خطر النفاق والمنافقين
إن من ابتلاء الله تعالى لعباده المؤمنين أن يبتليهم بأعداء الإسلام، منهم العدو الذي يُظْهِر كفره ويعلنه، ومنهم العدو الذي يُخفي كفره إذا قويَتْ شوكة الإسلام تستَّروا بستار بالإسلام إذا ضعف المسلمون، تبجحوا بالكفر، وأظهروا عداوتهم.
- التصنيفات: أعمال القلوب - - آفاق الشريعة -
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:
فإن من ابتلاء الله تعالى لعباده المؤمنين أن يبتليهم بأعداء الإسلام، وقد ابتُليَ بالأعداء أحب الخلق إلى الله؛ وهم الأنبياء؛ قال سبحانه: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ} [الفرقان: 31]، والأيام دول؛ فقد تكون الغلبة لأعداء الإسلام في فترة من الزمن، وفي ذلك ابتلاء وتمحيص للمؤمنين؛ ليميز الله الخبيث من الطيب، والصادق من الكاذب؛ كما قال سبحانه: {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ} [آل عمران: 140، 141].
وفيه إمهال للكافرين؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: «إن الله لَيُملي للظالم، فإذا أخذه لم يُفْلِتْه» ؛ ثم قرأ: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} [هود: 102]))؛ (رواه الشيخان).
وأعداء الإسلام منهم العدو الذي يُظْهِر كفره ويعلنه، ومنهم العدو الذي يُخفي كفره ويستره؛ وهم المنافقون الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر بالله تعالى، وهذا هو النفاق الاعتقادي.
ولم يَسْلَم عصر النبوة من المنافقين؛ فقد كان المنافقون يأتون إلى النبي صلى الله عليه وسلم ويشهدون أنه رسول الله، وهم غير مؤمنين به في قلوبهم، ويحلفون أنهم معه وهم ضده، وكانوا يصلون معه، ويخرجون معه في الغزوات؛ رياء وسمعة، بل كان عبدالله بن سلول رئيس المنافقين يقوم في كل جمعة إذا قام النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: يا معشر المسلمين، هذا رسول الله بين أظهركم فانصروه.
إذا قويَتْ شوكة الإسلام وأظهره الله، تستَّروا بستار الإسلام وقالوا: نحن معكم، وإذا ضعف المسلمون، تبجحوا بالكفر، وأظهروا عداوتهم.
يقول حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: ((إن المنافقين اليوم شر منهم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، كانوا يومئذٍ يسرون واليوم يجهرون)) (صحيح البخاري 7113، عن شقيق بن سلمة رضي الله تعالى عنه).
وقد فضحهم الله تعالى، وأنزل سورًا وآيات تبين صفاتهم ومكرهم ومؤامراتهم؛ حتى يحذرهم المؤمنون، ولا يغتروا بكذبهم، ومما أنزل الله فيهم سورة "المنافقون" التي سُمِّيت باسمهم؛ وفي مطلعها يقول سبحانه: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ} [المنافقون: 1].
وسورة التوبة بيَّنت كثيرًا من صفاتهم؛ حتى سميت بالفاضحة والكاشفة والمبعثرة؛ لأنها فضحتهم، وكشفت حقيقتهم، وبينت مكرهم.
ذكرهم الله تعالى في كتابه العزيز في سبع عشرة سورة في ثلاثمائة آية؛ قال ابن القيم رحمه الله: "كاد القرآن أن يكون كله في شأنهم".
ولا شك أن أشد الناس عداوة للإسلام والمسلمين فئة المنافقين؛ فخطرهم أشد من خطر الكافر الظاهر؛ لأن كذبهم ينطلي على كثير من المسلمين، فيظنون أنهم على خير؛ حيث يتظاهرون بالإسلام وينسبون أنفسهم للمسلمين.
وعن حبيب بن أبي فضالة، قال: "كان بعض المهاجرين يقول: والله ما أخاف المسلم ولا أخاف الكافر؛ أما المسلم فيحجزه إسلامه، وأما الكافر فقد أذله الله عز وجل، ولكن كيف لي بالمنافق؟".
وقد أمر الله تعالى بالحذر منهم؛ فقال سبحانه: {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} [المنافقون: 4].
ولتعلم شدة خطرهم انظر في مطلع سورة البقرة؛ حيث ذكر الله تعالى الكفار في آيتين، وبعد ذلك تحدث عن المنافقين في ثلاث عشرة آية؛ بدءًا من قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ} [البقرة: 8].
وأخبر ربنا سبحانه أنهم يكونون يوم القيامة في الدرك الأسفل من النار؛ قال سبحانه: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا} [النساء: 145].
من صفاتهم التي ذكرها الله في كتابه العزيز:
أنهم يتحاكمون إلى طواغيتهم، ولا يقبلون بحكم الله تعالى؛ قال سبحانه: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا} [النساء: 60].
ومن صفاتهم أنهم يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين؛ قال سبحانه: {بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا * الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا} [النساء: 138، 139].
وقال سبحانه: {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ} [البقرة: 14].
قال ابن القيم رحمه الله: "إن حاكمت المنافقين إلى صريح الوحي وجدتهم عنه نافرين، وإن دعوتهم إلى حكم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم رأيتهم عنه معرضين، فلو شهدت حقائقهم لرأيت بينها وبين الهدى أمدًا بعيدًا، ورأيتها معرضة عن الوحي إعراضًا شديدًا، {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا} [النساء: 61]".
ومن أبرز صفاتهم القبيحة الاستهزاءُ بالله ورسوله ودينه؛ قال سبحانه: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} [التوبة: 65، 66].
تلك بعض من صفات المنافقين نفاقًا عقديًّا، وهذا هو النفاق الذي يعد صاحبه من زمرة الكافرين، بل أشد الكفار شرًّا وخطرًا.
وأما النوع الثاني من النفاق: فهو نفاق الأعمال، وهو وإن كان لا يكفر من اتصف به، إلا إنه على خطر عظيم؛ ولذلك يخاف المؤمن الصادق من الوقوع فيه.
قال الحسن البصري: "ما خافه إلا مؤمن، وما أمِنه إلا منافق".
وعن المعلى بن زياد، قال: سمعت الحسن البصري يحلف في هذا المسجد بالله الذي لا إله إلا هو "ما مضى مؤمن قط ولا بقي إلا هو من النفاق مشفق، ولا مضى منافق قط ولا بقي إلا هو من النفاق آمن"؛ [صفة النفاق وذم المنافقين للفريابي، رقم (81)، ص (121)].
وقد كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يخافون على أنفسهم هذا النوع من النفاق.
قال ابن أبي مليكة: ((أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، كلهم يخاف النفاق على نفسه، ما منهم أحد يقول: إنه على إيمان جبريل وميكائيل))؛ (أخرجه البخاري معلقًا، ك: الإيمان، 36، ب: خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر).
وعن زيد بن وهب الجهني رضي الله تعالى عنه قال: قال حذيفة رضي الله عنه: ((مات رجل من المنافقين، فلم أصلِّ عليه، فقال عمر رضي الله عنه: ما منعك أن تصلي عليه؟ قلت: إنه منهم، فقال: أبالله منهم أنا؟ قلت: لا، فبكى عمر رضي الله عنه))؛ (ابن حجر العسقلاني في المطالب العالية 4/123، وقال: إسناده صحيح).
وعن جبير بن نفير قال: "دخلت على أبي الدرداء رضي الله عنه منزله بحمص، فإذا هو قائم يصلي في مسجده، فلما جلس يتشهد، جعل يتعوذ بالله من النفاق، فلما انصرف، قلت له: غفر الله لك يا أبا الدرداء، أما أنت والنفاق، ما شأنك وشأن النفاق؟ فقال: اللهم غفرًا؛ ثلاثًا، لا يأمن البلاء من يأمن البلاء، والله إن الرجل ليفتن عن ساعة واحدة فيقلب عن دينه"؛ (أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (47/ 182)).
ولم يكن الصحابة يخافون أن يكفروا بالله ورسوله، وإنما يخافون من نفاق في الأعمال.
قال الحافظ رحمه الله: "قد جزم بأنهم كانوا يخافون النفاق في الأعمال غير واحد، ولم ينقل عن غيرهم خلاف في ذلك، وكأنه إجماع؛ وذلك لأن المؤمن قد يعرض له في علمه ما يشوبه مما يخالف الإخلاص"؛ (فتح الباري شرح صحيح البخاري (١/٧٠١)).
أخي الكريم: إذا عرَفتَ خطر النفاق، وعلِمت صفات المنافقين التي ذُكرت في الكتاب والسنة، ورأيت خوف الصحابة من النفاق، وهم أطهر الخلق بعد الأنبياء، وهم مَن رضِيَ الله عنهم ورضوا عنه، بعد هذا كله حريٌّ بك أن تخاف على نفسك من النفاق، وأن تبحث في نفسك، وتفتش في أعمالك، هل وقعت في شيء من النفاق، أو في شعبة من شعبه، أو في صفة من صفات أهله؟ انظر على سبيل المثال: كم من المصلين من يتكاسل في أداء الصلاة، وإن قام إليها وأداها! وهذه من صفات المنافقين.
وكم من الناس قليل الذكر، إذا صلى نقر صلاته على عَجَلٍ، وإذا سبح لا تكاد تفهمه من سرعته، قليل الذكر يُخشى عليه أن يكون قد اتصف بصفات أهل النفاق! كما قال سبحانه: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا} [النساء: 142].
قال العلامة ابن القيم رحمه الله: "إن كثرة ذكر الله عز وجل أمان من النفاق؛ فإن المنافقين قليلو الذكر لله عز وجل؛ قال الله عز وجل في المنافقين: {وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا} [النساء: 142]".
قال كعب رضي الله عنه: "من أكْثَرَ ذكر الله عز وجل، برِئ من النفاق".
روى البخاري عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أربع من كُنَّ فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خَصلة منهن، كانت فيه خصلة من النفاق حتى يَدَعَها: إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر».
كم من المسلمين اليوم من يتعمد الكذب، بل وربما نشره على الملأ أو في وسائل التواصل، فتبلغ كذبته الآفاق، بل وتستمر في التداول سنين لا تُحصى تتناقلها الأجيال!
وكم منا - معشر المسلمين - مَن إذا عاهد غدر، لا يفي بوعده، ولا يبالي، وربما يؤكد الوعد بالأيمان المغلظة!
وما أكثر من يخون الأمانة؛ سواء كانت أمانة عامة يؤتمن على حقوق الناس كالمال العام (مال الدولة)، فيخون، ويستخدمه في حاجاته الشخصية، أو يأتمنه شخص على شيء فيخون!
وكم من المسلمين من يفجر في الخصومة؛ إذا خاصم افترى على خصمه، وقال باطلًا وكذبًا وبهتانًا!
قال النووي رحمه الله في شرح مسلم: «وإن خاصم فجر»؛ أي: مال عن الحق، وقال الباطل والكذب، قال أهل اللغة: وأصل الفجور الميل عن الحق".
وما أكثر من يتصف بصفات المنافقين في زماننا هذا! كما قيل: "لو خلق الله للمنافقين أذنابًا ما وجد الناس أرضًا يمشون عليها".
وكم من الناس من يقع في الذنوب ولا يبالي بها!
والوقوع في الذنب واستصغاره وعدم المبالاة به من صفات المنافقين؛ قال ابن عثيمين رحمه الله:
"فلا شك أن التهاون بالمعاصي واستسهالها أمر من الخطورة بمكان، وصفة من صفات المنافقين؛ قال ابن مسعود رضي الله عنه: إن المؤمن يرى ذنوبه، كأنه في أصل جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب وقع على أنفه، قال به هكذا؛ أي: هشه وأزاحه بيده؛ [رواه البخاري]؛ [لقاءات الباب المفتوح للشيخ ابن عثيمين (33/ السؤال رقم: 12)].
والبعض تصل به عدم المبالاة بالذنب إلى أن يستسهل نشر المعاصي، ويروج لها؛ كالأغاني الماجنة، والمعازف، والمناظر الخادشة للحياء والمثيرة للشهوات؛ كصور النساء المتبرجات، كما يقع في وسائل التواصل اليوم من كثير من الناس، وللأسف أن بعض من ظاهرهم الصلاح قد ابتُلوا بشيء من ذلك، وإن كان بعض من ينشرون عادة لا يقصدون من نشر هذه المعاصي الدعوة إليها، وإنما نشر ما صاحبها من خبر أو معلومة يريدون نشرها، ولكن الشر واقع بنشرها، والفتنة حاصلة، نسأل الله السلامة.
وقد يتجاوز البعض الحد معتقدًا أن هذا من الحذق والرجولة، ومِنَ الناس مَن يربي أولاده على هذه الصفات؛ عياذًا بالله.
وموقفنا - معشر المؤمنين - حين نرى من اتصف بشيء من صفات المنافقين أن نسعى جاهدين في تبصيره بخطورة ما وقع فيه، وتذكيره بالله، ودعوته إلى الإخلاص لله تعالى، وترك كل ما يخدش الإيمان الصادق، فضلًا عما ينقضه ويبطله.
ولا شك أن النفاق - ولو كان نفاقًا عمليًّا - من أعظم المنكرات التي يجب أن تنكر، والمؤمن يجب عليه إنكار المنكر باتفاق علماء الأمة.
قال الإمام النووي رحمه الله: "وقد تطابق على وجوب الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر الكتابُ والسنة، وإجماع الأمة، وهو أيضًا من النصيحة التي هي الدين..."؛ (شرح صحيح مسلم (2/22)).
وقد تظافرت أدلة الكتاب والسنة على وجوب إنكار المنكر؛ ومنها قوله تعالى: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} [المائدة: 78، 79].
وقوله صلى الله عليه وسلم: «من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع أن يغيره بيده، فبلسانه، فإن لم يستطع، فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان»؛ «رواه مسلم».