أهمية الحسنة الواحدة

منذ 2022-12-18

دقائق هذه الدنيا ثمينة جدًا، تستطيع إن تشتري بها الفردوس الأعلى من الجنة إذا ملأتها بالطاعات ومراضي الله، فلا تُغبن في عمرك.

إذا آنست من همتك فتورًا عن الطاعة وكسلًا فذكّرها بأهمية الحسنة الواحدة.. 

وهذا المعنى من البدهيات عند المسلم لكنه معنى نظري لم يعايشه صاحبه واقعًا قلبيًا، إذ لو عايشه واقعًا قلبيًا لانقلبت حالته مع الطاعات والعبادات فلم يفرط في شيء منها. 

وتفكر في هذين الحديثين العظيمين: 
الأول: مر رسول ﷺ على قبر، وسأل عن صاحبه فقالوا: فلان، فقال: «رَكْعتانِ خَفيفتانِ بِما تَحقِرُونَ وتَنفِلُونَ يَزيدُهما هذا في عملِهِ؛ أحَبُّ إليه من بقيَّةِ دُنياكُمْ». 
والثاني: قوله ﷺ: «لأن أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس». 

نعم، هنا يظهر أثر اليقين قوة وضعفًا، واعتبر تعاملك مع ما سبق ذِكْره مقياسًا تقيس به يقينك، فاليقين هو كمال الجزم بخبر الله وخبر رسوله ﷺ. 
فإذا قوي اليقين بالقلب، أصبح صاحبه يرى حقائق الآخرة ماثلة أمامه، وأخذ يُعد العدّة ليوم المعاد وأعظم الزاد هو التقوى وفعل الطاعات. 

ومما يعينك على فعل الطاعات والحرص على الاستكثار من الحسنات أن تتفكر في حال أهل القبور وحسرتهم على الحسنة الواحدة يزيدونها في أعمالهم، ولكن هيهات انتهى زمن العمل وأسدل الستار على الدنيا وبقى الحساب.

أما أنت يا من تقرأ حروفي هذه هنيئًا لك، فالفرصة ما زالت بين يديك، فلا يُضلنّك الشيطان بطول الأمل والتسويف.. 

والخلاصة: 
دقائق هذه الدنيا ثمينة جدًا، تستطيع إن تشتري بها الفردوس الأعلى من الجنة إذا ملأتها بالطاعات ومراضي الله، فلا تُغبن في عمرك. 
وإذا استطعت أن تغرس هذا المعنى في قلبك معنى أهمية الحسنة الواحدة، وأنه قد يكون بها نجاتك ستجد الطاعة بإذن الله خفيفة عليك وسيتوارى عنك الفتور.. 
قال الله في سورة ص وهي سورة ذكر الله فيها بعض عطاءه لأنبيائه: 
{وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ، إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار} يا ألله.. ذكرى الدار.. 

نعم، إن من أعظم العطايا أن يرزقك الله خيالات وافرة وهواجس حاضرة تدور حول الآخرة والتفكر فيها والاستعداد لها.. فاللهم لا تحرمنا فضلك. 

والله وبالله إن أعظم عطية يعطاها العبد أن يبصره الله بطريق الفلاح في الآخرة، ويلهمه العمل لذلك على الوجه الذي يرضيه سبحانه.. 

{يقوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع،  وإن الآخرة هي دار القرار}.

  • 10
  • 0
  • 1,132

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً