الحكمة من الزلازل
هاني مراد
يؤمن المسلم بأن في كل أفعال الله حكمة بالغة؛ سواء أدركها أو أدرك بعضها أم لم يدركها، وسواء كان لهذه الأفعال أسباب علمية، أم لم يكن. فوجود أسباب علمية للظواهر الكونية، لا ينافى الحكمة الإلهية فيها.
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
يؤمن المسلم بأن في كل أفعال الله حكمة بالغة؛ سواء أدركها أو أدرك بعضها أم لم يدركها، وسواء كان لهذه الأفعال أسباب علمية، أم لم يكن. فوجود أسباب علمية للظواهر الكونية، لا ينافى الحكمة الإلهية فيها.
وأفعاله تعالى كلها خير. فالشر لا يُنسب إليه. وما قد يراه الإنسان شرّا، قد يكون هو عين الخير في قدر الله. فالزلازل والكوارث الكونية، قد تكون عقابا من الله للكافرين والمفسدين، ورحمة بالمؤمنين والمصلحين. وما يحسبه الناس هدما وقتلا لمؤمنين أبرياء، قد يكون هو عين الرحمة بهم؛ ففي اللحظة التي نرى فيها دماء وأشلاء الأجساد، تكون الأرواح قد صعدت إلى مقاعد الشهداء، كما في الحديث الشريف المتفق عليه: " «ما تَعُدُّونَ الشهداء فيكم؟ قالوا: يا رسول الله، من قتل في سبيل الله فهو شهيد. قال: إن شهداء أمتي إذا لقليل. قالوا: فمن هم يا رسول الله؟ قال: من قتل في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في الطاعون فهو شهيد، ومن مات في البطن فهو شهيد، والغريق شهيد» ."
ومن حكمة الزلازل أنها تخويف وتذكير بقدرة الله تعالى القاهرة لعباده، لا سيما إذا كثرت الكبائر والجرائم، حتى يتوبوا إليه، فيرى المؤمن مدى ضعفه وعجزه، ويعاين قدرة خالقه المطلقة على الذهاب بهذه الحياة الدنيا كلها في طرفة عين، ويشاهد بعينيه كيف تتبدل الدنيا الفانية أو تنتهي في لمح البصر، كما قال تعالى: " {وما نرسل بالآيات إلا تخويفا} ." وكما ورد في الحديث الشريف المتفق عليه: " «إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، يخوّف الله بهما عباده، وإنهما لا ينخسفان لموت أحد من الناس، فإذا رأيتم منها شيئا فصلوا، وادعوا حتى ينكشف ما بكم» ."