{أنجينا الذين ينهون عن السوء}

منذ 2022-11-28

مع التقدم العالمي في كل وسائل النشر والتواصل الاجتماعي، انتشر المنكر والبغي في كل مكان، وأصاب الجميع بالأذى؛ فمنهم من انخرط فيه، ومارسه بهوى نفس، ومنهم من تألم منه، وأبغضه بقلبه، ومنهم من نهى عنه، إما بلسانه، أو بيده إن استطاع.

{أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ} [الأعراف: 165]

 

أيها المسلم، ألا تحب أن تكون من هؤلاء {الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ} [الأعراف: 165]، فينجيك الله من العذاب البئيس؟

 

انظر قول الله: {أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ} [الأعراف: 165].

 

إن الله هو الذين سينجيك من هذا العذاب البئيس، إذا كنت من الذين ينهون عن السوء، فهو الذي قال ذلك؛ {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا} [النساء: 122].

 

فمع التقدم العالمي في كل وسائل النشر والتواصل الاجتماعي، انتشر المنكر والبغي في كل مكان، وأصاب الجميع بالأذى؛ فمنهم من انخرط فيه، ومارسه بهوى نفس، ومنهم من تألم منه، وأبغضه بقلبه، ومنهم من نهى عنه، إما بلسانه، أو بيده إن استطاع.

 

وللأسف الكبير انتشرت كلمة الشيطان بين الناس: "وأنا ما لي"، "هذا لا يخصني"، حتى الكثير من الدعاة أصبحوا يتجنبون القيام بدورهم في النهي عن السوء في حياتهم العامة، أثناء اختلاطهم بالناس؛ ألا نتذكر قول الله:

{وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [الأنفال: 25].

 

إن ما نحن فيه الآن من أزمات وكوارث، وظلم وحروب، وضيق في الأرزاق، وانتشار الأمراض - هو بما كسبت أيدينا من عدم النهي عن السوء، فكان عقاب الله لنا نحن المسلمين، والخوف كل الخوف أن تصيبنا لعنة الله كبني إسرائيل.

 

{لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} [المائدة: 78، 79].

 

وهذا نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول: «والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَتَأْمُرُنَّ بالْمَعْرُوفِ، ولَتَنْهَوُنَّ عَنِ المُنْكَرِ، أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللَّه أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا مِنْهُ، ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلا يُسْتَجابُ لَكُمْ»؛ (رواه الترمذي).

 

نعم، إن الذين ينهون عن السوء قد يتعرضون للأذى من غيرهم، من حولهم، ويتهكم عليهم الغير، ويسخرون منهم.

 

وهذا اختبار للمؤمن من الله، فهل هو يخشى الناس أم يخشى الله؟

{فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا} [المائدة: 44].

 

أيها المؤمن، تذكَّر ثوابك عند ربك.

 

{جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ} [البينة: 8].

 

يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم، استيقظوا من غفلتكم قبل أن يفوت الأوان، واعلموا أن الله مولاكم؛ {إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ} [الأعراف: 196].

 

تذكر - أيها المسلم - أن ربك هو الذي ينجيك ويحميك؛ {أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ} [الأعراف: 165].

 

فعليك - أيها المؤمن - بالقيام بدورك كما أمرك ربك، وألَّا تخاف لومة لائم ولا قول منافق.

 

تذكر قول ربك: {وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَلَكِنْ ذِكْرَى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ * وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لَا يُؤْخَذْ مِنْهَا أُولَئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ * قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ * وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} [الأنعام: 69 - 72]، {وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ} [الأعراف: 170]، {وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ} [هود: 117].

 

فليقُمْ كل مسلم بواجبه في النهي عن السوء؛ للحفاظ على الأوطان والبلاد والبشرية جمعاء من هجمة السوء التي تجتاح العالم، تحت مسميات الحرية والإباحية، والتحول الجنسي، وما إلى ذلك من سوء، فنحن في قرية واحدة هي كوكب الأرض، ونحن جميعًا بنو آدم.

 

ولنتذكر هذه الآية جيدًا: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [الأنفال: 25].

 

اللهم نجِّ البشرية من كيد الشياطين.

  • 2
  • 0
  • 1,014

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً