المعجزة غانم المفتاح
الطبيب: جنينك سوف يُولد في شهره السادس مشوها، دون رجلين! يجب إسقاطه رحمة به!
الطبيب: جنينك سوف يُولد في شهره السادس مشوها، دون رجلين! يجب إسقاطه رحمة به!
الأم: إن الله الذي خلقه أرحم به مني ومنك.
الأب: سوف أكون أنا رجله اليمنى وأنت رجله اليسرى.
كان كل من يراه وليدا، يتمنى له الموت، رحمة به، وشفقة عليه، لكنه استقبل الحياة ببسمة هادئة على شفتيه.
بدأ غانم رحلته مع المعاناة صغيرا، فعاني من مشكلات صحية في النوم والطعام والتنفس والحركة. وإن كان جسمه قد توقف عن النمو، لكن الأمل الذي كان يحدوه، والحلم الذي كان يرتسم في مخيلته، والقلب الذي كان يكبر معه يوما بعد يوم، أشعره بأنه محظوظ بنعم الله عليه.
بذل والداه كل جهد ممكن لبعث الأمل في هذه النفس الصغيرة بحجمها، الكبيرة بقلبها وشعورها وإيمانها؛ فهيأ والده له المنزل حتى يتمكن من الحركة والدراسة واللعب مثل أقرانه، وقرأت أمه الكتب لكي تتعامل معه، وتدربت على تذليل العقبات التي تعترض طريقه.
كان الأطفال في المدرسة يلقبونه بالضفدع والسمكة، ويسخرون منه، ويستغربون لهيئته! فكان إذا عاد للبيت غاضبا، تقول له أمه: إنك تستطيع تغيير نظرة الناس لك، وإن زملاءك يحبونك، ويمكنك التقرب إليهم حتى تألفهم ويألفوك.
كبر غانم يوما بعد يوم، حتى أصبح شابا في العشرين من عمره، وتغلب على إعاقته بقوة وإيمان، وواجه ظروفه بصبر وجلد، فواصل الدراسة، ومارس الرياضة، وحكى قصته في المدارس والجامعات حتى أصبح مشهورًا، كما أشرف على جمعية خيرية توفر الكراسي المتحركة للمقعدين، ومارس أعمالا تطوعية مختلفة، وأدار شركة خاصة لصنع المثلجات، وحصل على جوائز قيّمة، وشغل مناصب عدة داخل وخارج بلاده.
يبتسم ابتسامة ملهمة، ملؤها الرضا والسعادة، ويقول: إن الله أنعم عليّ بنعم كثيرة، وأحب الشعور بنعمه عليّ.
- التصنيف: