ربى رجو لقاك
كان الظلام حالكاً حين استيقظت حبيبة من نومها الحزين إثر مشادة بينها وبين زوجها ، فإذا به وقت السحر فجلست تنتظر بدأ يوم جديد لعله يكون عهد جديد فى علاقتها بزوجها
- التصنيفات: قضايا الزواج والعلاقات الأسرية -
كتبت : دينا بدر
كان الظلام حالكاً حين استيقظت حبيبة من نومها الحزين إثر مشادة بينها وبين زوجها ، فإذا به وقت السحر فجلست تنتظر بدأ يوم جديد لعله يكون عهد جديد فى علاقتها بزوجها
جلست تتساءل
كيف أرضيه ؟
كيف أكسب حبه ؟
بل كيف أستعيد عهد مضى كنت أنعم فيه بقربه ؟
فإذا بنداء الله أكبر الله أكبر ليخترق الصوت أعماق قلبها الحزين
فإذا به كالصفعة على قلبها
حقا الله أكبر من حزنها على زوجها
الله أكبر من أن يضيع وقت السحر بلا سجدة تناجى فيها ربها
أليس قلب زوجها بيد مالكه ؟
فلماذا انشغلت بالنعمة عن المنعم ؟
عادت بذاكرتها إلى الوراء قليلاً
فتذكرت انشغالها وتقصيرها عن حق ربها وحق نفسها حتى تعلق قلبها بزوجها ونسيت أنه نعمة من ربٍ منان امتن بها عليها ليختبرها أتشكر أم تكفر
استيقظ قلبها بعد سبات طويل ليبحث عما اقترف ،ماذا خسر وماذا جنى ؟
توضأت وصلت فرضها، ناجت ربها ألا يعلقها إلا به
قررت أن تنشغل به وتنفض عما سواه وهى تعلم أنه شكور كريم
فإذا رضى أرضى عنها عباده
وإذا أحب نادى جبريل بأهل الأرض أن يحبوها
ولكن مهلا ياحبيبة على ماذا تنوين أرجو ألا تكون أمانى
لا لا بل هى رجاء عظيم فى رب قريب
عقدت العزم أن تخطط لنيل رضا ربها وحبه وقربه
بحثت فى القرآن عن كيف أرضى ربى وكيف أنعم بحبه فإذا بالله يخبرها
أنه يحب المحسنين ﴿ {وَأَنفِقُوا۟ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ وَلَا تُلۡقُوا۟ بِأَیۡدِیكُمۡ إِلَى ٱلتَّهۡلُكَةِ وَأَحۡسِنُوۤا۟ۚ إِنَّ ٱللَّهَ یُحِبُّ ٱلۡمُحۡسِنِینَ} ﴾
وأنه يحب التوابين والمتطهرين ﴿ {وَیَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡمَحِیضِۖ قُلۡ هُوَ أَذࣰى فَٱعۡتَزِلُوا۟ ٱلنِّسَاۤءَ فِی ٱلۡمَحِیضِ وَلَا تَقۡرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ یَطۡهُرۡنَۖ فَإِذَا تَطَهَّرۡنَ فَأۡتُوهُنَّ مِنۡ حَیۡثُ أَمَرَكُمُ ٱللَّهُۚ إِنَّ ٱللَّهَ یُحِبُّ ٱلتَّوَّ ٰبِینَ وَیُحِبُّ ٱلۡمُتَطَهِّرِینَ } ﴾[البقرة : ٢٢٢]
فإذا بالامر يسير بعون الله
سرحت بقلبها وتساءلت
هل هى من المحسنين ؟
هل هى من التوابين والمتطهرين؟
فسرعان ما أجابها حالها أنها بعيدة بعد المشرق من المغرب عن الإحسان
فلقد تعاملت مع زوجها أنه ندها فقد أعماها الشيطان عن قول الرسول صلى الله عليه وسلم :ألا أخبرك بخير ما يكتنز المرء؟ المرأة الصالحة؛ إذا نظر إليها سرته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته. رواه أبو داود والحاكم وقال: حديث صحيح الإسناد
كانت تظن ان طاعةزوجها فيما تحبه هى وترضاه هى وتقتنع به هى
لا يا حبيبة طاعة زوجكِ هى الطاعة حتى لو خالفت هواكِ
إذا أمركِ بشئ فانظرى هل هى معصية فإذا كانت فلا تفعلى ،وإذا كانت غير ذلك فلا تتردى وسارعى فى الطاعة فهى نجاتكِ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت»
[صححه الألباني ]
استعاذت بالله من الشيطان الرجيم وتابت إلى ربها وقررت أن تفيق من سباتها وتعامل زوجها بالإحسان طلبا لحب ربها
ودعت ربها أن يعينها على المضى فى طريقها
وأنا وأنتِ هل لحبيبة نصيب من حالنا ؟