الملك ملكه والأمر أمره
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.[1]
- التصنيفات: الدعوة إلى الله -
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.[1]
تأملْ قَولَ اللَّهِ تَعَالَى: {وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}، عقبَ ذكرِهِ لفسادِ أهلِ الكتابِ، ونبْذِهِم لعهدِ اللهِ تعالى وراءَهُم ظِهْريًّا، وكتمانِهِم العلمَ الشرعيَّ، واشترائِهِم به ثمنًا قليلًا، وهم مع ذلك، {يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا} [آلِ عِمْرَانَ: 188]، ومع كل تلك الطوام العظام، والبلايا الجسام، يقولون: {نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ} [الْمَائِدَةِ: 18]، ويقولون: {لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً}، وكأنهم اتخذوا عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا بالأمان من العذاب!
فقال تعالى تَوْبِيخًا لهما على أمْنِهم مكرَ اللهِ تعالى - مع كفرهم - وَتَهْدِيدًا لهم على تضييعهم دين اللهِ وعلى جرأتهم على ملكِ الملوكِ، وجبَّارِ السمواتِ والأرضِ: {وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ}، وَهُوَ الْحَاكِمُ الَّذِي لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ، وَلَا يُسأل عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْألُون، الملكُ ملكُهُ والأمرُ أمرُهُ، لا يُطاعُ إلا بإذْنِهِ ولا يُعصى إلا بعلمِهِ، {وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ}.[2]
ثم بَيَّنَ سبحانه وتعالى أنه لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء: {وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}، فإذا أراد بعبد سوءًا فلا رادَّ له: {وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلا مَرَدَّ لَهُ}.[3]
ولا مجير عليه سبحانه وتعالى: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ}.[4]
[1] سُورَةُ آلِ عِمْرَانَ: الْآيَة/ 189.
[2] سُورَةُ الْمُؤْمِنُونَ: الآية/ 88.
[3] سُورَةُ الرَّعْدِ: الآية/ 11.
[4] سُورَةُ يُونُسَ: الآية/ 107.