الشيء من معدنه
حسين عبد الرازق
في تعامُلك مع الناس لا تستغربِ الشيءَ من معدِنه، كيف: لابد أن تفهم أن فئامًا عظيما من الناس عبدٌ لدنياه وشهوته وهواه ومُتعته يُضحي بكل شيء في سبيل ذلك.
- التصنيفات: نصائح ومواعظ -
في تعامُلك مع الناس لا تستغربِ الشيءَ من معدِنه..
لابد أن تفهم أن فئامًا عظيما من الناس عبدٌ لدنياه وشهوته وهواه ومُتعته يُضحي بكل شيء في سبيل ذلك.
الدّينُ عنده كم ركعة يخطفهُم ع السريع، لا يبذل في أي جهد أو مال ولا يهمه انتشار المنكرات والفواحش ونقص الشعائر يعيش لبطنه وشهوته ولو مُنع من الدين كله لم يفرق معه لو سُئل الفتنة لآتاها وما تردد ثانية أرخص شيء في حياته دينُه، بل ويفرح بما ينالُ كثيرا من المسلمين من عنت أو قتل أو سَجن..
نعم ولو نُوزِع شيئا من دنياه قاتل عنه، جبان خوّار جازع عن المصائب منوع وجاحد عند النّعم، هؤلاء بالتحديد لا تنتظر منهم موقفا شريفا في أمر دينهم بل توقع منهم كل منكر مما يجب أن تعرفه أيضا:
أن كثيرا من المسلمين يأكلون بدينهم وقرآنهم وأناشيدهم ودعوتهم ودروسهم ومؤتمراتهم يريدون إسلامًا لا يُكلّفهم شيئا ولا يُزعجهم ولا يُعكّرُ مزاجَ من يُطعمُهم ويعيشون في كنفِه ولو {سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيرًا} ولا يمكن أن يفهم هؤلاء ما يبذلُه المؤمنُ الشريفُ الذي يشري نفسه ابتغاء مرضات الله بل يرونَه قد ضيَّعَ نفسَه وأدخل نفسه في مشاكل وفقَدَ جمال الحياة تماما كما قال المنافقون والمُذبذبون لمن قُتل في سبيل الله {غرَّ هؤلاء دينُهم} يقصدون: أن دينهم هو السببُ في ما نزل بهم من مصائب فكيف تشرحُ للحقير مقاصدَ الشريف؟!