بارك الله في مالك وأهلك، دلوني على السوق...
محمد بوقنطار
صليت الجمعة بالأمس فوطأ الخطيب بين يدي خطبته بقصة سيدنا سعد بن الربيع مع سيدنا عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهما، والقصة صحيحة رواها البخاري
- التصنيفات: التاريخ والقصص -
صليت الجمعة بالأمس فوطأ الخطيب بين يدي خطبته بقصة سيدنا سعد بن الربيع مع سيدنا عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهما، والقصة صحيحة رواها البخاري من رواية سيدنا أنس رضي الله عنه، وكعادة من تكلم بالحديث وتناول مضمونه المتسامي المعاني الضارب في عمق المفهوم الحقيقي للأخوة في الإسلام، وتلك حضارتنا الموؤودة في لحد الانبهار العلماني بمدنية الرجل الأبيض، فقد طفق الأستاذ الخطيب شارحا موقف سعد وعرضه الطوباوي التفاصيل، والحقيقة أنه لم يكن بدعا من الوعاظ والدعاة والخطباء، بل حتى من مظان وكتب الحديث والسير فإنك تجد الباب قد عنونه المصنف "باب ما جاء في مناقب الأنصار".
وإنما كان الاستدراك بعد طول تأمل والتذاذ إنصات في غير لغو ينسف فريضة حضور مشهد الجمعة، قد انصب على ذلك الضرب صفحا الموغل في إغفال أو تغافل لموقف سيدنا عبد الرحمن بن عوف، ذلك الموقف المعتبر في مقام العفة وصادق التوكل والريادة في الاعتماد على النفس وكفايتها، وأن الكسب أفضل من العطاء، وأن اليد العليا خير من اليد السفلى، وأن المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير، وقد قال عليه الصلاة والسلام:" «لأن يحتطب أحدكم حزمة على ظهره خير له من أن يسأل أحدا، فيعطيه أو يمنعه» "، وإنها والله لمنقبة للمهاجرين كما الأنصار.
لقد كان حريا حقيقا بنا في مجتمع قد تشابه علينا فيه البشر المتمسكن المتمسلخ بمسلاخ الفقر في غير حاجة، كما تشابه البقر على بني اسرائيل، أن تكون الدندنة من الحديث مستوعبة لطرفه الثاني، وأن يأتي التناول مرهونا بمقصده الشرعي العزيز الذي مفاده: حمل الهم وتحمل المسؤولية شرعا وكونا في مداواة هذه الكلوم والجراح الغائرة التي أثخنت جسدنا المتهالك فزادته هلكة، صرنا معها نعرف الذين لا يسألون الناس إلحافا، ونجهل الحال الحقيقية للذين يدمنون السؤال إجحافا وإسفافا، وكم من مستغن في غير حاجة تراه قد امتهن حرفة السؤال في صفاقة وصلادة وجه، وكم من محتاج بات يتألم ويعاني في صمت يمنعه الحياء ويصده دينه عن التداعي على قصعة من يتبعون صدقتهم المن والأذى...
نسأل الله أن يغنينا بفضله عمن سواه آمين