دجل المشخصاتية

منذ 2023-02-06

ويقول: "أنت بهذه الطريقة تجعل الدين مرجعية للفن، والفن ليس له علاقة بمقياس الدين، ومقياسه الجمال والقبح."

يقول أحد الدجالين الذي يسمى ناقدا فنيا: "إن الشيخ الشعراوي أثر سلبا على الفن، بقوله إن حلاله حلال وحرامه حرام."

ويقول: "أنت بهذه الطريقة تجعل الدين مرجعية للفن، والفن ليس له علاقة بمقياس الدين، ومقياسه الجمال والقبح."

فهذا الدجال يريد ألا يكون للدين علاقة بتشريع الحلال والحرام في حياة المسلم، مدعيا عدم وجود علاقة بين الفن والدين!

ولو سايرنا هذا المنطق المنكور صراحة في القرآن الكريم، لقلنا إن الاقتصاد والإعلام والتجارة والصناعة والزراعة والتربية والرياضة والزواج والطلاق والعلاقة بين الرجل والمرأة، وغير ذلك من جوانب الحياة ليس له علاقة بالدين! فماذا بقي للدين؟

إن ما يريده هذا الدجال هو أن يظل الإسلام كلمات صامتة بين الشفاه، لا تستطيع تجاوزها، وأن يكون الإسلام مطابقا للديانات المحرّفة، مثل اليهودية العنصرية، أو المسيحية الكهنوتية، أو البوذية الوثنية، أو الهندوسية متعددة الآلهة! يريد هذا الدجال ألا يكون للخالق الذي "لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ" كلمة في تشريع أحكام دينه! فهو يقول صراحة: إن الجمال والقبح الذي يعتقده بعض البشر، مثل النقاد، هو المقياس، بغض النظر عن كلمة الله!

إن منطق هذا الدجال هو منطق شيطاني سبقه إليه قوم شعيب عليه السلام وغيرهم، عندما أمرهم نبيهم: "... {وَلا تَنقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ } ... {وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ} ..."، فقالوا له: " {أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ.} .." فاستنكروا حكم الله في اقتصادهم، فأخذتهم الصيحة!

وما تجرأ أمثال هذا الدجال ومن على شاكلته من المشخصاتية، على الإسلام وجوهر عقيدته، إلا بعد تمييع الدجالين والكتّاب الإسلاميين المزيفين لأحكام هذا الدين، وطمسهم لمعالمه، حفظا لأرباحهم وشهرتهم، وتماهيا مع موجة العلمانية العاتية، وطوفانها الجارف الذي يمده الغرب المحتل!

هاني مراد

كاتب إسلامي، ومراجع لغة عربية، ومترجم لغة إنجليزية.

  • 2
  • 0
  • 480

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً