جدال المولد بين المحتفي والمجافي
محمد بوقنطار
مجرد سؤال لكن له ثقله في مقام متكرر جدال المولد بين المحتفي والمجافي
- التصنيفات: مناسبات دورية -
مجرد سؤال لكن له ثقله في مقام متكرر جدال المولد بين المحتفي والمجافي
ثمة سؤال كنت قد طرحته على نفسي كما على غيري بإلهام من الله سبحانه وتعالى، وهو سؤال أرى أن له ثقله في موضوع حادث ميلاد سيد الخلق عليه الصلاة والسلام ومسألة التأريخ له باليوم والشهر والعام، ومفاده:
لماذا تم التأريخ لحدث عظيم استنادا على حدث مأساوي كظيم، فكان ولا يزال يقال ولد النبي محمد عليه الصلاة والسلام عام الفيل، والأصل والأليق من ناحية العقل والنقل والإلف والمعهود عرفا أن يقال: أقدم أبرهة وكاد يهدم الكعبة عام ولادة النبي محمد صلى الله عليه وسلم؟؟!
إن اعتماد القوم على يوم كظيم للتأريخ ليوم عظيم، دليل على أن محمدا عليه الصلاة والسلام ولد طفلا كأيها الأطفال، بله فقد زاد يتمه من جهة فقد الوالد وهو في بطن والدته في مجتمع جاهلي غارق في الذكورية والأبوية أمر ولادته إيغالا في عدم الالتفات إلى استهلاله الأول ومن ثم افتقاد هذا التأريخ للدقة والحجية والإقناع الذي تميز به يوم جوده بنفسه الطيبة المباركة والتحاقه بالرفيق الأعلى عليه الصلاة والسلام بعد أن ملأ الدنيا عدلا وفضلا وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الله به الغمة وأتم الله به النعمة... وإنما المستغرب المدخول أن يواطئ مرجوح التأريخ لولادته راجح التأريخ لموته، ثم يطفق مدعو المحبة الاحتفال بيوم ولادته وهو عين يوم موته على الراجح الذي تواطأ عليه لسان أهل السير.
ومن تأمل ما يقام في هذا اليوم من ابتداع يجافي الاتباع ومن موالد تخالف القواعد ومن شطحات تعادي روح الصلوات ومن... وقف على حقيقة زيف دعوى الاحتفال وحيف زعم المحبة، وإنما هي جاهليات عادت إلى الواجهة في سياق الانتقام والاعتساف، وقد تمسلخت نفاقا بدثار السنة وثوب المحبة البريء من زعم القوم براءة الذئب من دم بن يعقوب عليهما السلام.