سر القدر ....!!
أصل القدر سر الله تعالى في خلقه، لم يطلع على ذلك ملك مقرب، ولا نبي مرسل، والتعمق والنظر في ذلك ذريعة الخذلان، وسلم الحرمان
قال الإمام الطحاوي رحمه الله في عقيدته المعروفة :
" أصل القدر سر الله تعالى في خلقه، لم يطلع على ذلك ملك مقرب، ولا نبي مرسل، والتعمق والنظر في ذلك ذريعة الخذلان، وسلم الحرمان، ودرجة الطغيان، فالحذر كل الحذر من ذلك نظرا وفكرا ووسوسة، فإن الله تعالى طوى علم القدر عن أنامه، ونهاهم عن مرامه، كما قال تعالى في كتابه: {لا يسأل عما يفعل وهم يسألون}
نعم والله : فمهما سرح العقل بفكره أو أطلق العنان لنظره في تلك المنطقة العجيبة ( سر القدر ) فلن يصل إلى تمام مراده ، وسوف تبقى أمور من قدر الله نراها حولنا ونسمع بها تستعصي على التفسير وتعلو على إدراك البشر القاصر الذي يظن أن الدنيا نهاية المطاف ، وليست مجرد فصل قصير من مسيرة طويلة .
وليس أمام المرء سوى طريقين : أما أن يسلم ويستسلم لقدر الله وحكمته - أدركها او لم يدركها - وأنه سبحانه لا يسأل عما يفعل ، وأن له حكما تعلو على عقول البشر ، وإما أن يكابر ويناطح ويسترسل مع شكوكه ووساوسه ، وحينها لن يضر إلا نفسه ، ولن يجني شيئا سوى القلق والحسرة والقنوط ، وكما قيل : من لم يصبر صبر الكرام سلا سلو البهائم ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
- التصنيف: