من أسباب الوقاية من العين والمس والسحر والشيطان: تحقيق توحيد الله تبارك وتعالى
قال الله تعالى فاصلًا بين الفريقين: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا}؛ أي: لم يخلطوا {إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} الأمن من المخاوفِ والعذاب والشقاء، والهدايةُ إلى الصراط المستقيم.
قال الله تبارك وتعالى مخبرًا عن خليله ورسوله إبراهيم ـ عليه الصلاة والسلام ـ: {وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} [الأنعام: 81 ـ 82].
معنى قوله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ}:
قال العلامة السعدي: في "تفسيره" (ص263): قال الله تعالى فاصلًا بين الفريقين: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا}؛ أي: لم يخلطوا {إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} الأمن من المخاوفِ والعذاب والشقاء، والهدايةُ إلى الصراط المستقيم، فإن كانوا لم يلبسوا إيمانهم بظلم مطلقًا، لا بشرك، ولا بمعاص، حصل لهم الأمن التام، والهداية التامة، وإن كانوا لم يلبسوا إيمانهم بالشرك وحده، ولكنهم يعملون السيئات، حصل لهم أصل الهداية، وأصل الأمن، وإن لم يحصل لهم كمالها.
ومفهوم الآية الكريمة: أن الذين لم يحصل لهم الأمران، لم يحصل لهم هداية ولا أمن، بل حظهم الضلال والشقاء؛ اهـ.
قلت: ومن الأمن والهداية التامان: السلامة من كل شقاءٍ وبلاءٍ، حسيًّا كان أو معنويًّا، من إنسانٍ كان أو شيطان، أو من غيرهما، والضد بالضد، والله أعلم.
________________________________________________
الكاتب: فواز بن علي بن عباس السليماني
- التصنيف: