سبل لنصر دين الله
ليس شرطًا أن تكون عالمًا لتنصر دينك، قد تنصر دينك بكلمةٍ مخلصةٍ لا تُلقي لها بالًا، بنصيحةٍ في السرِّ لمقدم على هلاك أو ضرر، بحبٍّ لإخوانك، ورفقٍ بهم، بمقالٍ أو بحثٍ، أو كتابٍ ينتفع به خَلْقٌ كثيرٌ، بسَمْتِك وخُلُقِك...
- التصنيفات: الدعوة إلى الله -
ليس شرطًا أن تكون عالمًا لتنصر دينك، قد تنصر دينك بكلمةٍ مخلصةٍ لا تُلقي لها بالًا، بنصيحةٍ في السرِّ لمقدم على هلاك أو ضرر، بحبٍّ لإخوانك، ورفقٍ بهم، بمقالٍ أو بحثٍ، أو كتابٍ ينتفع به خَلْقٌ كثيرٌ، بسَمْتِك وخُلُقِك، بمرحك وتيسيرك ورحمتك؛ بأن يرى الناس فيك يُسْرَ الإسلامِ مع متانته، بتأييد لفعل حسن ربما جرَّ أفعالًا، بتعليم الناس الحكمة في التعامل مع الأحوال على تنوُّعها واختلافها، بهمتك العالية، وخوفك الربانيِّ، ورجائك في ربِّك.
أنت كداعية قد يصيبك بعض الحزن، أو قل الحسد من بزوغ نجم دعاة آخرين، ووضع القبول لهم في الأرض، ألا تعلم حبيبي أنك باستطاعتك أن تأخذ أجورًا عظيمة، أولًا بحبِّ الخير للغير، ثانيًا بنصحك للدعاة سرًّا، ثالثًا بدعائك له في جمعتك وسجودك وأسحارك، فلربما انتفض داعية من فتور ألمَّ به، أو ثبَّته الله من انتكاسة كانت ستحدث له بسبب دعائك له، وحبك حب الخير للغير، وسلامة الصدر رزق يرفع درجاتك، ويثقل ميزانك، والعبرة ليست بالكثرة؛ وإنما بالصدق والمراقبة.
رُبَّ قولٍ أو فعلٍ نصرتَ به دينَكَ نصرًا مؤزَّرًا دونما شعور منك، ولربما انتفعت به أجيالٌ ولو بعد حين، فالزَم ما تنصُر به دينَكَ بلا تكلُّفٍ، ولا تشبُّعٍ بما لم تُعْطَ ولا كِبْرٍ.
__________________________________________________
الكاتب: د. محمد أحمد صبري النبتيتي