عالم الكرة
هذا العالم الكرويُّ المضغوط قد نُفِخ فيه شيئًا فشيئًا، بأنفاسٍ رياضيةٍ وجماهيريَّةٍ وإعلاميَّةٍ وتجاريَّةٍ، وكذلك بأنفاسٍ سياسيَّةٍ عميقةٍ وهادئةٍ، حتى تضخَّم، لكنه تضخَّم جدًّا للدَّرجة التي لا يمكن ملاحظتها بالنسبة لمن لا يدقِّقون في الظَّواهر الاجتماعيَّة وغير المنشغلين بقضايا المستقبل
إذا ما كانت ستفوته الإعادةُ مثلما فاته البثُّ المباشر، فإنه لم يعد هناك شيءٌ من برامج التِّلفاز يستحقُّ أن تسجِّله له الزَّوجةُ على شريط الفيديو في أثناء غيابه خارج البيت، إلَّا البرنامج الكرويّ الذي يعلِّق على المباراة، أو المباراة نفسها طبعًا.
قد يبدو هذا غريبًا في عين من لا يهتمُّون بالكرة، ومن ثم لا يتابعون برامج التَّعليق على المباريات الكرويَّة والثَّرثرة بشأنها، ولا يعرفون حجم الشَّعبيَّة التي تنالها تلك البرامج، ولا قدر (النجوميَّة) التي تحصّل عليها مقدِّمو تلك البرامج التي تنافس أو تتفوَّق على (نجوميَّة) الممثِّلين والمطربين ومقدِّمو أشهر البرامج الحواريَّة [التوك شو]، برغم أن أغلبهم أصحاب خلفيَّةٍ كرويَّةٍ فقط وغير مؤهَّلين علميًّا وأخلاقيًّا وثقافيًّا للعمل الإعلاميِّ.
الكرة مهمَّة، والثَّرثرة حولها صارت مهمةً كذلك، فتلك البرامج منحت عالم الكرة حاسَّة الكلام، فاكتمل عالم الكرة، واكتملت مظاهر حيويَّته.
الكرة مهمَّةٌ جدًّا، وسكَّان عالمها كثيرون، ومنتمون حقًّا، بدليل أن إحدى المحطَّات العربيَّة قد اشترت من أخرى حقوق البطولات بمبلغ وقدره مليارات الريالات، استثماراتٌ عائدةٌ عائدةٌ لا محالة.
والثَّرثرة حول الكرة صارت مهمةً، وصارت مظهرًا حيويًّا لتأكيد الانتماء لهذا العالم، حتى ارتفع دخل المعلِّق الرِّياضيّ العربيّ عن الحلقة الواحدة كثيرًا، وبعضهم ينافس أغلى المذيعين العرب قاطبةً.
الكرة كانت عالمًا مستقلًّا موازيًا للعالم الاجتماعيِّ والسِّياسيِّ المشهود، كانت عالمًا موازيًا ولكنه ضامرٌ، أو بمعنى أوضح: عالمٌ كاملٌ ولكنه مضغوطٌ، مثلما يمكن لخريطة تُحمل في الجيب أو يمكن نشرها على سطح مكتبٍ، أن تحتوي على العالم أجمع.
هذا العالم الكرويُّ المضغوط قد نُفِخ فيه شيئًا فشيئًا، بأنفاسٍ رياضيةٍ وجماهيريَّةٍ وإعلاميَّةٍ وتجاريَّةٍ، وكذلك بأنفاسٍ سياسيَّةٍ عميقةٍ وهادئةٍ، حتى تضخَّم، لكنه تضخَّم جدًّا للدَّرجة التي لا يمكن ملاحظتها بالنسبة لمن لا يدقِّقون في الظَّواهر الاجتماعيَّة وغير المنشغلين بقضايا المستقبل، نعم، لا تتعجَّب من ذلك، فالأشياء التي لا يحدُّها البصر من الممكن أن لا تُرَى.
هذا العالم تورَّم وتضخَّم جدًّا جدًّا، بطريقةٍ مثيرةٍ وغير مرعبةٍ، وقمة الخطورة أن يكون التَّضخُّم مثيرًا وغير مرعبٍ، تضخَّم بطريقةٍ مثيرةٍ وغير مرعبةٍ للباحثين في شأن مستقبل الأرض والمجتمعات الإنسانيَّة، والذين يهمُّهم ضبط إيقاع الحياة على هذا الكوكب، وتسيير حركة الأشياء الضَّخمة جدًّا بشكلٍ معقول وانسيابيٍّ يمنع أو يقلِّل من فرص الاصطدام بين هذه الأشياء، ويمنع فرص التَّعسُّر المروريِّ بينها في عالم تفاقمت فيه السُّرعة وتفاقمت فيه الضَّخامة.
هذه أهم الأشياء الضَّخمة السَّابحة: الكرة، والبثُّ الفضائيُّ، وشبكة الإنترنت، و(الرَّساميل) العابرة للقارَّات، والبورصات العملاقة، وجمهور العاطلين، والأيديولوجيَّات الأساسيَّة، والصِّين.
حسنًا، هذا ما يحضرني الآن، لكن لا شيء منها أو من غيرها يمكنه مزاحمة الكرة في الاستقلال بعالمٍ خاصٍّ موازٍ للعالم الاجتماعيِّ والسِّياسيِّ المشهود إلَّا شبكة الإنترنت.
وأمريكا تنظر للأيديولوجيَّات -وبخاصَّةٍ الأصوليَّة الإسلاميَّة- باعتبارها أشياء ضخمة وعدائيَّة، أشياء ضخمةٌ لكنها عجوز وبطيئة وفي طريقها للموت، والأيديولوجيَّات –وبخاصَّةٍ الأصوليَّة الإسلاميَّة– تبادل أمريكا نفس النَّظرة ونفس النُّبوءة: أمريكا ضخمةٌ وعدائيَّةٌ، ولكنها عجوزٌ وبطيئةٌ وفي طريقها للموت.
لا شيء يزاحم أمريكا ويصادمها ويعرقل مسيرتها –في اتِّجاه المزيد من الضَّخامة أو الموت- غير الصِّين المصدِّرة وانخفاض قيمة عملتها بشكلٍ غير طبيعيٍّ، لولا الصِّين لتضخَّمت أمريكا أكثر، أو ماتت.
وفي الوعي الإسلاميِّ الصَّحْويِّ حيث تحيا أشدُّ الأيديولوجيَّات تحديًّا وأكثرها استعصاءً على الموت، لا تمثِّل الكرة عدوًّا على الإطلاق، إذا ما نُظِر لها باعتبارها لعبةً رجوليَّةً، بغير نساءٍ، وبغير مقامرةٍ كما يحدث في الغرب، بل إنها تسمح بتفريغ جزءٍ من طاقة الشَّباب إن لعبوا أو شاهدوا، لا شيء في الكرة ما دامت ذهنيَّة المشجِّع أنضج في ترتيبها للأولويَّات من هذا الذي سأل الشيخ (كشك) يومًا عن جواز جمع التأخير لأنه لن يجد مكانًا في (الاستاد) إن صلَّى الجمعة، وستضيع منه صلاة الجمعة إذا ذهب للمشاهدة، فقال له الشيخ مازحًا متهكِّمًا: يجوز على مذهب الإمام (بوشكاش).
وبالنِّسبة لمن يقفون عند نقطةٍ بعيدةٍ تمامًا عن أرضيَّة بوشكاش، من الصَّعب جدًّا أن تجد أصوليًّا متمسِّكًا يمدح كتابًا فكريًّا غربيًّا أو روايةً، أو فلمًا سينمائيًّا أمريكيًّا، أو تجد منهم زائرًا لأسبانيا لغرض السِّياحة فقط، إذ في حالة تعاطيه مع الآخر الغربي بالقراءة أو المشاهدة أو السِّياحة، سيجد شيئًا ما واحدًا على الأقل يستدعي التَّحفُّظ أو البراء، لكنك لن تعدم أن تجد أصوليًّا حقًّا يشجِّع نادي (برشلونة) بكلِّ حماسٍ ويتمنَّى له التَّوفيق، ويفضِّل الدَّوريَّ الأسبانيَّ على المحلِّيَّ.
عالم الكرة يلجه إسلاميُّون إذن ولا يجدون فيه هاجسًا عقديًّا أو أنثروبولجيًّا، حتى لو كان بعض اللاعبين العالميين يشيرون بعلامة الصَّليب على صدورهم بعد إحراز الأهداف، هذه نقطة، والكرة التي لا تتفوَّق فيها أمريكا كتفوِّقها العسكريِّ والاقتصاديِّ والإعلاميِّ والعلميِّ، تسمح بالتَّنفيس الكوكبيِّ في عالمٍ يشعر بضيق في التَّنفُّس في عالم القطب الواحد، عالم الكرة الموازي عالمٌ متعدِّد الأقطاب لا صدارة فيه لأمريكا، وتلك الكرة المهمَّة جدًّا، تسمح بالتَّنفيس الدَّاخليِّ بالبلدان النَّامية حيث البثُّ الفضائيُّ وشبكة الإنترنت والأيديولوجيَّات الأساسيَّة وجمهور العاطلين، وحيث لا تداول لصدارة المشهد إلَّا في البطولات الكرويَّة، وحيث يمكن للكرة –والكرة وحدها- التَّخفيف من الآثار المتعدِّدة المتوقَّعة للكيمياء المخيفة لتفاعل البثِّ الفضائيِّ مع شبكة الإنترنت مع الأيديولوجيَّات الأساسيَّة على جمهور العاطلين.
لا صدارة لأمريكا في الكرة، والكرة تسمح بالتَّنفيس، وتسمح بشغل أبناء العالم الثَّالث بشيءٍ آخر غير حرق العلم الأمريكيِّ، كما أن الصِّين قد صدَّرت كلَّ شيءٍ للعالم تقريبًا إلَّا لاعبي الكرة، إذن لا خصومة لأمريكا مع عالم الكرة، ولا شأن للصِّين به.
وجه الشَّبه بين الصِّين والكرة أن المنتمين للعالم القديم المصرِّين على صورٍ ذهنيَّةٍ عمرها ثلاثون عامًا وزيادةً، ينظرون للصِّين والكرة على أنهما ليستا إلَّا تلك التي هي مجرد دولةٍ ناميةٍ، وهذه التي هي لعبةٌ لا أكثر، لكن وجه الاختلاف بين الصِّين والكرة، أن الكرة تتكلَّم، ثمَّ إنها بدأت تصرخ من خلال الفضائيَّات ومن خلال الصَّفحات الرِّياضيِّة والملاحق التي تلاقي رواجًا غريبًا، أما الصِّين فما زالت مصرةً على الصَّمت.
وعالم بغير أمريكا وبغير الصِّين، سيفضِّله محبُّو السَّلام، كذلك سيبشِّر به ضحايا الإغراق، لكنه ليس سلميًّا تمامًا، هو له نفَسٌ عدوانيٌّ؛ فقد لقي خمسة أشخاصٍ مصرعهم وجرح ما يزيد على مائةٍ آخرين بسبب مباراةٍ في مدينة (قامشلي) بشمال شرق سوريا، بل وقامت حربٌ بين دولتين جارتين في أمريكا الوسطى عام 1969م (هندوراس والسلفادور) أسفرت عن 4000 قتيل و10000 مصاب بسبب مباراة كرة قدمٍ، هذا بالإضافة لما هو معروفٌ عن الجمهور الإنجليزيِّ من شَغْبٍ جعله جمهورًا غير مرحَّبٍ به في كلِّ العالم. وهو كذلك أيضًا يسمح بالتَّعبير عن العداء بشكلٍ فنِّيٍّ غير دمويٍّ، فقد انتقمتِ الأرجنتين من إنجلترا التي هزمتها في حرب الفوكلاند، عن طريق الجنرال (مارادونا) في عام 1986م في مباراةٍ ممتعةٍ قد اعتبرها الشَّعب الأرجنتينيُّ معركة ثأرٍ؛ لا يحتفظ بمادَّةٍ فيلميَّةٍ عن حرب الفوكلاند إلَّا قلةٌ، لكن كثيرين يحتفظون بنسخةٍ من تلك المباراة الممتعة.
نسبةٌ معقولةٌ من تذاكر مباريات الكرة في كلِّ العالم، ومن ثمن شراء لاعبي الكرة، ومن دخول الإعلانات التي يؤدِّيها نجوم الكرة، ومن قيمة بيع حقوق البثِّ، يمكنها المساعدة بشكلٍ معقولٍ في المساعي المشكورة لمحاربة الجوع حول العالم، ومع ذلك فليس على الجوعى أن تتَّجه أنظارهم تجاه الملاعب، مثلما لا تتَّجه أنظار الكثير من النَّاس إلى الجوعى، فليس في مشاهدتهم متعةٌ بصريَّةٌ، على الجوعى أن يصرفوا أبصارهم عن الملاعب ونجوم الملاعب؛ فلاعبو كرة القدم الأعلى ثمنًا لا يبدون نفس الرَّغبة في التَّبرُّع للنشاطات الإنسانية حول العالم التي لدى نجوم الغناء والتَّمثيل ورجال الأعمال.
ومع ذلك فكرة القدم ليست لعبةً سيئة السُّمعة في أوساط الفقراء، على العكس من ذلك، فهي لعبتهم وعالمهم –كمشجِّعين– أكثر مما هي لعبة وعالم الأغنياء؛ فجمهور كرة القدم الحقُّ هو جمهور الدَّرجة الثَّالثة الفقير الذي يشعل المدرَّجات، في حين لا ينتظر لاعبو الكرة شيئًا من جمهور المقصورة الأرستقراطي الهادئ الوقور، وبعد الانتصارات الكرويَّة، يتسلَّط الفقراء على المدينة، حيث يمتلك شابٌّ عاطلٌ عن العمل ينتمي لأحد الأحياء الفقيرة الجرأةَ في فوضى الاحتفال على الصُّعود على مقدِّمة سيَّارةٍ فاخرةٍ يمرُّ صاحبها ويشقُّ طريقه وسط الجمهور الغفير، ولن يسع صاحبَها إلَّا أن يدقَّ البوق ويبتسم تفاعلًا مع فرحة الانتصار، خاصةً إذا ما كان النَّصر وطنيًّا؛ وقتٌ ما لتنفُّس المحبطين والعاطلين عن العمل والذين لم ينجزوا أي شيءٍ منذ مدةٍ طويلةٍ. وفي أثناء هذا الاقتحام من تلك المملكة للعالم التَّقليديِّ الرُّوتينيِّ الرَّتيب لا يمكنك أن تشرع نافذة غرفتك وتشتكي من الضَّوضاء، أو تُنزِل زجاج سيَّارتك وتتضجَّر من توقُّف حركة السَّير وتأخرك عن ارتباطاتك حتى ولو كنت جرَّاحًا، ولا من تأذِّيك من سماع أطفالك لسبابٍ قبيحٍ بحقِّ الفريق المهزوم، وبطبيعة الحال فإنك لن تشتكي أيضًا من تبعُّج مقدمة سيَّارتك تحت قدمي (الوطنيِّ) الذي يتقافز عليها.
تلك اللعبة ذات الشَّعبيَّة الكاسحة، تشبه الحياة وتعقيداتها النَّفسيَّة تمامًا، تشبه الحياة بكلِّ ما في الحياة من طموحٍ وحبٍّ وتعاونٍ وتنافرٍ وأثرة وروحٍ جماعيَّةٍ وتآمرٍ ومظهريَّةٍ وخشونةٍ وأملٍ ويأسٍ وحيويَّةٍ وخمولٍ وتلقائيَّةٍ وتحفُّظٍ وغشٍّ، ويمكنك أن تلحظ أنها تخرج أشياء موجودةً بنا ومتأصلة ونتحرَّج من التَّعبير عنها إلَّا من خلال الكرة، كالانتهازيَّة والتَّواطؤ والصِّبيانيَّة والعدوانيَّة والسَّاديَّة، والكيل بمكيالين بغير حرجٍ، فإن تماوت مهاجمك وادَّعى الإصابة وخدع حكم المباراة وأخذ ضربة جزاءٍ، فنعم اللاعب هو!، وإن فعلها الخصم، فبئست الملاعب!، وأنت تسعد حينما يسعى أبطالك المنتصرون لإضاعة الوقت، ثمَّ إذا ما انقلبت نتيجة المباراة، وتخلَّوا عن الأداء السُّلحفائيِّ، وصار عليهم أن يستثمروا كلَّ ثانيةٍ لتحقيق التَّعادل، وصار الآخر الكرويُّ هو الذي يعبث بوقت المباراة فإنك تسبُّه وتلعنه وتنقم على هذا الحكم الذي لا ينذر هذا اللكع أو ذاك، والكرة تسمح لك بممارسة الشَّماتة من الآخرين، ذلك الشُّعور الذي تحرمك منه اللياقة الاجتماعية والعادات والتعاليم الدِّينيَّة.
كلُّ هذا مكشوفٌ في اللعبة ومن روحها، وفي ضوئه نكتشف كيف يمكن من ناحيةٍ أخرى أن يعمل الإعلاميُّ الكرويُّ: يجب أن يشبه اللعبة في حيويَّتها وجنونها وانفعالها وحدَّتها، ويجب أن يشبه تمامًا واحدًا من جمهور الدَّرجة الثَّالثة، أما الإعلاميُّ الكرويُّ الذي يشبه جمهور المقصورة فلن يأكل خبزًا في حرب الأظفار والأنياب والأحقاد والفحش تلك، الإعلاميُّ يجب أن يشبه الجمهور الشَّعبيَّ، وإن لم يكن يشبه جمهور الدَّرجة الثَّالثة الشَّعبيَّ فإنه يتشبَّه به، يشبه الجمهور الشَّعبيَّ لا اللاعبين؛ فاللاعب المهذَّب الخلوق الهادئ ما زال محبَّبًا، ما زالتِ الجماهير تحبُّ اللاعب المتفوِّق أخلاقيًّا الذي لا يعترض على قرارات الحكام ويساعد خصمه على القيام ويربِّت على ظهره، ويعيش حياةً خاصَّةً نظيفةً، وخصوصًا إذا ما كان متميِّزًا فنيًّا، هذا صحيحٌ تمامًا، ولكن اللاعبين لا يحبُّون الجمهور المتفوِّق أخلاقيًّا الذي لا يعترض على قرارات الحكَّام، ويصفِّق للاعبي النَّادي الآخر إذا ما لعبوا لعبةً جميلةً.
والحديث ذو شجونٍ، ولكنني واحدٌ ممن يعرفون قواعد السَّلامة في حالة الهياج الجماهيريِّ: اهدأْ، ابتسمْ، انفصلْ تمامًا عمَّا يدور حولك، لا تأمرْ أحدًا من الوطنيين بالنُّزول من فوق سيَّارتك؛ الوطنيُّون –أينما كنت وكانوا– سيطعنون في وطنيَّتك، حتى لو كنت من المحاربين القدامى.
__________________________________________________________
الكاتب: أ. محمود توفيق حسين