الليبرالية المسلّحة وتأجيل الانتخابات

الهيثم زعفان

"سلمية ماتت في العباسية!" شعارُ دعاة الليبرالية الغربية في مصر هذه الأيام. دعواتٌ ليبراليةٌ مكثّفة على الفيسبوك للخروج المسلح على الجيش المصري، لأول مرة حقيقةً نسمع في مصر مصطلح "تسليح الثوار"!.

  • التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -



"سلمية ماتت في العباسية!" شعارُ دعاة الليبرالية الغربية في مصر هذه الأيام. دعواتٌ ليبراليةٌ مكثّفة على الفيسبوك للخروج المسلح على الجيش المصري، لأول مرة حقيقةً نسمع في مصر مصطلح "تسليح الثوار"!.

مصطلحٌ قد يكون مألوفًا في ليبيا أو اليمن أو حتى سوريّا، لكنه شديدُ الإزعاج والخطورة والدلالة في الحالة المصرية التضامنية، البرادعي والذي كان عُضوًا في مجموعة الأزمات الدولية بجوار الملياردير اليهودي "جورج سوروس"، وكذا رئيس الكيان الصهيوني "شمعون بيريز"، هذا البرادعي يحذّر ويدفع بتهديدٍ مُبطَنٍ للقوات المسلحة المصرية بأن "الثورة الثانية قد لا تكون سلمية"، بحسب جريدة الشروق.

تأملتُ ردود أفعال بعض دعاة الليبرالية الغربية في مصر، خاصةً الباحثين منهم حيال "الخروج المسلح" المرتقب في الأيام القادمة، وعبارة البرادعي شديدة الحساسية والخطورة على الأمن القومي المصري، فوجدتُ أن الصمت هو الخيار الاستراتيجي المُتّخَذ، وهو صمتٌ مُقلِقٌ في موضعٍ لوجِستيٍّ لا تَخفَى أبعادُه المهلِكة على حَمَلَةِ الدكتوراة من دعاة الليبرالية الغربية.


تحوّلٌ لوجستي ملفت في مسار دعاة الليبرالية في مصر، تحوّلٌ كشف لنا عن وجود اتجاهٍ جديدٍ في الليبرالية يمكن أن نطلق عليه اصطلاح "الليبرالية المسلحة"، يسوّغ لنفسه إشهار السلاح قبالة الجيش المصري، وسفك الدماء، وصناعة حالة من الفوضى المسلحة والعنف السياسي المسلح، في حِقبةٍ زمنيةٍ ملفتةٍ، فبعد أقل من أسبوعين - بإذن الله- سيتم فتحُ باب الترشيح للانتخابات البرلمانية، وستشهد مصر جرّاء ذلك حراكًا سياسيًا شديد الديناميكية، وسيتم تشكيل الدستور المصري الجديد الذي في ضوئه ستسير شئونُ البلاد لسنوات؛ والفوضى والعنف السياسي المسلح الذي تحاول "الليبراليةُ المسلّحةُ" أن تجرّ مصر والمصريين إليه، من شأنه –بداهةً- أن يترتب عليه تأجيلُ الانتخابات البرلمانية لأجلٍ غير مسمى، ومن ثَمَّ ستدخل مصر في مرحلةٍ من عدم الاستقرار المعقّد، الذي يقتل كلَّ حلمٍ في بناء "مصر ما بعد الثورة"، "مصر ما بعد المعونات"، "مصر ما بعد الفساد"، "مصر ما بعد الفقر"، "مصر ما بعد الركود"، فتقفُ عجلة الإنتاج وتزيد معدلات الفقر، والعنف الاجتماعي، فضلاً عن محاولة خلخلة السيادة المصرية، بتأليب المجتمع الدولي على الجيش المصري.

إنّ كل محاولات دعاة الليبرالية الغربية - وعلى رأسهم البرادعي- لتقويض الحالة السياسية في مصر باءت بالفشل، ابتداءً من الاستفتاء على التعديلات الدستورية وانتهاءً بفشل وثيقة المبادئ الفوق دستورية، وكل هذه المحاولات كانت في الدائرة الوردية أو البرتقالية. الآن؛ "الليبرالية المسلحة" تضع البلاد على أعتاب الدائرة الحمراء، دائرة "العنف السياسي المسلح"، وهي دائرةٌ شديدةُ الدموية، وكل المخاوف والخيارات فيها مفتوحة، نسأل الله الستر والسلامة.



الهيثم زعفان‏


 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام