من أقوال السلف في الطاعة والعبادة -2
** عن يحيى بن أبي كثير قال: كان يقال: ما أكرم العبادُ أنفسهم بمثل طاعة الله, ولا أهان العباد أنفسهم بمثل معصية الله.
- أثر الطاعة في الدنيا والآخرة:
** قال أبو الدرداء رضي الله عنه:
& إن العبد إذا عمل بطاعة الله أحبه الله, وإذا أحبه الله حببه إلى خلقه.
& اعمل عملاً صالحاً قبل الغزو, فإنما تقاتلون الناس بأعمالكم.
** قال أبو سليمان الدارني: أهل الطاعة في طاعتهم ألذ من أهل اللهو في لهوهم.
** عن يحيى بن أبي كثير قال: كان يقال: ما أكرم العبادُ أنفسهم بمثل طاعة الله, ولا أهان العباد أنفسهم بمثل معصية الله.
** قال الإمام ابن قتيبة رحمه الله: من أراد عزاً بلا عشيرة, وهيبة بلا سلطان, فليخرج من ذل معصية الله إلى عز طاعة الله.
** قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
& الإنسان إذا كان مقيماً على طاعة الله باطناً وظاهراً...فهو في جنة الدنيا.
& المسلم الصادق إذا عبد الله بما شُرِعَ, فتحَ الله عليه أنوار الهداية في مدة قريبة.
& الطاعة سبب النعمة. & الطاعة عاقبتها سعادة الدنيا والآخرة.
& الله يعطي من أطاعه قوة في قلبه وبدنه يكون بها قادراً على ما لا يقدر عليه غيره.
& العمل الصالح مثل صلاة أقبل عليها بقلبه ووجهه وأخلص فيها وراقب, وفَقِه ما بُنيت عليه من الكلمات الطيبات والأعمال الصالحة, يعقبه في عاجل أمره نور في قلبه, وانشراح في صدره, وطمأنينة في نفسه...وتثبيت في يقينه, وقوة في عقله.
** قال العلامة ابن القيم رحمه الله:
& جعل الله تعالى للحسنات والطاعات آثاراً محبوبة لذيذة طيبة, لذتها فوق لذة المعصية بأضعاف مضاعفة, لا نسبة لها إليها.
& آثار الحسنات والسيئات في القلوب والأبدان والأموال أمر مشهود في العالم, لا ينكره ذو عقل سليم...وشهود العبد هذا في نفسه وفي غيره وتأمله ومطالعته مما يقوى إيمانه بما جاءت به الرسل, وبالثواب والعقاب.
** قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: ما استجلب العبد من الله ما يحب, واستدفع منه ما يكره, بأعظم من اشتغاله بطاعة الله, وعبادته, وذكره, وهو حقيقة الإيمان, فإن الله يدفع عن الذين آمنوا.
** قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: المتوجه إلى ربه يُعان, فلا يسرع إليه النصب, والجوع, بخلاف المتوجه إلى غيره.
** قال العلامة السعدي رحمه الله:
& الطاعات تصلح بها الأخلاق, والأعمال, والأرزاق, وأحوال الدنيا, والآخرة.
& من سبق في الدنيا إلى الخيرات, فهو السابق في الآخرة إلى الجنات, فالسابقون أعلى درجة, والخيرات تشمل جميع الفرائض والنوافل, من صلاة, وصيام, وزكاة, وحج, وعمرة, وجهاد, ونفع متعد وقاصر.
& في الاشتغال بعبادة الله تسلية للعابد عن جميع التعلقات والمشهيات, كما قال تعالى: {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ۚ﴾ إلى أن قال: ﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا }
& متى عرف العبد ما في الطاعات من صلاح القلوب, وزيادة الإيمان, واستكمال الفضائل, وما تثمره من الخيرات والكرامات, وما في المحرمات من الضرر والرذائل, وما توجبه من العقوبات المتنوعة, وعلم ما في أقدار الله من البركة, وما لمن قام بوظيفته فيها من الأجور, هان عليه الصبر على جميع ذلك
& السابقون في الدنيا إلى الخيرات, هم السابقون في الآخرة لدخول الجنات.
& كل خير يوجد في الدنيا والآخرة فإنه من آثار عبادة الله وتقواه.
& مما أمر الله به الصلاة, والزكاة, والصيام, والحج التي من فوائدها: انشراح الصدر ونوره, وزوال همومه وغمومه, ونشاط البدن وخفته, ونور الوجه, وسعة الرزق, والمحبة في قلوب المؤمنين, وفي الزكاة والصدقة ووجوه الإحسان: زكاة النفس, وتطهيرها, وزوال الوسخ والدرن عنها, ودفع حاجة أخيه المسلم وزيادة بركة ماله ونماؤه, مع ما في هذه الأعمال من عظيم ثواب الله الذي لا يمكن وصفه, ومن حصول رضاه الذي هو أكبر من كل شيءٍ, وزوال سخطه.
وما ذكره الله في كتابه من الأعمال كلها, كالجهاد, والصلاة, والصوم, والحج, وبقية الأعمال, والإحسان إلى الخلق, فإنها وإن كان المقصود الأعظم منها نيل رضى الله, وقربه, وثوابه, والإحسان إلى عبيده, فإن فيها صحة للأبدان, وتمريناً لها, ورياضة, وراحة للنفس, وفرحاً للقلب, وأسرار خاصة تحفظ الصحة, وتنميها, وتزيل عنها المؤذيات, وبالجملة فإن جميع الشرائع ترجع إلى صلاح القلوب والأرواح, والأخلاق, والأبدان, والأموال, والدنيا والآخرة, والله أعلم.
** قال الشيح سعد بن ناصر الشثري: الإثم سبب من أسباب ضيق الصدر, وقلقه واضطرابه, مما يدل على أن الطاعة سبب للطمأنينة.
- من وسائل الثبات على الطاعة:
قال العلامة عبدالعزيز بن عبدالله ابن باز رحمه الله: من وسائل الثبات على طاعة الله: الصدق في محبته سبحانه, وسؤال ربك أن يثبتك على طاعة الله, والابتعاد عن أسباب الشر وأهله, وعليك بمرافقة الصالحين.
- فوائد الاجتماع للعبادات:
قال العلامة السعدي رحمه الله: شرع لعباده الاجتماع للعبادة في مواضع, كالصلوات الخمس, والجمعة, والأعياد, ومشاعر الحج, والاجتماع لذكر الله, والعلم النافع, لما في الاجتماع من الاختلاط الذي يوجب التوادد والتواصل, وزوال التقاطع, والأحقاد بينهم, ومراغمة الشيطان الذي يكره اجتماعهم على الخير, وحصول التنافس في الخيرات, واقتداء بعضهم ببعض, وتعليم بعضهم بعضاً, وتعلم بعضهم من بعض, وكذلك حصول الأجر الكثير الذي لا يحصل بالانفراد, إلى غير ذلك من الحكم.
- تعليق القلب بعمل طاعة في المستقبل:
قال الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ: من سعى في شيء وقلبه معلق أنه يعمل كذا وكذا من الخيرات إذا امتد به الزمن وامتدت به الحياة, فإن الله عز وجل كريم يعطى عباده بغير حساب ويجزل لهم الثواب ومن رحمته وكرمه بعباده المؤمنين أن العبد إذا كان قلبه معلقاً بشيءٍ في المستقبل أن يعمله من الطاعات متى حان الأوان فإنه يؤتيه ذلك.
- أفضل العبادة:
قال قاسم الجوعي: أفضل العبادة مُكابدة الليل.
- السرور بالله جل جلاله يزيد من الطاعات:
قال العلامة ابن القيم رحمه الله: السرور بالله وقربه وقرة العين به تبعث على الازدياد من طاعته وتحثُّ على السير إليه.
- مراعاة نشاط النفس عند فعل الطاعة:
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: مُراعاة نشاط النفوس لفعل الطاعة.
- خطورة العبادة بدون علم:
قال ضرار بن عمرو: إن قوماً تركوا العلم, ومجالسة أهل العلم, صلوا وصاموا, حتى بلي جلد أبدانهم على عمه, وخالفوا السنة فهلكوا, والذي لا إله غيره, ما عمل عامل قط على جهل, إلا كان ما يفسد أكثر مما يصلح.
- من أسباب لذة العبادة وحلاوتها:
سئل العلامة العثيمين: ما أسباب تحصيل لذة العبادة التي كان يجدها أمثالُ ابن تيمية رحمه الله؟ فأجاب:ذلك فضل الله سبحانه وتعالى يُؤتيه من يشاء وله أسباب: منها: كثرة قراءة القرآن, فإن كثرة قراءة القرآن تُلين القلب, قال ابن عبدالقوي رحمه الله:
وواظب على درس القرآن فإنهُ يُلين قلباً قاسـياً مثل جلمـد
ومنها: أن يكون الإنسان قلبه دائماً متعلقاً بالله مٌعرضاً عما سواه, مُتجنباً للقيل والقال, وكثرة السؤال,
ومنها: أن يحضر قلبه عند العبادة بحيث لا يفكرُ ولا يوسوسُ, بل يكون قلبه حاضراً يتأمل ما يقول وما يفعل من عبادة الله عز وجل.
وقال رحمه الله: إذا شعر الإنسان بأنه مفتقر لربه فسيجد حلاوة العبادة
- إيثار طاعة الله ورسوله على كل حبيب وقريب:
قال الإمام النووي رحمه الله: وجوب إيثار طاعة الله, ورسوله صلى الله عليه وسلم, على مودة الصديق, والقريب, وغيرهما.
- الطاعة في أول النهار وآخره:
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: ورد أن الرزق يقسم بعد صلاة الصبح, وأن الأعمال ترفع آخر النهار, فمن كان حينئذ في طاعته بورك في رزقه, وفي عمله.
- التصنيف: