من أقوال السلف في صفات العقلاء -3

منذ 2022-07-13

** قال يحيى بن خالد::أشياء تدل على عقول أربابها الهدية على قدر عقل مُهديها

يتدارك نفسه بالتوبة إذا وقع منه الزلل والخطأ:

قال معاذ بن جبل رضي الله عنه: لو أن العاقل أصبح وأمسى وله ذنوب بعدد الرمل كان وشيكاً بالنجاة والتخلص منها, ولو أن الجاهل أصبح وأمسى وله من الحسنات وأعمال البرَ عددُ الرمل لكان وشيكاً أن لا يسلم له منها مثقالُ ذرَّةٍ. قيل: وكيف ذلك ؟ قال: لأن العاقل إذا زلّ تدارك ذلك بالتوبة والعقل الذي رُزِقَه, والجاهل بمنزِلة الذي يبنى ويهدِم, فيأتيه من جهله ما يُفسد صالح عمله.

  • قليل الكلام:

قال الإمام ابن قتيبة رحمه الله: العاقل يقل الكلام ويبالغ في العمل ويعترف بزلة عقله

** قال يحيى بن خالد::أشياء تدل على عقول أربابها الهدية على قدر عقل مُهديها

** قال الإمام ابن حبان رحمه الله: العاقل يستعمل مع أهل زمانه لزوم بعث الهدايا بما قدر عليه؛ لاستجلاب محبَّتهم إيَّاه، ويفارق تركه مخافة بغضهم، وإني لأستحب للعاقل المداومة على إطعام الطعام، والمواظبة على قري الضيف.

  • لا يأمر غيره بالخير ولا يفعله, ولا ينهاه عن الشر ولا يتركه:

قال العلامة عبدالله بن ناصر السعدي رحمه الله :من أمر غيره بالخير ولم يفعله أو نهاه عن الشر فلم يتركه دلّ على عدم عقله وجهله خصوصاً إذا كان عالماً بذلك.

  • لا يغتر بكلام العوام ومدحهم:

قال الإمام الخطابي البستي رحمه الله: الواجب على العاقل أن لا يغتر بكلام العوام وثنائهم, وأن لا يثق بعهودهم وإخائهم, فإنهم يقبلون مع الطمع, ويدبرون مع الغنى, ويطيرون مع كل ناعق.

ــــــــــــــ

  • يطلب العلم ويداوم علي طلبه, ويكون قصده العمل به:

قال الإمام ابن حبان رحمه الله: الواجب على العاقل إذا فرغ من إصلاح سريرته أن يثني بطلب العلم والمداومة عليه؛ إذ لا وصول للمرء إلى صفاء شيء من أسباب الدنيا إلا بصفاء العلم فيه.

والعاقل لا يشتغل في طلب العلم إلا وقصده العمل به؛ لأن مَنْ سعى فيه لغير ما وصفنا ازداد فخرًا وتجبُّرًا، وللعمل تركًا وتضييعًا، فيكون فساده في المتأسِّين به فيه أكثر من فساده في نفسه، ويكون مثله كما قال الله تعالى: ﴿ لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ ﴾ [النحل: 25]، والواجب على العاقل مجانبة ما يدنِّس علمه من أسباب هذه الدنيا، مع القصد في لزوم العمل بما قدر عليه.

ويجب على العاقل ألَّا يطلب من العلم إلا أفضله، وفضل العلم في غير خيرٍ مهلكةٌ، كما أن كثرة الأدب في غير رضوان الله موبقةٌ، والعاقل لا يسعى في فنونه إلا بما أجدى عليه نفعًا في الدارين معًا، وإذا رزق منه الحظ لا يبخل بالإفادة؛ لأن أول بركة العلم الإفادة.

  • يستكثر من الفضائل وأعمال البرّ:

قال الإمام ابن حزم : ينبغي أن يرغب العاقل في الاستكثار من الفضائل, وأعمال البرِّ التي يستحق من هي فيه الذكر الجميل, والثناء الحسن, والمدح وحميد الصفة, فهي التي تقربه من بارئه تعالى, وتجعله مذكوراً عنده عز وجل بالذكر الذي ينفعه  

  • يملك نفسه عند الغضب:

قال الإمام ابن عبدالبر رحمه الله: العاقل من ملك نفسه عند الغضب.

ــــــــــــــــ

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: لا يسمى عاقلاً إلا من عرف الخير فطلبه, والشر فتركه.

  • يتجنب القهقهة:

قال العلامة العثيمين رحمه الله: الضحك ثلاثة أنواع: ابتدائي ووسط وانتهائي، الابتدائي التبسم، والوسط الضحك، والمنتهى القهقهة، والقهقهة لا تليق بالإنسان العاقل الرزين، والتبسم هو أكثر ضحك الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، والضحك يكون من الأنبياء أحيانًا.

  • لا يستهزئ بغيره:

قال العلامة السعدي رحمه الله: العاقل يرى أن من أكبر العيوب المزرية بالدين والعقل استهزاءه بمن هو آدمي مثله وإن كان قد فضل عليه, فتفضيله عليه يقتضي منه الشكر لربه, والرحمة لعباده .

  • يتفكر:

قال لقمان لابنه: يا بني: لكل عمل دليل, ودليل العقل التفكر.

  • يتواضع:

قال لقمان لابنه: يا بني: لكل شيء مطية, ومطية العقل: التواضع.

ـــــــــــــــــ

  • من صفات العاقل من أقوال الإمام ابن حبان رحمه الله:

& العاقل لا يبالي ما فاته من حطام الدنيا مع ما رزق من الحظ في العقل.

& العاقل لا يطول أمله لأن من قوي أمله ضعف عمله، ومن أتاه أجله لم ينفعه أمله

& من عقل العاقل دفن عقله ما استطاع؛ لأن البذر وإن خفي في الأرض أيامًا، فإنه لا بد ظاهر في أوانه، وكذلك لا يخفى عقله وأن أخفى ذلك جهده.

& العاقل لا يدعي ما يحسن من العلم؛ لأن فضائل الرجال ليست ما ادَّعوها؛ ولكن ما نسبها الناس إليهم،

& لا يجب للعاقل أن يغتم؛ لأن الغم لا ينفع، وكثرته تزري بالعقل، ولا أن يحزن؛ لأن الحزن لا يرد المرزئة [المصيبة]، ودوامه ينقص العقل.

& العاقل لا يخيف أحدًا أبدًا ما استطاع، ولا يقيم على خوف وهو يجد منه مذهبًا.

& العاقل لا يبتدئ الكلام إلا أن يسأل، ولا يكثر التماري إلا عند القبول، ولا يسرع الجواب إلا عند التثبت.

& العاقل لا يتَّكل على المال، وإن كان في تمام الحال؛ لأن المال يحلُّ ويرتحل، والعقل يقيم ولا يبرح.

& العاقل لا يقاتل من غير عُدَّة، ولا يخاصم من غير حُجَّة، ولا يُصارع بدون قوة.

& لا يجب للعاقل أن يتوسَّل في قضاء حاجته بالعدوِّ، ولا بالأحمق، ولا بالفاسق، ولا بالكذَّاب، ولا بمن له عند المسؤول طعمه.

& العاقل يبتدئ بالصنائع قبل أن يُسأل؛ لأن الابتداء بالصنيعة أحسن من المكافأة عليها.

 

ــــــــــــــــ

  • من صفات العاقل من أقوال الإمام ابن الجوزي رحمه الله:

& العاقل من يحفظ جانب الله عز وجل وإن غضب الخلق.

& العاقل من حفظ دينه ومروءته بترك الحرام, وحفظ قوته في الحلال.

& من علامات كمال العقل علو الهمة, والراضي بالدون دنيء.

& الواجب على العاقل أخذ العُدة لرحيله, فإنه لا يعلم متى يفجؤه أمرُ ربه.

& ينبغي للعاقل أن يترصد وقوع الجزاء...وإن طالت المدة...فميزان العدل لا يحابي.

& الواجب على العاقل أن يحذر مغبة المعاصي, فإن نارها تحت الرماد.

& لو ميز العاقل بين قضاء وطره لحظه وانقضاء باقي عمره في حسرة لما قرب منه.

& العاقل...يستر ما في قلبه من البغض والود, ويداري من يكنون له الغيظ والحقد.

& العاقل من إذا فعل خطيئة بادرها بالتوبة, فكم مغرور بإمهال العصاة لم يمهل.

& العاقل لا يدخل في شيء حتى يهيئ الخروج منه.

& ينبغي للعاقل أن يتنبه...في دفع كل ما يحذره من شر.

& العاقل من كانت عينه مراقبة للعواقب, محترزة مما يجوز وقوعه, عاملة بالاحتياط.

& المؤمن العاقل لا يلتفت إلى حاسده إذ ذلك يحسده على الدنيا وهذا همته الآخرة

& لا ينبغي للعاقل أن يظهر سراً حتى يعلم أنه إذا ظهر لا يتأذى بظهوره.

& العاقل يدبر بعقله عيشته في الدنيا...والتدبير حفظ المال, والتوسط في الإنفاق.

& يستدل على عقل العاقل بسكوته, وسكونه, وخفض بصره, وحركاته في أماكنها اللائقة بها, ومراقبته للعواقب, فلا تستفزه شهوة عاجلة عقباها ضرر, وتراه ينظر في الفضاء, فيتخير الأعلى والأحمد عاقبة من مطعم, ومشرب, وملبس, وقول, وفعل, ويترك ما يخاف ضرره, ويستعد لما يجوز وقوعه.

ــــــــــــــ

وختاماً: العقل: جوهر الإنسان وأكرم أخلاقه, قال إياس بن معاوية: من عدم فضيلة العقل فقد فجع بأكرم أخلاقه. وقال الحارث المحاسبي: لكل شيء جوهر, وجوهر الإنسان العقل.

وعقول الناس تختلف بحسب الزمن الذين يعشون فيه, قال مطرف بن عبدالله بن الشخير رحمه الله: عقول الناس على قدر زمانهم.

وكلما تقدم الزمن قلّت عقول الناس, قال ابن عباس رضي الله عنهما: يأتي على الناس زمان يعرج فيه بعقول الناس حتى لا تجد فيه أحداً ذا عقل.

فمن وجد عاقل في زمانة فهو كنز ثمين, فليصحبه ما استطاع, قال الإمام ابن حبان رحمه الله: فإذا وفق المرء لصحبة العاقل فليشد يديه به.

والعاقل قد يتعب مما يرى ويسمع من أهل زمانه, ولكنه مع  مستريح, قال الإمام ابن حزم رحمه الله: صدق من قال: إن العاقل في الدنيا متعوب, وصدق من قال: إنه فيها مستريح. فأما تعبُهُ فبما يرى من انتشار الباطل, وغلبة دولته, وبما يُحالُ بينه وبين الحقِّ من إظهار الحقّ. وأما راحته, فمن كل ما يهتمُّ به سائر الناس من فضول الدنيا.

                    كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ

 

 

  • 4
  • 0
  • 2,087

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً