مواعظ وفوائد

منذ 2022-11-10

اعْلَمْ أَنَّ مَن كان دَاؤُهُ المعصية فَشِفَاؤهُ الطاعة، وَمَن كان دَاؤهُ الغَفْلَةُ فشِفاؤه اليَقَظة، ومَن كان داؤهُ كَثْرةُ الأشغال فشفاؤه في تفريغ البال.

اعْلَمْ أَنَّ مَن كان دَاؤُهُ المعصية فَشِفَاؤهُ الطاعة، وَمَن كان دَاؤهُ الغَفْلَةُ فشِفاؤه اليَقَظة، ومَن كان داؤهُ كَثْرةُ الأشغال فشفاؤه في تفريغ البال.

 

فمن تَفَرَّغَ مِن هُموم الدنيا قلبُه، قَلَّ تَعَبُه وتَوَفَّر مِنَ العِبَادة نصيبه، واتصل إلى الله مَسِيرهُ، وارتفع في الجنة مَصيره، وتمكن مِن الذِكر والفِكر والورع والزهد والاحتراس من وساوس والشيطان، وغوائل النفس.

 

ومن كثر في الدنيا هَمُّه، أظلم طريقُهْ، ونصَبَ بَدَنُه، وضَاعَ وَقتُه، وتَشَتَّتَ شملُه، وطاشَ عَقْلُه، وانعقد لِسَانُه عن الذكر لِكثَرْة هُمومه وغمُومه، وصار مُقَيَّدَ الجوارح عن الطاعة، مِن قلبِه في كل وادٍ شُعْبَة، ومِن عُمرِه لكل ِ شغل حِصَّة.

 

فاستعذ بالله من فضول الأعمال والهموم، فكل ما شغل العبد عن الرب فهو مشؤوم، ومن فاته رضى مَولاه فهو محروم، كل العافية في الذكر والطاعة، وكل البلاء في الغفلة والمخالفة، وكل الشفاء في الإنابة والتوبة، وانظر لو أن طبيبًا نصرانيًّا نهاك عن شرب الماءِ البارد لأجل مَرضِ في جَسَدِك لأطعتَه في ترك ما نهاك عنه، وأنتَ تعلم أن الطبيب قد يَصْدُق وقد يكذب وقد يُصْيبُ وقد يخُطئ وقد يَنصَحُ وقد يَغشُ، فما بالك لا تترك ما نهاك عنه أنصحُ الناصحين وأصدق القائلين وأوفى الواعدين لأَجْلِ مَرَضِ القلب الذي إذا لم تشفَ منه فأنتَ من أهْلَكِ الهالكين.

 

تَبْغِيْ الوُصُولَ بسَيْرَ فيه تَقْصِيْــــــــرُ   ***   لاَ شَكَّ أنَّكَ فِيْما رُمْت مغْــرُوْرُ 

قَدْ سَار قَبْلَكَ أَبْطَالٌ فَمَا وَصِـــــــــلُواْ   ***   هَذا وفي سَيْرهَمْ جِدٌ وَتَشْمِيْرُ 

يا مُدَّعِي الحُبَّ في شَرْعِ الغَرامِ وَقَـدْ  ***   أَقَامَ بَيَّنَةً لَكِنّهَـــــــــــــــــا زُوْرُ 

أَفْنَيْتَ عُمْرَكَ في لَهْوٍ وفي لَعِـــــــــبٍ   ***   هَذَا وَأَنْتَ بَعْيدُ الدَّارِ مَهْــجُوْرُ 

لَوْ كَانَ قَلْبُكَ حَيًا ذُبْتَ مِنْ كَمَــــــــــدٍ   ***   مَا لِلْجرَاح بَجِسْمِ المَيْتِ تَأْثِيْرُ 

 

اللَّهُمَّ إنَّا نَسْألُكَ نَفْسًا مُطْمئنةً تُؤمِنُ بِلقَائِكَ وَتَرضَى بقَضَائك، اللَّهُمَّ إنا نَسأَلُكَ باسْمِكَ الطاهِرِ الطَّيبِ المُبَارَكِ الأحَبِّ إليك الذي إذا دُعِيتَ به أَجَبْتَ، وإذا سُئِلْتَ به أعْطَيْتَ، وإذا اسْتُرْحِمْتَ به رَحِمْتَ، وإذا استفرجْتَ به فَرَّجَتْ أَنْ تَغْفِرَ سَيئاتنا وتُبدلها لنا بِحَسَنات يَا أَرْحَم الرَّاحِمِيْنَ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وصَحْبِهِ أَجْمَعِين.

_______________________________________________
الكاتب: الشيخ عبدالعزيز السلمان

  • 6
  • 0
  • 907

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً