فوائد مختصرة من تعليق العلامة العثيمين على صحيح البخاري (3)
فهد بن عبد العزيز الشويرخ
بعض الفوائد المختارة من المجلد الثالث, من تعليق العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله على صحيح الإمام البخاري رحمه الله, والذي يضم الأحاديث من رقم (603) إلى رقم (947)
- التصنيفات: طلب العلم -
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فهذه بعض الفوائد المختارة من المجلد الثالث, من تعليق العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله على صحيح الإمام البخاري رحمه الله, والذي يضم الأحاديث من رقم (603) إلى رقم (947), وهذه الفوائد فوائد مختصرة لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
- مما يجلب المحبة والمودة بين الزوج وزوجته:
& تواضع النبي عليه الصلاة والسلام أنه يكون في البيت في خدمة أهله, أي يساعد أهله فيما ينوب البيت من تغسيل وتنظيف وغير ذلك وهذا مع كونه هدى النبي صلى الله عليه وسلم هو أقوى ما يكون جلباً للمودة والمحبة بين الرجل وأهله.
& إذا شعرت الزوجة بأن زوجها يساعدها في شؤون البيت, ويكون معها, فإنها تُحبُّه أكثر بلا شك, لأن عادة الرجال في الغالب أن يترفعوا عن هذا الأمر, فإذا تواضع, وصار يساعد زوجته, صار في هذا جلب للمودة والمحبة.
& كان الرسول عليه الصلاة والسلام يغتسل هو وعائشة رضي الله عنها من إناء واحد, وتقول: دع لي, دع لي, فكلّ هذا مما يجلب المودة, لكن أكثر الناس جُفاة.
- ذكر الله عز وجل:
& ذكر الله تعالى غذاء لمن هو أنس له.
& قوله تعالى: {﴿ إلى ذكرِ الله ﴾} [الجمعة:9] يفيد أن الخطبة من ذكر الله تعالى, ونستفيد من هذا فائدة مهمة, وهي أن العلم تعليمه وتعلّمه من ذكر الله تعالى, لأن الخطبة ما هي إلا تعليم للعلم, وتعلّم له.
- حديث لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم:
& قول بعض الناس: " استووا فإن الله لا ينظر إلى الصف الأعوج" ليس بصحيح وهو حديث لا أصل له, ولم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم
- الأحسن في حال الصيام أن يكون الإفطار على شيء يسير:
& الناس يختلفون عند الإفطار فمنهم من يُفطر على تمر يسير وماء أو قهوة, ويخرج إلى الصلاة وهذا أحسن لا من جهة أنه يُدرك الجماعة, ولا من جهة أنه لا ينبغي للإنسان إذا كانت المعدة خالية أن يفجأها بملئها لأن هذا ضرر عليها
- الشياطين:
& تسمية الشياطين بـــ ( الأرواح الخبيثة )...لا بأس به إذا عُلِمَ المقصود, أي: أنهم أرواح, لأنهم لا يرون فقط وإلا فهم أجسام يأكلون ويشربون.
& حرص الشيطان على إلهاء الإنسان في صلاته عن ذكر الله تعالى, لأن ذكر الله هو ذِكر القلب, فإذا سرح القلب وصار يوسوس صارت الصلاة جسماً بلا روح, والشيطان يحرص أن تكون صلاة بني آدم جسماً بلا روح.
- الدين يحلّ المشاكل النفسية والاجتماعية:
& الدين...كل مشكلات الدنيا حلَّها, لكن قد لا يتيسر للإنسان الحلّ إما لذنوب أصابها, أو لجهل, أو لغير ذلك, وإلا فأنا واثق بأنه لا يمكن أن تُوجد مشكلة نفسيّة ولا اجتماعية إلا وفي الدين حلُّها.
& الدين الإسلامي ولله الحمد لم يدع الإنسان في قلق أبداً, لكن المسألة تحتاج إلى إيمان وعلم ولشيخنا عبدالرحمن بن سعدي رحمه الله كتاب اسمه " الوسائل المفيدة في الحياة السعيدة", وله كتاب آخر مثله اسمه: " الدين الإسلامي يحل جميع المشاكل"
عدم الرضا بالقضاء والقدر والأمراض النفسية:
& من عنده ضعف إيمان إذا جاءت الأمور على خلاف ما يريد فإنه يتكدر ويندم, ويقول: ليتني ما فعلت, ولو لم أفعل كذا لكان كذا, وما أشبه ذلك, ثم تعتريه الأمراض النفسية والهواجس
- الحياة السعيدة في الرجوع إلى الكتاب والسنة:
& ينبغي لطالب العلم أن يرجع دائماً إلى الدين الإسلامي: الكتاب والسنة, حتى يحيى حياة سعيدة, وهذا في القرآن: قال الله تعالى: ﴿ {من عمل صالحاً من ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياةً طيبةً} ﴾ [النحل:97]
- لا تعوّد البنات الصغيرات على اللباس القصير:
& لا ينبغي أن نُعوّد البنات الصغار اللباس الذي يكون إلى الركبة, أو ربما إلى نصف الفخذ, لأن هذا ينزع منهن الحياء, ويألفن هذا النوع من اللباس إذا كبرن, وإن كنّ في وقت الصغر لا حرج أن يبدو منهن الساق أو شيء من الفخذ.
- الخشوع في الصلاة:
& الخشوع في الصلاة أمر مطلوب بلا شك, لأنه لب الصلاة وروحها, فما هو الخشوع ؟ نقول: الخشوع عبارة عن حضور القلب في الصلاة مع سكون الأطراف, أي: عدم حركتها....وخشوع القلب أهم من خشوع الأطراف.
- تسلية من أُصيب بمصيبة:
& ينبغي للإنسان أن يُسلي من رآه متأذياً بشيء من الأشياء وهي خير له, وكذلك من أُصيب بمصيبة, ورأى أنه قد حزن وشقت عليه فإنه ينبغي له أن يُسليه, وأن يقول: انظر إلى من هو أكثر منك مصيبة وأعظم منك, وما أشبه ذلك.
لا اختلاط بين الرجال والنساء حتى في العبادات:
& لا اختلاط بين الرجال والنساء حتى في العبادات, كل هذا إبعاداً للفتنة والشرّ, ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: «(خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها) » وهذه الخيرية...لبعد آخر النساء عن الرجال.
& من مبادئ الإسلام ألا يختلط الرجال بالنساء, هذا في الصلاة مع أنها عبادة, فما ظنكم بمن يُرخص أو يدعو إلى اختلاط الفتيات الشابات بالفتيان الشبان على كراسي الدراسة ؟ فإن هذا والله مما ينافي دين الإسلام, وليس من الإسلام في شيء.
- عدم مجابهة السائل المرتكب نهياً بالإنكار:
& لو جاء إنسان يسألك شيئاً من الأشياء, وهو مرتكب نهياً, فلا تُجابه بالإنكار, بل أجبه أولاً عن سؤاله, ثم إذا رأيت أن المقام يسهل معه الإنكار فافعل.
- تقليد الإنسان لأصوات الحيوان:
& لا ينبغي للإنسان أن يتشبه بالحيوان...ومن ثم نعرف أن تقليد أصوات الحيوان لا ينبغي للإنسان, كتقليد أذان الدِّيكة, أو نباح الكلاب, أو نهيق الحمير...فالتشبه بالحيوان لا ينبغي من بني آدم الذي فضله الله على كثير مما خلق تفضيلاً.
- من البدع:
& بعض الناس إذا قال: استووا, اعتدلوا. قال: صلوا صلاة مودع, وهذا من البدع, وهل هو أعظم موعظة من الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ ! لكن هذا من التنطّع.
- السؤال العلم مطلوب مع مراعاة حال المسؤول:
& سؤال العلم مطلوب, لكن عندما تشعر أن المسؤول قد ملَّ أو تعب فارحمه, واسأله في وقت آخر.
تنبيه على غلط محض:
& هنا تنبيه على ما كُتب في اختيارات شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " ولا يُستحب الجهر بالذكر عقب الصلاة ", وهذا غلط مخض, والصواب في العبارة: "ويستحب ", فمن عنده نسخة على هذا الوجه فليُصححها.
- الاختلاف والخلاف بين الأمة شر:
& الاختلاف والخلاف بين الأمة شر, حتى أن الإمام أحمد يرى أن القنوت في الفجر بدعة, ويقول: إذا ائتم بمن يقنت في الفجر فإنه يتابعه, ويُؤمن على دعائه, وهو يرى أنه بدعة, كل ذلك من أجل عدم للاختلاف.
- تسوية الرجال بالنساء:
& لا ضرَّ النساء اليوم إلا أنهن لا يعترفن بفضل الرجال عليهن, ويقولون بتسوية الرجال والنساء, لهذا ضاعت النساء...ولهذا كان من نعمة الله عز وجل أن تعترف المرأة بمنزلتها التي أنزلها الله فيها, وأن يعترف الرجل بمنزلته التي أنزله الله فيها.
- التداوي بما لا يدخل الجوف
& إذا أمكنك أن تتداوي بالشيء الذي لا يدخل جوفك فهو أحسن, لأن الذي يدخل الجوف قد يكون له مضاعفات, لا سيما في الأدوية الكيماوية, وأما ما كان خارجاً فالمضاعفات فيه إن قُدّر تكون قليلة.
- أرجي وقت لساعة الإجابة يوم الجمعة:
& نختار أن أرجى ساعة هي ما بين مجيء الإمام يوم الجمعة إلى أن تُقضى الصلاة, فينبغي للإنسان في هذا الوقت أن يغتنم الدعاء, سواء بين الخطبتين, أو بين الأذان والخطبة الأولى, أوفي السجود في الصلاة أو في الجلوس بين السجدتين أو في التشهد
- حرص من يُقتدى به ويُتأسّى ألا يدع شيئاً من السنن:
& احرص على أنه إذا كنت ممن يُقتدى به ويُتأسَّى ألا تدع شيئاً من السنن, خصوصاً أمام الناس, لأنك لو تركتها لكان ذلك حُجة للعامي أن يتركها.
- مداوة الرأس:
& من مداوة الرأس إذا آلمك أن تعصبه, فإن هذا من أسباب شفائه بإذن الله, أو على الأقل يهُون وجعُه, وهذا مُجرَّب.
- تقديم الوظائف الدينية على الوظائف الدنيوية من أسباب البركة:
& الإنسان إذا قدّم الوظائف الدينية _ وهي عمل الآخرة _ على الوظائف الدنيوية فإن ذلك من أسباب بركة العمل الدنيوي, حيث أرشد الله تعالى إلى طلب الرزق بعد انقضاء الصلاة.
- مهاجمة الكفار للمسلمين بأسلحتهم المعنوية والحسية:
& يودُّ الذين كفروا أن نغفل عن أخلاقنا وعقيدتنا حتى يهاجمونا بأخلاقهم الفاسدة وعقائدهم المنحرفة ولذلك يجب على الأمة الإسلامية أن تكون يقظة لعدوان الكفار بالأسلحة المعنوية, كما يجب أن يكونوا حَذِرين بالنسبة للأسلحة الحسِّيّة.
- التكبير عند ارتفاع الطائرة, والتسبيح عند هبوطها:
& الإنسان المسافر كلما صعد نشزاً فإنه يُكبِّر, ومن ذلك: إذا استقلت الطائرة من المطار فكبِّر, لأن استقلالها يعني أنها ارتفعت, كما أنها إذا هبطت عند الزول في المطار فإنك تُسبّح.
ـــــــــــــــــــــــــــــ كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ