أسباب نزول الأمطار
إن من أعظم مظاهر رحمة الله تعالى نعمة نزول الأمطار، ومن مظاهر رحمته أنه جعل لرحمته أسبابًا تستنزل بها ومفاتيح للرحمات.
فإن من أعظم مظاهر رحمة الله تعالى نعمة نزول الأمطار.
• كما قال الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ} [الشورى: 28].
• وقال تعالى: {فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا} [الروم: 50].
• وقال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ} [الأعراف: 57].
ومن مظاهر رحمته أنه تكفَّل بقسمتها على عباده.
• قال الله تعالى: {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [الزخرف: 32].
ولن تستطيع قوة بشرية أن تحبس رحمة الله تعالى بالعباد.
• قال الله تعالى: {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [فاطر: 2].
ومن مظاهر رحمته أنه جعل لرحمته أسبابًا تستنزل بها ومفاتيح للرحمات.
• فمن طلبها وجدها، ومن أخذ بأسباب الحصول عليها نالها وحصل عليها في أي مكان وزمان.
ومن هذه الأسباب التي تُستمطر بها الرحمات:
1- التوبة والاستغفار:
• فهذا نبي الله نوح عليه السلام يبين لنا ثمرات وكنوز الاستغفار؛ كما قال الله تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا} [نوح: 10، 11].
• وهذا نبي الله هود عليه السلام يكشف لنا سرًّا من أسرار الاستغفار في نزول الغيث وزيادة القوة؛ فقال مخاطبًا قومه: {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ} [هود: 52].
2- تقوى الله تعالى:
• كما قال الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [الأعراف: 96].
3- الدعاء والإلحاح على الله تعالى:
• فقد قال الله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60].
4- الخروج إلى الخلاء لصلاة الاستسقاء:
• ففي الصحيحين عن عبدالله بن زيد المازني رضي الله عنه، قال: ((خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا يستسقي، فجعل إلى الناس ظهره يدعو الله، واستقبل القبلة، وحول رداءه، ثم صلى ركعتين)).
5- الرحمة بالعباد والشفقة عليهم:
واسمع لهذه الأخبار:
• «الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض، يرحمكم من في السماء».
• قال الطيبي: "أتى بصيغة العموم ليشمل جميع أصناف الخلق؛ فيرحم البَرَّ والفاجر، والناطق والبهم، والوحوش والطير".
بل إن الرحمة حتى بالحيوان سبب من أسباب رحمة الله تعالى.
• وتأمل هذه المرأة البغي والتي لم تعمل خيرًا قط، وكيف رحمها الله تعالى؟
• وهذا الرجل الذي كان يمشي في فلاة، فوجد كلبًا يلهث من العطش؛ فغفر الله تعالى له ورحِمه.
وأما القسوة بالعباد وعدم الرحمة بهم، فسببٌ لكل شر وبلاء، وغياب للرحمة من السماء.
• ففي الحديث الصحيح: «من لا يرحم الناس، لا يرحمه الله».
نسأل الله العظيم أن يرحمنا برحمته الواسعة، وأن يغيث العباد والبلاد.
______________________________________________________
الكاتب: رمضان صالح العجرمي
- التصنيف: