك من أنواع العبادات - إلا أعلى الله جل وعلا بها ذكر رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، ففي الآذان ينادي المؤذن بلفظ: (أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله)، مما يدل دلالة واضحة ظاهرة على المكانة العالية والمنزلة الرفيعة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم عند ربنا جل وعلا، وإن من المقرر المعلوم أن نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم له في قلوب أُمته من المحبة والإجلال والتقدير والتعظيم ما ليس لأحدٍ غيره، بعد الله تعالى، فجزاه الله تعالى عن أمته أفضل ما جزى نبيًّا عن أمته.

 

ولقد أخبر الله جل وعلا في كتابه المجيد أنه رفع ذكر نبيه محمد صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة، وجاء هذا صريحًا ومنطوقًا في سورة الشرح، قال الله تعالى: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} [الشرح: 4]؛ أي: أعلينا قدرك وذكرك، وجعلنا لك الثناء الحسن العالي الذي لم يصل إليه أحدٌ من الخلق، فلا يُذكر الله تبارك وتعالى إلا ذُكر معه رسوله محمدٌ صلى الله عليه وسلم، كما في الدخول في الإسلام مثلًا في قول: (أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله)، وفي الأذان، والإقامة، والخطب، وغير ذلك من الأمور التي أعلى الله جل وعلا بها ذكر رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، ومما لا ريب فيه أن لنبينا صلى الله عليه وسلم محمد في نفوس وقلوب أُمته من المحبة والإجلال والتعظيم ما ليس لأحدٍ غيره بعد الله تعالى، ولقد سُميت سورة الشرح بهذا الاسم لافتتاحها بامتنان الله سبحانه وتعالى على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بأن شرح صدره، وهيَّأه لأعلى المقامات، وأرفع المنازل والدرجات.

 

وعن مجاهد في بيان معنى قوله تعالى: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}، قال: لا أُذْكَرُ إلا ذُكْرِتَ معي: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله.

 

وعن قتادة في بيان معنى قوله تعالى: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ابْدَؤُوا بالعُبُودَةِ، وَثَنُّوا بالرسالة»، فقلت لمعمر، قال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده، فهو العبودة، ورسوله أن تقول: عبده ورسوله، وعن قتادة كذلك {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}، رفع الله تعالى ذكره في الدنيا والآخرة، فليس خطيب، ولا متشهد، ولا صاحب صلاة، إلا ينادي بها: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

وفي الحديث عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أتاني جبريلُ فقال: إنَّ ربِّي وربَّكَ يقولُ: كيفَ رفَعْتُ ذِكْرَكَ؟ قال: اللهُ أعلمُ، قال: إذا ذُكِرْتُ ذُكِرْتَ معِي»؛ «أخرجه الهيثمي، مجمع الزوائد ٨‏/٢٥٧، وإسناده حسن‏، وأخرجه أبو يعلى (١٣٨٠)، وابن حبان (٣٣٨٢).

 

وَحَكَى الْبَغَوِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَمُجَاهِدٍ: أَنَّ الْمُرَادَ بِذَلِكَ: الْأَذَانُ. يَعْنِي: ذِكْرَهُ فِيهِ، وَأَوْرَدَ مِنْ شِعْرِ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ:

أغَرّ عَلَيه لِلنُّبُوَّةِ خَاتَــــــــــــــــم   ***   مِنَ اللَّهِ مِنْ نُور يَلوحُ وَيشْهَــــــــد 

وَضمَّ الإلهُ اسْمَ النَّبِيِّ إِلَى اسْمِهِ   ***   إِذَا قَالَ فِي الخَمْس المؤذنُ: أشهدُ 

وَشَقَّ لَهُ مِن اسْمِهِ ليُجِلَّـــــــــــه   ***   فَذُو العَرشِ محمودٌ وهَذا مُحَمَّـــدُ 

 

وَقَالَ آخَرُونَ: رَفَعَ اللَّهُ ذِكْرَهُ فِي الْأَوَّلِينَ وَالْآخَرِينَ، وَنَوَّهَ بِهِ، حِينَ أَخَذَ الْمِيثَاقَ عَلَى جَمِيعِ النَّبِيِّينَ أَنْ يُؤْمِنُوا بِهِ، وَأَنْ يَأْمُرُوا أُمَمَهُمْ بِالْإِيمَانِ بِهِ، ثُمَّ شَهَرَ ذِكْرَهُ فِي أُمَّتِهِ فَلَا يُذكر اللَّهُ إِلَّا ذُكر مَعَهُ.

 

وَمَا أَحْسَنَ مَا قَالَ الصَّرْصَرِيُّ، رَحِمَهُ اللَّهُ تعالى: لَا يَصِحُّ الأذانُ فِي الفَرْضِ إِلَّا... باسمِه العَذْب فِي الْفَمِ المرْضي...

 

وَقَالَ أَيْضًا:

ألَم تَر أنَّا لَا يَصحُّ أذانُنَا   ***   وَلا فَرْضُنا إنْ لَمْ نُكَررْه فِيهِمَا 

 

 

 

ولو أن رجلًا عبد الله جل وعلا، وصدَّق بالجنة والنار وكل شيء، ولم يشهد أَنَّ مُحَمَّدًا رسول الله، لم ينتفع بشيء وكان كافرًا.

 

قال البغوي: وَعَنِ الْحَسَنِ قَالَ: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} إِذَا ذُكِرْتُ، ذُكِرْتَ [مَعِي]، وَقَالَ عَطَاءٌ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: يُرِيدُ الْأَذَانَ وَالْإِقَامَةَ وَالتَّشَهُّدَ وَالْخُطْبَةَ عَلَى الْمَنَابِرِ، وَلَوْ أَنَّ عَبْدًا عَبَدَ اللَّهَ وَصَدَّقَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ وَلَمْ يَشْهَدْ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ لَمْ يَنْتَفِعْ بِشَيْءٍ، وَكَانَ كَافِرًا.

 

وقال القرطبي: وَرُوِيَ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: يَقُولُ لَهُ لَا ذُكِرْتُ إِلَّا ذُكِرْتَ مَعِي فِي الْأَذَانِ، وَالْإِقَامَةِ وَالتَّشَهُّدِ، وَيَوْمَ الْجُمْعَةَ عَلَى الْمَنَابِرِ، وَيَوْمَ الفطر، ويوم الأضحى: وأيام التشريق، وَيَوْمَ عَرَفَةَ، وَعِنْدَ الْجِمَارِ، وَعَلَى الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَفِي خُطْبَةِ النِّكَاحِ، وَفِي مَشَارِقِ الْأَرْضِ وَمَغَارِبِهَا. وَلَوْ أَنَّ رَجُلًا عَبَدَ اللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ، وصدق بالجنة والنار وكل شي، وَلَمْ يَشْهَدْ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولَ اللَّهِ، لَمْ يَنْتَفِعْ بِشَيْءٍ وَكَانَ كَافِرًا. وَقِيلَ: أَيْ أَعْلَيْنَا ذِكْرَكَ، فَذَكَرْنَاكَ فِي الْكُتُبِ الْمُنَزَّلَةِ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ قَبْلَكَ، وَأَمَرْنَاهُمْ بِالْبِشَارَةِ بِكَ، وَلَا دِينَ إِلَّا وَدِينُكَ يَظْهَرُ عَلَيْهِ. وَقِيلَ: رَفَعْنَا ذِكْرَكَ عِنْدَ الْمَلَائِكَةِ فِي السَّمَاءِ، وَفِي الْأَرْضِ عِنْدَ الْمُؤْمِنِينَ، وَنَرْفَعُ فِي الْآخِرَةِ ذِكْرَكَ بِمَا نُعْطِيكَ مِنَ المقام المحمود، وكرائم الدرجات.

 

وقال ابن الجوزي في تفسير قَوْلُهُ تَعالى: ﴿ وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ ﴾ فِيهِ خَمْسَةُ أقْوالٍ:

أحَدُها: ما رَوى أبُو سَعِيدٍ الخُدْرِيُّ «عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنَّهُ سَألَ جِبْرِيلَ عَنْ هَذِهِ الآيَةِ، فَقالَ: «قالَ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ: إذا ذُكِرْتُ [ذُكِرْتَ] مَعِي»، قالَ قَتادَةُ: فَلَيْسَ خَطِيبٌ، ولا مُتَشَهِّدٌ، ولا صاحِبُ صَلاةٍ إلّا يَقُولُ: أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلّا اللَّهُ، وأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وهَذا قَوْلُ الجُمْهُورِ.

 

والثّانِي: رَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ بِالنُّبُوَّةِ، قالَهُ يَحْيى بْنُ سَلامٍ.

 

والثّالِثُ: رَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ في الآخِرَةِ كَما رَفَعْناهُ في الدُّنْيا، حَكاهُ الماوَرْدِيُّ.

 

والرّابِعُ: رَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ عِنْدَ المَلائِكَةِ في السَّماءِ.

 

والخامِسُ: بِأخْذِ المِيثاقِ لَكَ عَلى الأنْبِياءِ، وإلْزامِهِمُ الإيمانَ بِكَ، والإقْرارِ بِفَضْلِكَ، حَكاهُما الثَّعْلَبِيُّ.

 

وقال البقاعي في نظم الدرر: ولَمّا شَرَّفَهُ في نَفْسِهِ بِالكَمالِ الجامِعِ لِلْجَلالِ إلى الجَلالِ، وكانَ ذَلِكَ لا يَصْفُو إلّا مَعَ الشَّرَفِ عِنْدَ النّاسِ قالَ: {ورَفَعْنا}؛ أيْ بِما لَنا مِنَ العَظَمَةِ والقُدْرَةِ الباهِرَةِ {لَكَ}؛ أيْ خاصَّةً رِفْعَةً تَتَلاشى عِنْدَها رِفْعَةُ غَيْرِكَ مِنَ الخَلْقِ كُلِّهِمْ {ذِكْرَكَ} عِنْدَ جَمِيعِ العالَمِينَ العُقَلاءِ وغَيْرِهِمْ بِالصِّدْقِ والأمانَةِ والحِلْمِ والرَّزانَةِ ومَكارِمِ الأخْلاقِ، وطَهارَةِ الشِّيَمِ وانْتِفاءِ شَوائِبِ النَّقْصِ، حَتّى ما كانَتْ شُهْرَتُكَ عِنْدَ قَوْمِكَ قَبْلَ النُّبُوَّةِ إلّا الأمِينُ، وكانُوا يَضْرِبُونَ المَثَلَ بِشَمائِلِكَ الطّاهِرَةِ، وأوْصافِكَ الزّاهِرَةِ الباهِرَةِ، ثُمَّ بِالنُّبُوَّةِ ثُمَّ بِالرِّسالَةِ ثُمَّ بِالهِجْرَةِ، وبِأنَّ جَعْلَنا اسْمَكَ مَقْرُونًا بِاسْمِنا في كَلِمَةِ التَّوْحِيدِ والإيمانِ والأذانِ والإقامَةِ والتَّشَهُّدِ والخُطْبَةِ، فَلا أُذْكَرُ إلّا وذُكِرْتَ مَعِي، ومِنَ الكَرامَةِ الظَّفْرُ عَلى أعْدائِكَ والكَرامَةُ لِأوْلِيائِكَ، وجُعِلَ رِضاكَ رِضايَ وطاعَتُكَ طاعَتِي، وأمْرُ مَلائِكَتِي بِالصَّلاةِ عَلَيْكَ، ومُخاطَبَتِي لَكَ بِالألْقابِ العَلِيَّةِ والسِّماتِ المُعِزَّةِ المُعْلِيَةِ مِنَ الرَّسُولِ والنَّبِيِّ، ونَحْوِ ذَلِكَ عَلى حَسَبِ الأسالِيبِ ومُناسَباتِ التَّراكِيبِ إلى غَيْرِ ذَلِكَ مِن فَضائِلَ ومَناقِبَ وشَمائِلَ لا تُضْبَطُ بِالوَصْفِ، قالَ الرّازِيُّ: ثُمَّ جَعَلَ لِأُمَّتِهِ مِن ذَلِكَ أوْفَرَ الحَظِّ، «قِيلَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، مَن أوْلِياءُ اللَّهِ؟ قالَ: «الَّذِينَ [إذا] ذُكِرُوا ذُكِرَ اللَّهُ»، [وفِي حَدِيثِ: «الَّذِينَ إذا رُؤُوا ذُكِرَ اللَّهُ»، وقالَ: «خِيارُكم مَن تَذَكَّرَ اللَّهَ رُؤْيَتَهُ، ويَزِيدُ في عِلْمِكم مَنطِقَهُ، ويُزَهِّدُكم في الدُّنْيا عَمَلُهُ»، فَمُنْتَهى قِسْمَةِ الثَّناءِ أنْ خَلَطَ ذِكْرَهُ بِذِكْرِهِ.

 

ولقد تكفَّل الله تبارك وتعالى بالدفاع عن رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وكفايته من الذين يستهزؤون به ويسخرون منه، ولم يرفعوا مكانته، وينزلوه منزلته، لذا كان الأمر الإلهي له أن يصدع بأمر الله جل وعلا، ولا يخشى أذى أحد من الخلق؛ لأن الله تعالى كافيه من ناصبه العداء وآذاه؛ قال الله جل وعلا لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ * إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ} [الحجر: 94، 95]؛ أي: يقول الله تبارك وتعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: إنا كفيناك المستهزئين يا محمد، الذين يستهزئون بك ويسخرون منك، فاصدَع بأمر الله جل وعلا الذي أمرك به وأظهره وأعلنه، ولا تخشى شيئًا من العباد ولا أحدًا من الخلق، فإن الله تعالى كافيك من ناصبك وآذاك كما كفاك المستهزئين، فالله تعالى يكفيه إياهم بما شاء من أنواع العقوبة، وهذا وعد من الله جل وعلا لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم ألا يضرَّه المستهزئون، وأن يكفيه الله تعالى إياهم بما شاء، وقد فعل سبحانه وتعالى، فإنه ما تظاهر أحدٌ بالاستهزاء برسول الله صلى الله عليه وسلم وبما جاء به إلا أهلكه الله جل وعلا وقتَله شرَّ قِتلة، ولا شك أن هؤلاء المستهزئين الساخرين والمنتقصين، سوف يعلمون عاقبة عملهم وقولهم بالعقوبة والنكال في الدنيا والآخرة.

 

لذا فإن نصرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم والذبَّ والدفاع عنه ممن سبَّه وآذاه وتنقَّصه، وسخر منه ومن دعوته وسنته، فرض عيني، وواجب شرعي على علماء الأمة ودعاتها، وكل أفرادها، كلٌّ بحسبه، فقد قال تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} [الفتح: 8، 9].

 

والتعزير: هو اسم جامع لنصره وتأييده، ورفع ذكره، واعلاء شأنه، ومنعه من كلِّ ما يؤذيه صلى الله عليه وسلم.

 

والتوقير: هو اسم جامع لكل ما فيه سكينة وطمأنينة من الإجلال والتعظيم، وأن يُعامل من التشريف والتكريم والتعظيم بما يصونه عن كلِّ ما يخرجه عن حد الوقار، والقيام بحقوقه، وأن من لم ينصر نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم، ويعلي شأنه، ويرفع من مكانته، ويذبُّ عنه فهو الخاسر المحروم، فقد قال تعالى: {إلا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ}، والمعنى إلا تنصروا رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم فالله جل وعلا غنيٌّ عنكم، لا تضرونه شيئًا، فقد نصره ربنا جل وعلا في أقلِّ ما يكون، فالموفق من نصَر نبيَّه وحبيبه محمدًا صلى الله عليه وسلم، والمحروم من حُرِم، ولم يوفق لذلك.

 

هذا ما تَم إيراده، نسأل الله العلي الأعلى أن ينفع به، وأن يكون من العلم النافع والعمل الصالح، ونسأله سبحانه أن ينصُر مَن نصر نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يهلك من سبَّه وآذاه صلى الله عليه وسلم.

_____________________________________________________________________

المصادر والمراجع:

1- جامع البيان عن تأويل آي القرآن (تفسير الطبري)، للإمام محمد بن جرير الطبري.

2- الجامع لأحكام القرآن، (تفسير القرطبي)، للإمام محمد بن أحمد بن أبي بكر شمس الدين القرطبي.

3- تفسير القرآن العظيم، (تفسير ابن كثير)، للإمام عماد الدين أبي الفداء إسماعيل بن كثير.

4- معالم التنزيل (تفسير البغوي)، للإمام أبي محمد الحسين بن مسعود البغوي.

5- فتح القدير، للإمام محمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني.

6- روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، للإمام شهاب الدين محمود بن عبد الله الألوسي.

7- تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، الشيخ عبدالرحمن السعدي.

8- التحرير والتنوير، لمحمد الطاهر ابن عاشور.

9- أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير، الشيخ جابر بن موسى بن عبدالقادر المعروف بأبي بكر الجزائري.

10- المختصر في التفسير، مركز تفسير.

11- التفسير الميسر، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.

12- الجامع المسند الصحيح المختصر من أُمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه، الشهير باسم «صحيح البخاري»، للإمام محمد بن إسماعيل البخاري.

13- المستدرك على الصحيحين، للإمام أبي عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري.

14- الصارم المسلول على شاتم الرسول، أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية.

_________________________________________________________

الكاتب: د. كامل صبحي صلاح

  • 0
  • 0
  • 2,358

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً