شرح حديث: يا نبي الله ليس لي شيء إلا ما أدخل علي الزبير

منذ 2022-09-10

عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ أَنَّهَا جَاءَتِ النَّبِيَّ، فَقَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللّهِ لَيْسَ لِي شَيْءٌ إِلاَّ مَا أَدْخَلَ عَلَيَّ الزُّبَيْرُ، فَهَلْ عَلَيَّ جُنَاحٌ أَنْ أَرْضَخَ مِمَّا يُدْخِلُ عَلَيَّ؟ فَقَالَ: « «ارْضَخِي مَا اسْتَطَعْتِ. وَلاَ تُوعِي فَيُوعِيَ اللّهُ عَلَيْكِ» ».

عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ أَنَّهَا جَاءَتِ النَّبِيَّ، فَقَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللّهِ لَيْسَ لِي شَيْءٌ إِلاَّ مَا أَدْخَلَ عَلَيَّ الزُّبَيْرُ، فَهَلْ عَلَيَّ جُنَاحٌ أَنْ أَرْضَخَ مِمَّا يُدْخِلُ عَلَيَّ؟ فَقَالَ: « «ارْضَخِي مَا اسْتَطَعْتِ. وَلاَ تُوعِي فَيُوعِيَ اللّهُ عَلَيْكِ» ».

 

شرح ألفاظ الحديث:

(( لَيْسَ لِي شَيْءٌ )): أي ليس لي مال.

 

(( إِلاَّ مَا أَدْخَلَ عَلَيَّ الزُّبَيْرُ )): أي إلا ما أعطاني الزبير من مال نفقته علي وعلى أهل بيتي، وهو زوجها الزبير بن العوام.

 

(( فَهَلْ عَلَيَّ جُنَاحٌ )): أي حرج.

 

(( أَنْ أَرْضَخَ مِمَّا يُدْخِلُ عَلَيَّ)): الرضْخ: هي العطية القليلة؛ [انظر النهاية، مادة(رضخ)].

 

وقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «ارضخي»: بكسر الهمزة وهو العطاء اليسير، والمعنى أنفقي بغير إجحاف وإمساك ما دمت قادرة مستطيعة.

 

وجاء في رواية أخرى عند مسلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لها: «انْفَحي أو انْضَحي أو أنفقي».

 

وكلها بمعنى أعطي وأنفقي، وتكرارها يفيد تأكيد الصدقة والحث عليها على أي حال تيسرت.

 

«وَلاَ تُوعِي فَيُوعِيَ اللّهُ عَلَيْكِ»: جاء في رواية عند البخاري: «ولا توعِي فيوعَى عليك»، وفي رواية أخرى له أيضًا: «ولا توكي فيوكَى عليك»، كلاهما على البناء على المجهول، وفي الصحيحين: «ولا تحصي فيحصي الله عليك»، وكل الروايات معناها متقارب:

 

«لاَ تُوعِي»: أي لا تمسكي المال في وعاء، فيمسك الله فضله وثوابه عنك.

 

«ولا توكي»: أي لا تربطي، والوكاء: هو الخيط الذي يُشدُّ به، أي لا تشدي رأس الوعاء بالوكاء.

 

«ولا تحصي»: أي لا تعدي وتحسبي، والإحصاء معرفة قدر الشيء وزنًا أو عددًا، والمراد من جميع الروايات ألا تبخلي، فمسك المال وإيكاؤه في وعاء وإحصائه خشيةً عليه من النقصان، كلها عادات يعرف بها البخيل، فيفعل ذلك ويمنع الصدقة خشية نفاد ما عنده، فيجازيه الله بجنس عمله والجزاء من جنس العمل.

 

من فوائد الحديث:

الفائدة الأولى: في الحديث دلالة على جواز تصدُّق المرأة من المال الذي يدخله زوجها عليها وعلى أهل بيتها، ولكنه محمول على رضا الزوج، فسؤال أسماء - رضي الله عنها - للنبي -صلى الله عليه وسلم- أن تتصدق من ذلك المال، وحثُّ النبي-صلى الله عليه وسلم- لها على الصدقة ما استطاعت، محمول على رضا زوجها الزبير بأن تتصدق من ذلك المال وتقدم قريبًا بيان التفصيل في هذه المسألة والله أعلم.

 

الفائدة الثانية: الحديث دليلٌ على أن الله عز وجل يجازي العبد بمثل عمله، فكما أن من مكر، مكر الله به، ومن خادع خدعه الله، فكذلك من أوعى؛ أي بخل بما عنده وأمسك وأحصى خشية النفاد، أمسك الله عنه رزقه وفضله أو لا يبارك الله له في رزقه، والجزاء من جنس العمل فينبغي للعبد أن ينفق بما يستطيع.

عبد الله بن حمود الفريح

حاصل على درجة الدكتوراه من قسم الدعوة والثقافة الإسلامية في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى، عام 1437هـ.

  • 2
  • 1
  • 1,543

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً