المجاعة والتشريد في الصومال ووجوب إغاثتهم ووقف تناحرهم

منذ 2011-08-20

تسامع العالم بأخبار المجاعة والأحوال الإنسانية الصعبة التي نزلت بإخواننا أهل الصومال ، ونقلت شبكات التلفزة والأخبار صوراً مفجعة ومناظر مؤلمة تفطر الأكباد ...


الحمد لله مالك الملك ، وصلاة ربي وسلامه على رسوله محمد أنصح الخلق للخلق.

أما بعد:

فقد تسامع العالم بأخبار المجاعة والأحوال الإنسانية الصعبة التي نزلت بإخواننا أهل الصومال ، ونقلت شبكات التلفزة والأخبار صوراً مفجعة ومناظر مؤلمة تفطر الأكباد ، والناس هناك يشكون بثهم ولأواءهم إلى الله تعالى ، ثم إلى كل إنسان في قلبه أدنى مثقال من إيمان أو رحمة. وقد تابعت بشكل مباشر حقيقة الوضع في الصومال فرأيته شيئاً مريعاً ومكدراً ، وأن كل من كان له مسئولية أو قدرة بمال أو قرار أو دعم أو غيره فواجب عليه أن يقوم بما يبرئ ذمته ، وإلا فإنه يلحقه الإثم والحرج ، ومسئول بين يدي الله عن ذلك.

وعملاً بما أوجب الله تعالى من البيان وقت الحاجة والمبادرة عند النوازل والخطوب ، كلٌّ بما فتح الله عليه ، فإني أحرر هذه الأسطر براءة للذمة ، ورأفة بأشقائنا وأهلنا في الصومال ، وبخاصة المساكين والجوعى والمشردين ؛ فأقول:

أولاً: واجب الدول والمنظمات الإسلامية:

لا يخفى أن الله جلَّ وعلا قد أوجب تناصر المسلمين فيما بينهم وإرفاد بعضهم بعضاً ، ودلائل ذلك كثيرة في القرآن والسنة ، كقوله سبحانه: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء} [التوبة: 71].

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: أي يتناصرون ويتعاضدون ، كما جاء في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً» وشبك بين أصابعه ، وفي الصحيح أيضاً عنه عليه الصلاة والسلام قال : «مَثَلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد ، إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر» . والنصوص في هذا الباب كثيرة.

وقد كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم عند النوازل والشدائد الفزع إلى الله تعالى والضراعة إليه سبحانه بكشف الضراء وتحويل البأساء.

ومن هديه عليه الصلاة والسلام أيضاً دعوة المسلمين لإعانة بعضهم بعضاً.

ونذكر في هذا المقام بالثناء والتقدير: ما أمر به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أيّده الله من تخصيص مبلغ ستين مليون دولار لتوفير احتياجات عاجلة للمنكوبين بالصومال.

وكذلك ما صدر عن بعض الدول الخليجية والعربية ومنظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية.

ونذكر أيضاً جهود الجمعيات والهيئات الإغاثية الإسلامية التي تسعى لعون المحتاجين هناك. وكذلك الهيئات الدولية.

إلا أن حجم المجاعة وقدر الحاجة أكثر مما بُذل حتى الآن ـ بحسب الهيئات الدولية المختصة ـ مما يضاعف المسئولية على الحكومات الإسلامية وعلى أثرياء المسلمين.

وأذكَّر في هذا المقام أن هذه المجاعة مصرفٌ أصيلٌ للزكاة ، فليتق الله إخواننا أثرياء المسلمين الذين وعظهم الله فقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفَاعَةٌ} [البقرة/254]. وقال سبحانه: {وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} [آل عمران/180].

الزكاة التي هي حق الفقراء والمساكين. والتي قدِّرت في أموال الأثرياء العرب سنوياً بأنها تزيد على ستة وخمسين ملياراً وثمانمائة وخمسة وسبعين ألف دولار.

ودعم الإغاثة في الصومال متاح الآن عبر هيئات محددة في دول الخليج وغيرها ، ومنها هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية التابعة لرابطة العالم الإسلامي وكذلك الندوة العالمية للشباب الإسلامي، وغيرها من الهيئات المرخصة رسمياً. حيث ينبغي أخذ الحيطة ممن قد يستغلون تبرعات الإغاثة لمقاصد أخرى.

ثانياً: حاجتنا في الصومال لخطة إغاثية تنموية شاملة:

من يسبر أوضاع الصومال طيلة العقدين الماضيين يدرك أن تكالب قوى الشر والبغي والعدوان هي أساس الفواجع على أهل الصومال ، وإلا فثمة مجالات للتنمية عديدة ، يمكن أن تكون بإذن الله سنداً لشعب الصومال لينهض من عثرته.

وعلى مبدأ "أهل مكة أدرى بشعابها" ففي مجال التنمية أكد الناشط في مجال الطوارئ والإغاثة شافعي عبد العزيز على حاجة الصوماليين لمشاريع تنموية للأسر المتأثرة بالكارثة الحالية ، مشيراً إلى أهمية دعم حرفهم المتصلة بالرعي، والزراعة، وحفر آبار المياه لهم.

ويؤيد هذا الرأي الخبير الصومالي في شؤون التنمية البشرية عبد الله علي حاشي ووضح أن الصومال يمتلك أكثر من ثمانية ملايين هكتار من الأراضي الخصبة والصالحة للزراعة، مشيراً إلى إمكانية الاستفادة من تلك الأراضي الزراعية لمواجهة الكوارث الطبيعية الناتجة عن الجفاف.

ويؤكد ما قاله هذا المختص أن الصومال يشهد غياباً لمشاريع تنموية في المجالات الزراعية والصناعية منذ انهيار حكومة سياد بري عام 1991 وقد تعطلت هذه المشاريع أسوة بغيرها من المرافق الدولة بسبب اندلاع الحرب الأهلية.

وفي ضوء ذلك: فالصومال بحاجة لإغاثة على مرحلتين:

الأولى: عاجلة قصيرة الأمد تتمثل في توفير أماكن الإيواء المتضمنة لبنية تجمعٍ بشريٍّ صحي ، إضافة لتوفير الأغذية والأدوية المناسبة ، وكذلك المستلزمات الصحية الشخصية ، وبخاصة للنساء والأطفال.

المرحلة الثانية: مرحلة لاحقة طويلة المدى تتضمن تأسيس مشاريع تنموية في الزراعة والرعي والصيد البحري وغيرها من مجالات لتجعل الصوماليين يعتمدون على أنفسهم ، إضافة لمشاريع البنية التحتية الضرورية في شتى المجالات ، ويكون ذلك بدعم من أشقائهم المسلمين حكومات وشركات وأفراداً.

وللحفاظ على أموال الإغاثة والتنمية من استغلالها في غير محلها من قبل أي أشخاص أو جهات أياً كانت يتعين ربطها بهيئة مركزية ولجان فرعية للتدقيق والمتابعة والضبط ، وتكون هذه الهيئة مستقلة وتابعة لمنظمة التعاون الإسلامي أو ما شابهها.

ومن المؤكد أن ذلك كله لن يتم إلا في بيئة آمنة ، وبذلك نعلم أن المجرم الحقيقي هو كل من يزعزع الأمن ويهدم أركانه.

ثالثاً: خطاب إلى جماعات الاقتتال والحرب في الصومال:

إن من يتابع فواجع الصوماليين ومعاناتهم يدرك أن معاناتهم تفاقمت لعدد من الأسباب ، من أهمها: التدخلات الخارجية الظالمة ، ثم الاقتتال بين الجماعات والأحزاب الصومالية.

واليوم والصومال يدخل مرحلة شديدة من البؤس والجوع والفقر والخوف لم يعد مقبولاً أبداً أن يستمر حمام الدم وإزهاق الأرواح بهذه الأساليب ، مهما تذرع المتذرعون ومهما برر المتقاتلون.

ولقد مرَّ بقادة أحزاب الصومال فرصة تاريخية عندما بادر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز بجمع الفرقاء للإصلاح بينهم ، ورعى بمدينة جدة في الرابع من رمضان 1428هـ 16سبتمبر 2007 الجلسة الختامية لمؤتمر المصالحة الوطنية الصومالية التي شارك فيها الرئيس الصومالي السابق عبد الله يوسف أحمد ورئيس البرلمان آدم محمد نور ورئيس الوزراء علي محمد جيدي ورئيس لجنة المصالحة الوطنية علي مهدي محمد ومشايخ القبائل وممثلو الفصائل وكبار الشخصيات الصومالية. ووصل تعدادهم 3000 شخص. ولكن وللأسف الشديد أن الوعود والعهود بين القادة الصوماليين لم ترع ولم يوف بها.

واهتمام المملكة بقضية الصومال لم يزل مستمراً وآخر ذلك ما صدر عن مجلس الوزراء برئاسة خادم الحرمين الملك عبد الله حفظه الله في 24 شعبان 1432هـ، حيث ناشد جميع المتقاتلين الصوماليين نبذ الخلافات والوقف الفوري لعمليات القتال لفتح الطرق أمام المساعدات الإنسانية لإنقاذ الشعب الصومالي.

وأوجه الخطاب في هذا المقام لأمراء الحرب وقادة الأحزاب المتصارعة بالصومال: بأن يتقوا الله وأن يخشوا يوماً يرجعون فيه إلى الله فيسألهم عما باشروه أو تسببوا فيه من إزهاق الأرواح وإراقة الدماء وإشاعة الخوف والدمار بالصومال والصوماليين.

وتذكروا قول نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم: " إنَّكم ستحرصون على الإمارة ، وستكون ندامةً يوم القيامة ؛ فنعم المرضعة ، وبئست الفاطمة " رواه البخاري في الصحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

قال العلماء: إنما قال "نِعم المرضعة" لأن أول الإمارة حلو لمتعة النفس ووجود حظها فيها ، ولكن آخرها مُرٌّ ، لفقد تلك الولاية ولو بالموت ولما يعقبه من الذل والهوان.

وقال العلامة المهلب رحمه الله: حرص الناس على الإمارة ظاهر العيان، وهو الذي جعل الناس يسفكون عليها دماءهم، ويستبيحون حريمهم، ويفسدون في الأرض حين يصلون بالإمارة إلى لذاتهم، ثم لابد أن يكون فطامهم إلى السوء وبئس الحال؛ لأنه لا يخلو أن يقتل عليها أو يعزل عنها ، وتلحقه الذلة أو يموت عليها فيطالب في الآخرة فيندم. ا.هـ.

وقد شاهدتم وشاهد الناس في دياركم وفيمن حولكم مصداق هذا الخبر النبوي.

ونسأل المتقاتلين بالصومال جميعاً: ماذا تريدون من وراء هذا الاقتتال ورفضكم لوضع السلاح والتحاكم إلى كتاب الله تعالى وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم؟!

فالصومال بلد مسلم ، وأهله مسلمون ، ولا مصلحة في الاقتتال وزعزعة الأمن إلا لأعداء الصومال الذي استطاعوا أن يجعلوا هؤلاء المتقاتلين كأمثال الدُّمى يحركونها كيفما أملت أهواؤهم وأحقادهم من خلال الأموال الخبيثة القادمة من الشرق والغرب والشمال ، لتلهب نار الحرب بين الأشقاء ويكتوي ويحترق بها المساكين من الشيوخ والنساء والأطفال، وعموم شعب الصومال.

ألا فليتقوا الله ، وليعلموا أن الدماء والأرواح عند الله معظَّمة ، وأن الله للظالمين بالمرصاد.

ويُوجَّه الحديث خصوصاً لأفراد حركة الشباب المجاهدين بالصومال وقادتها: بأن يتقوا الله ويعملوا بمقتضى الشرع المطهر ، وليس وفق الحماس والاندفاع دون علم ولا ملاحظة للسنن الشرعية والإلهية ، فالجهاد ليس دعوى وشعاراً مجرداً ، ولكنه فريضة ربانية لها أسسها وضوابطها ، ولهذه الفريضة سياسة شرعية تراعي المصالح والمفاسد وتقايس بينها ، وتحافظ على المصالح العليا للإسلام والمسلمين.

وكمثال على المنهجية الخاطئة: حينما نشاهد البؤس والفقر والمجاعة التي حلت بالصوماليين ثم لا تزال هذه الحركة وما شابهها تقطع طرق الإغاثة وتخيف العاملين فيها وتأسرهم حتى ولو كانوا من دول إسلامية ، بل وتعلن هذه الحركة أنه لا يوجد مجاعة ولا شيء من ذلك. برغم ما يشاهده العالم أجمع عبر شبكات التلفزة ، بل وما سمعته أنا شخصياً من أناس متخصصين موثوقين أعرفهم ممن زاروا الصومال في مقديشو وفي مخيمات الصوماليين في الدول المجاورة ووصفوا ما يفطِّر الأكباد.

ولست جاهلاً ولا متجاهلاً للمقاصد الدنيئة المتعلقة باستغلال بعض الدول وبعض المنظمات الدولية لظروف الصوماليين لصرفهم هن إسلامهم ، فهذا في الحسبان ، وبالإمكان الاحتياط لذلك وبخاصة عند التنسيق مع الدول الإسلامية ، ولكن الوضع الإنساني الراهن بالصومال يفرض تعاملاً تتحقق به الإغاثة مع الاحتياط للعقيدة.

ألا يتق الله هؤلاء المتقاتلون ؟! ألا يتفقهون ويسألون عن حكم تقاتلهم؟!

فأين هم من محمد صلى الله عليه وسلم رسول رب العالمين وإمام المجاهدين وقد أنزل الله عليه قوله سبحانه: {وَلَوْلا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ} [سورة محمد/25] ففيه بيان لحكمة الله تعالى في منع الحرب بين المسلمين وكفار قريش ، وهو الحفاظ على المؤمنين والمؤمنات الذين كانوا بمكة ولم يكن لهم شيء يميزهم عن المشركين فيجتنبوا.

وكان من هدي النبي عليه الصلاة والسلام مراعاة الأحوال الإنسانية حتى مع المشركين ، في مثل أوقات الجوع والجدب ، كما صنع مع قريش وهم بمكة وهو عليه الصلاة والسلام بالمدينة.

وكان من هديه عليه الصلاة والسلام الاستجابة لأي عهد فيه حقن الدماء ورفع المظالم ورد الحقوق وإشاعة الأمن ، وهذا واضح لمن تأمل سيرته الشريفة عليه الصلاة والسلام ، ويؤكد هذا اغتباطه عليه الصلاة والسلام ومدحه لحِلف شهده قبل النبوة مع أعمامه حيث يقول عليه الصلاة والسلام: " لقد شهدتُ مع عمومتي في دار عبدالله بن جدعان حِلفاً ما أحب أن لي به حُمْر النَّعم ، ولو أُدعَى به في الإسلام لأجبت" رواه ابن إسحاق وصححه الألباني بشواهده.

فأذكِّر هذه الجماعة على اختلاف قادتها وعموم أفرادها وبقية المتناحرين الصوماليين بأن يرجعوا لكتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام ، ويجعلوا لهم مرجعية تتحمل مسئولياتها أمام الله ثم أمام الناس تسير على علم وبصيرة وحسن سياسة للعباد والبلاد ، وبإمكانهم ابتداءً أن يتحاكموا إلى كبار علماء المسلمين، سواء عبر رابطة العالم الإسلامي أو منظمة التعاون الإسلامي أو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية أو علماء الأزهر بمصر. أو غيرهم من علماء المسلمين.

وبعد: فأسأل الله تعالى أن يجعل لإخواننا في الصومال مخرجاً من الفتن التي ألمَّت بهم وأن يبسط الأمن والطمأنينة فيما بينهم وأن يرفع عنهم الغُمَّة ويحقن دماءهم ويصلح أحوالهم ويؤلف بين قلوبهم ، وأن يعيذهم من أطماع البغاة والمعتدين في الداخل والخارج ، وأن يولي عليهم خيارهم. وأسأله سبحانه يوفق عموم ولاة المسلمين لما فيه خير شعوبهم في المعاش والمعاد ، وأن يجزي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز خير الجزاء على جهوده الخيِّرة لشعبه ولعموم شعوب المسلمين ، وأن يوفقه لمزيد الخيرات بما فيه عزُّ الإسلام وصلاح المسلمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين.

حرر في 2رمضان1432هـ الرياض



بقلم د. خالد بن عبد الرحمن الشايع

الأمين العام المساعد للهيئة العالمية للتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم

[email protected]



 

  • 0
  • 0
  • 3,146

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً