وصايا وفوائد ومواعظ وآداب

منذ 2022-11-07

أَوْصَى بَعضُهم، فقال: إذا عَصَيْتَ الله بِمَوضعٍ بأن حَصل مِنكَ ذَنْبٌ فاعْمَلْ في ذَلِكَ الموضعِ طَاعةً كاسْتِغْفَارٍ وذِكْرٍ لِلَّهِ ونَحْوِ ذَلِكَ فكما يَشْهَدُ عَليكَ يَشهَدُ لَكَ.

أَوْصَى بَعضُهم، فقال: إذا عَصَيْتَ الله بِمَوضعٍ بأن حَصل مِنكَ ذَنْبٌ فاعْمَلْ في ذَلِكَ الموضعِ طَاعةً كاسْتِغْفَارٍ وذِكْرٍ لِلَّهِ ونَحْوِ ذَلِكَ فكما يَشْهَدُ عَليكَ يَشهَدُ لَكَ.

 

قال تعالى: {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا * بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا} [الزلزلة: 4، 5]، وَكُلَّمَا تَذَكَّرْتَ ذَنْبًا صَدَرَ مِنْكَ فَتُبْ عَقِبَ ذِكْركَ إَيَّاهُ تَوبةً نَصُوحًا، وأَكْثِرْ مِنَ الاستغفار.

 

قال الله جل وعلا: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود: 114]،

 

وقال تعالى: ﴿ {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران: 135]، وقال تعالى: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: 110].

 

احْرِصْ عَلى أن تَنْوِيَ فِعْلَ الخير، وإذا حَدَّثَتْكَ نفسُكَ بِشَرٍ فاعْزِمْ على تَرْكِهِ لِلَّهِ.

 

فعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: قال الله عز وجل: «(إِذَا تَحَدَّثَ عَبدي بَأَنْ يَعمل حَسَنَةً فأنا أكتُبُها له حَسَنَةً ما لم يعمل، فإذا عَمِلَهَا فأنا أكتُبُها بعَشْرِ أَمْثالِها» ).

 

وإذا تَحَدَّثَ بأن يَعْمَلَ سَيِئَةً فأنا أغْفِرُهَا لَهُ ما لم يَعْمَلْها فإذا عَمِلَهَا فأنا أكتُبَها له بِمِثْلِهَا، ومما أوصَى به بعضُهم قال: عَلَيكَ بِذِكْرِ اللهِ قَائمًا وقَاعدًا وعَلى جَنْبِكَ، وفي السر والعلانية وفي الملأ، قال الله جل وعلا: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ} [آل عمران: 191]، وقال: {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 35]، وقال تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ}.

 

وقال تعالى: {وَاذْكُرُواْ اللهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ}.

 

شِعْرًا:

عَلَيْكَ بِذِكْرِ الله في كُلِّ سَاعَةٍ   ***   فَمَا خَابَ عَبْدٌ لِلْمُهَيْمِنِ يَذْكُرُ 

 

آخر:

عَلَيْكَ بِذِكْرِ الله دَوْمًا فإنَّــــــــهُ   ***   بِهِ يَطْمَئِنُّ القَلْبُ فالْزَمْهُ تَسْعَدِ 

فلا تُبق في يَوْمِ السلامَةِ لحَظَةً   ***   تفوتُكَ لم تذكُر به الله وَحْدَهُ 

 

وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يقول الله عز وجل: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حين يذكرني، إِنْ ذَكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في مَلأ ذكْرته في مَلأ خَيرٍ منهم، وإن تَقَرَّبَ إِليَّ شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إليه ذِرَاعًا، وإن تَقَرَّبَ إِليَّ ذراعًا تَقَرَّبْتُ إليه بَاعًا، وإن أَتانِي يَمْشِي أَتَيْتًه هَرْولَةِ».

 

احْرِصْ على صِيَانَةِ الوَقْتِ وَثابْر على إتْيَانِ جَميعِ مَا يُقَرِّبُك إلى الله مِن الأعمال وبالأخص الإكثار مِن كلمة الإخلاص وهي: لا إلهَ إلا الله.

 

واعلم أنها كلمة التوحيد والتوحيد لا يماثله شيء، وهي كلمة الإسلام، ومفتاح دار السلام، وهي كلمة الحق، ودعوة الحق.

 

وهي أعلا كلمة وأشرف كلمة وأحسن كلمة وأفضل كلمة، وأنجى كلمة، وما أنعم الله على عبد نعمةً أفضل من أن عرفه لا إله إلا الله، وفَهَّمَهُ مَعْنَاهَا وَوَفَّقَهُ لِلْعَملِ بِمُقْتَضَاهَا، وعليكَ بالقِيامِ بما افْتَرضَ اللهُ عَلَيْكَ ومُلاَزَمَتِهِ على الوَجهِ الأكمَلِ الذي أمركَ اللهُ جَلَ وَعَلاَ أن تقومَ فيه.

 

قال الله جل وعلا: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ}، وفي حديث سفيان بن عبد الله قال: قلتُ: يا رسول الله، قل لي في الإسلام قولًا لا أسأل عنه أحدًا غَيْركَ قال: «قل آمنتُ بالله ثم اسْتَقِمْ»؛ (رَوَاهُ مُسْلِمٌ).

 

وفي حديث ثوبان عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «اسْتَقِيمُوا ولن تُحْصُوا وأعلموا أَنَّ خَيرَ أَعْمَالِكم الصلاة، ولا يُحَافِظ على الوضوءِ إلا مُؤمن»، وفي روايةٍ للإِمام أحمد: «سَدِدُوا وقاربُوا ولا يُحَافِظُ على الصلاة إلا مُؤمنِ»، وعليكَ بمراعاةِ أَقْوَالِكَ كَما تُرَاعِي أَعْمَالَك فإنَّ أَقوالَكَ مِن جملةِ أَعْمَالِكَ؛ قال الله جل وعلا: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ} [الانفطار: 10 - 12].

 

وقال تعالى: {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} واحْذَرْ الإقامةَ بينَ أَظْهُرِ الكفار، فإن في ذلك تشجيعًا للكفار وإهانةً لِدين الإسلام، وإعلاءً لِكَلِمَةِ الكفر، نسأل اللهُ العافية، فَعَلى المسلم أنْ يَحْفَظَ أولادَهُ عن الذهاب إلى بلاد الكفار، ويَنْصَحَ مَنْ يَقْبَلَ منه مِن قَرَابَتِهِ وأصْدِقائِهِ وجميع المسلمين.

 

قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «أنا بَريءٌ مِن كل مسلم يُقِيمُ بين أظهُر المشركين لا تَرَآءى نَارَاهُما»؛ (رواه أبو داود، والترمذي) ، وقال -صلى الله عليه وسلم-: «مَن جَامَعَ المشركَ وَسَكَنَ مَعَهُ فإنه مثلُه»؛ (رواه أبو داود).

 

وعليك بتلاوة القرآن بِتَفَهُّمٍ وتَدَبُّر وتَفكُّرٍ ونَظَرٍ فيما تَتْلُوهُ إلى ما حُمِدَ فيه مِنَ النعُوتِ والصِفاتِ التي وَصَفَ اللهُ جَلَّ وَعَلا بها مَن أَحَبَّهُ مِن عِبَادِهِ فاتَّصِفْ بها،

 

وما ذَمَّهُ اللهُ في القرآن مِن الصفاتِ فاجْتَنِبْهَا، فإنَّ الله جَلَ وَعَلاَ ما أنْزَلَهَا في كتابِهِ وذَكَرَهَا لك وَعَرَّفَكَ بِهَا إلا لِتَعْمَلَ بِهَا.

 

فإذا قَرَأْتَ القُرآنَ فاجْمَعْ قَلْبَكَ وحَضِّرْه، وفَكِّرْ فِيمَا تَتْلُو وما أشكلَ عَلَيْكَ، فَطَالِعْ مَعْنَاهُ في التَّفْسِيرْ إِنْ كُنْتَ تُحْسِنُ ذَلِكَ وإلا فاسْأل أهْل الذِكْرِ.

 

قال الله جَل وَعَلاَ وتقَدس: {فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}، ولا أفضلَ مِن تِلاوَةِ كلامِ اللهِ، فأفْضَلُ الكلامِ كلامُ الملكِ العَلاَّم جل وعلا وتقدس.

 

وكُلُ ذِكْرٍ وَرَدَ فَضْلُهُ في خَبر أَوْ أَثَرٍ، فهو بعدَ كلام الله، فالتَّسْبِيحُ والتهليلُ والتكبيرُ والتحميدُ بَعْدَ التِلاوةِ، وَبعدَهُنَّ الصلاةُ على رسَول - صلى الله عليه وسلم،

 

وعليك بمُجَالَسَةِ مَن تَنْتَفِعُ بمُجَالَستِهِ في دِينِكَ مِن عِلْمِ تَسْتَفيِدُهُ أو عَمَل يَكونُ فيهِ أوْ خُلُق حَسَن يكون عليه تَكْسِبُهُ مِن صُحْبَتِِهِ.

 

وعَلَيْكَ بالبَذَاذَهة فإنها مِن الإِيمَانِ وهيَ تَرْكُ الزِّينَةِ وعَدَمُ التّرَفُّهِ ورثَاثَةُ الهَيْئَةِ والرِضَا بالدُّونِ مِن الثياب لِمَا وَرَدَ في الحديث: «إن البَذَاذَةَ مِن الإيمان»، وفي الحديث الآخر: «إن الله عز وجل يُحِبُّ المُتَبَذِّلَ الذِي لا يُبَالِي مَا لَبسَ»، وفي الحديث الآخر: «ومَن تَرَكَ لُبْسَ ثَوْبِ جَمَالٍ وهو يَقْدِرُ عليهِ -أَحْسِبُهُ قال تواضعًا- كَسَاهُ الله حلة الكرامة»؛ (رواه أبو داود).

 

شِعْرًا:

ومَن يَرْتَضِي أَدْنَى اللِّباسِ تَواضُعًا   ***   سَيُكْسَى الثِّيَابَ العَبْقَرِيَّاتِ في غَدِ 

 

آخر:

اطْلُبْ كَفافًا فما في الأرض مِنْ أَحَدٍ   ***   نَالَ الكَفَافَ عَلى تَقْوَى وإِرْشَـادِ 

مِنْ مَلْبَسٍ وَشَرَابٍ بَعْدَ مَطْعَمِــــــــهِ   ***   في حَيْثُ خَيَّمَ في غَوْرِ وإنْجَادِ 

إِلا حَوَى الفَوْزَ في الدنيا وَآجِلِهَــــــا   ***   إذا أُعِينَ بِنَفْسٍ شحّهَــــــــا زَادِ 

لاَ تَتْعَبَنَّ فإنَّ الرِّزْقَ عَنْ قَــــــــــــدَرٍ   ***   يَأْتِيكَ طَالِبُهُ مِنْ غير مِيعَــــــادِ 

 

واللهُ أَعْلَمْ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

_____________________________________________________________

الكاتب: الشيخ عبدالعزيز السلمان

  • 1
  • 0
  • 821

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً