وما ضرهم ألا يعرفهم أمير المؤمنين
لا تنشغل - أبدًا - بأن يكون صبرُك و عزمُك و تعبُك و نجاحُك و تميُّزك قصةً مشهورةً يُضرب بها المثل، وتُحكى و يُثنى عليك بها، وتُشكر عليها وتُكرّم عند الناس بسببها..…
ذكر ابن كثير في تاريخه، أن السائب بن الأقرع قدم على عمر بن الخطاب يبشره بنصر المسلمين في معركة (نهاوند)، فسأله عمر عن قتلى المسلمين، فعدَّ فلاناً وفلاناً من أعيان الناس وأشرافهم.
ثم قال لعمر:
وآخرون من أفناد الناس لا يعرفهم أمير المؤمنين.. فجعل عمر يبكي ويقول: (وما ضرهم ألا يعرفهم أمير المؤمنين؟!
لكن الله يعرفهم، وقد أكرمهم بالشهادة، وما يصنعون بمعرفة عمر ؟! ).
قلتُ:
لا تنشغل - أبدًا - بأن يكون صبرُك و عزمُك و تعبُك و نجاحُك و تميُّزك قصةً مشهورةً يُضرب بها المثل، وتُحكى و يُثنى عليك بها، وتُشكر عليها وتُكرّم عند الناس بسببها..…
رُبّما لوحصل هذا - حتى بدون قصدك - يضرُّك، و يُعيق نجاحك، ويؤثر على صدقك، ربّما تُفتَن به..
و كم قتلتِ الشُّهرةُ ناجحين و عُذّبوا بها!
حسبُك أن يعلمها من يملك الضر و النفع و من لا تخشى معه ظلمًا و لا هضمًا..
- هناك رُسلٌ كرام لم يقصصهم اللهُ علينا، و صالحون، ودعاة، هناك مجاهدون قُتلوا في خنادقهم لا نعلمهم اللهُ يعلمهم.. وهم في أعلى الدرجات مقاما عند الله.
- مَن فقِه هذا استراح و اطمأن قلبه، و بقي مُجتهدا على كلّ حال، إنّ الله يحب العبد التقيَّ الغني الخفيَّ.
- التصنيف: