فخ الثقافة الجنسية - تغيرت الأسماء والمحتوى واحد !

منذ 2022-11-23

تقوم المدارس وبعض الجمعيات في أمريكا بإعداد برامج لتوعية الأطفال والمراهقين بالممارسات الجنسية وكيفية تجنب الآثار غير المرغوب فيها في حالة الممارسات غير الشرعية...

ما المقصود بالثقافة الجنسية؟
تقوم المدارس وبعض الجمعيات في أمريكا بإعداد برامج لتوعية الأطفال والمراهقين بالممارسات الجنسية وكيفية تجنب الآثار غير المرغوب فيها في حالة الممارسات غير الشرعية - كالحمل؟! وهي تقوم أساسًا على مبدأ حق الطفل في التعرف على جسده، وكيفية إشباع رغباته من جميع النواحي، وهذا هو التعريف الرسمي لها من منبعها الأصلي في الولايات المتحدة الأمريكية، ومن المواضيع التي تحتوي عليها هذه البرامج: المعاشرة بين الجنسين، العادة السرية، الإجهاض، كيفية ممارسة الجنس دون خطر الحمل، مساعدة المراهق على تحديد اتجاهه الجنسي، أي تحديد أي الجنسين يفضل أن يعاشر، العادة السرية كوسيلة للإشباع الجنسي بعد البلوغ، العلاقات الشاذة كبديل مُرضٍ للعلاقات العادية، وهذه المواضيع مدرجة في برامج الثقافة الجنسية المطروحة للتدريس في مدارس الولايات المتحدة الأمريكية.


أما من سن 15 - 18 فيضاف لهم المواضيع التالية: من حق النساء أن يقررن إجراء الإجهاض، من حق الناس احترام تعاليم دينهم وتقاليدهم، ولكن هذا لا علاقة له بحقوق المرء الشخصية، عدم وجود دليل على أن الصور الفاضحة تسبب أي إثارة جنسية، خدمة التواصل مع الشريك الجنسي بشأن الاحتياطات اللازمة لكليهما، تعليم المراهقين كيفية الحوار حول هذه العلاقات والحدود التي يجب التوقف عندها.


- الآباء الأمريكيون يرفضون هذه الجمعيات ويسمونها "بالوحش" الذى يتخفى تحت مسميات علمية للتحكم في السلوك الاجتماعي للناس عن طريق الأطفال، ويقول الآباء: إن الغرض المعلن لهذه الجمعيات هو تخفيف حالات الحمل عند المراهقات تحت شعار الإنسانية، وتأخير الممارسة الجنسية لحمايتهن من الإجهاض، أما الغرض الخفي فهو إعطاء الأطفال تعليمًا جنسياً شاملاً طبيعياً وشاذًا، ويقول الآباء: إن من حقهم تعليم أبنائهم أمور الحياة الزوجية من خلال تعاليم الإنجيل، وليس بهذه السبل الفاضحة، وقد أدى ضغط الآباء إلى أن أصبحت هذه البرامج فى المدارس مرهونة بمواقف الأبوين.


- ويرتفع الآن في أمريكا شعار "قل لا للجنس" ولكنه حقيقة لا يعني الإحجام عن الجنس قبل الزواج، ولكن تقليل نسبة حالات الحمل عند المراهقة بتأخير الممارسة مع أي شخص حتى تلتقي الفتاة بالشخص المناسب، وذلك لتجنب الإصابة بالأمراض الجنسية أو حدوث الحمل المبكر.


-وتحاول الولايات المتحدة إدخال هذا البرنامج في مناهجها الدراسية لتشجيع الشباب على تأخير العلاقات الجنسية الكاملة حتى الزواج إن أمكن، ومن العناوين المقترح إدخالها فى المنهج: "قبل الجنس" استخدام العازل، هل يقلل أو يمنع الأمراض الجنسية، لمَ يفضل الشخص العلاقات الطبيعية على العلاقات الشاذة؟ ما الوضع القانوني للشواذ؟ حق الآباء في الاطلاع على المناهج المقترحة، وهذا المشروع من المتوقع أن ينفق عليه 50 مليون دولار لإقناع الشباب بالإحجام عن العلاقات الجنسية حتى الزواج، وقد خصص له بالفعل 400 مليون دولار كميزانية كلية لتنفيذه بكافة مراحله.


أما عن حمل المراهقات في أمريكا فتقترح هذه البرامج الحلول التالية:
- إعطاء الحبوب للبنات في عيادات المدارس، تقديم نصائح تتعلق بالصحة الإنجابية، تغيير القانون حتى لا تضطر الفتاة للحصول على موافقة الأبوين للتغييب عن المدرسة في حالة ذهابها لمراكز الرعاية الخاصة بالصحة الإنجابية، إعطاء وسائل منع الحمل فى سرية تامة.


- وقد رد الآباء فى أمريكا ببث رسالة على شبكة الإنترنت تسجل اعتراضهم على "الوحش" المسمى "بالإنسانية" فهم يقولون: إن هذه البرامج تسحب السلطة من الآباء فى توجيه أولادهم، ويصرون على الإبقاء على هذا الحق لهم وحدهم ويرفضون الوقوف موقف المتفرج !!


- وقد أدرجت هيئة الأمم المتحدة برنامج "الثقافة الجنسية" في برامج الصحة الإنجابية والمطلوب تدريسها في مدارسنا لطلابنا المسلمين والمسيحيين على حد سواء ومهما كان من تغيير الأسماء "ثقافة أسرية" أو "ثقافة زوجية" فالمضمون واحد وهو ما عرضناه من مصدره الأساس وهو برامج الأمم المتحدة الرسمية والتي تنفذه عن طريق المدارس والجمعيات، فهل آن لنا أن ننتبه إلى الهدف الحقيقي وراء هذه البرامج حتى لو تم تعديل بعض محتواها لمناسبة مجتمعاتنا المحافظة.

_________________________________________________

اسم الكاتب: د. نانسي عويس

  • 5
  • 0
  • 844

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً