فوائد مختصرة من تعليق العلامة العثيمين على صحيح مسلم (9)
فهد بن عبد العزيز الشويرخ
بعض الفوائد المختارة من المجلد التاسع, من تعليق العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, على صحيح الإمام مسلم رحمه الله, والذي يضم الأحاديث من رقم (1730) إلى رقم (1928)
- التصنيفات: طلب العلم -
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين....أما بعد: فهذه بعض الفوائد المختارة من المجلد التاسع, من تعليق العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, على صحيح الإمام مسلم رحمه الله, والذي يضم الأحاديث من رقم (1730) إلى رقم (1928), وهذه الفوائد فوائد مختصرة لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
- رمي الجمرات قبل الزوال في اليوم الثاني عشر:
& رميُ الجمرات قبل الزوال, اجتهد بعض الناس, وأفتى لهم أن يرموا قبل الزوال في اليوم الثاني عشر, لكن هذا غلط, ولا يستقيم, لأنه مخالف للسنة...والاجتهاد مع وجود النص لاغٍ لا شك فيه.
- لا تتمنوا لقاء العدو:
& قوله صلى الله عليه وسلم ( « لا تتمنوا لقاء العدو» ) لأن الإنسان ما دام في عافية فهو في عافية, ولأن تمنى لقاء قد يكون عن إعجاب الإنسان بنفسه, وأنه شجاع, وأنه قادر على أن يفتك بعدوه, وهذا سبب للخذلان, ولكن إذا لقي العدو فليصبر
- عندي خير, بدلاً من قول: عندي كل خير:
& قوله: " عندي خير" هو أحسن من قول بعض الناس في عرفنا " عندي كل خير" لأنه لا أحد يكون عنده كل خير, ولكن يقول: " عندي خير" فلتعدل هذه الكلمة من ألسن الناس, ويقال بدلاً من أن تقول عندي كل خير, قل: عندي خير.
تأخير أسباب النصر:
& من الخطأ أن الإنسان لا يشاهد أسباب النصر, فيسيء الظنّ بالله عز وجل, وهذا لا يجوز, لأن الله تعالى قد يُؤخر النصر لحكمة, ليبلو هذا الرجل: هل هو صادق صابر, أو غير صابر ؟
- ما يقول الإنسان إذا رأى ما يعجبه من الدنيا:
& كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى ما يعجبه من الدنيا قال" لبيك إن العيش عيش الآخرة" وهذه فائدة ينبغي للإنسان أن يقولها إذا رأى ما يعجبه من الدنيا ...ليكبح نفسه عن التعلق بهذا الذي أعجبه فيقبل على الله عز وجل ثم يسلي نفسه
- النعاس:
& النعاس في الحرب يقولون: إنه دليل على القوة والثبات والطمأنينة, وإنه من الله عز وجل, والنعاس في الصلاة وفي مجالس العلم على العكس من هذا, فهو من الشيطان, يُريد أن يصدَّ الإنسان عن ذكر الله تعالى وعن الصلاة.
- الأمانة:
& الأمانة: ألا يُولى أحد على أي عمل إلا وهو أهل له في القوة والأمانة, وكون الإنسان يولي أحداً على شيء _ وهناك من هو خير منه في القيام بهذا الشيء _ يُعتبر خيانة.
- المظاهرات السلمية:
& المظاهرات السلمية...أنا لا أرى المظاهرات أبداً, لأن المظاهرات كلها شر, ولم تكن معروفة في السلف, ويحصل بها مضايقات وإفزاع الناس وربما يتسلط المتظاهرون على الدكاكين والسيارات مع الفرح والنشوة, فيخصل شر كثير فلا نراها إطلاقاً.
التعامل مع ولاة الأمور:
& إذا رأينا الأمور التي ننكرها من ولاة الأمور فإننا نُؤدي ما يجب علينا لهم ونسأل الله حقنا ولا نقول إننا لا نطيعكم إلا إذا أعطيتمونا حقنا لأنهم إذا منعونا الحق فقد ظلموا ولكن ليس ظلمهم بمبيح لنا ألا نعطيهم حقهم لأنه لو كان ذلك لحصل فتن
& وجوب السمع والطاعة للإمام وإن ضرب الظهر وأخذ المال, وإذا كان ظالماً فالحساب يوم القيامة, وإن كان بحق فهو بحق.
& لا يجوز للإنسان أن يقول قُلت للإمام كذا سواء أطاعه أو لم يطعه بل الإمام له حرمته, والإنسان إنما يرشد الإمام ابتغاء وجه الله, فلا حاجة إلى أن يعلن هذا للملأ.
& الإمام أحمد رحمه الله...كان يعلن بأن القرآن مُنزل غير مخلوق عند سلطان جائز, لكنه لا يذمُّه ويقدح فيه, ويقول: أنت تقول: إنه مخلوق, فيُجرئ الفُسّاق عليه. إذن لا يجوز انتقادهم, لأن هذا يضُرُّ أكثر مما ينفع.
& القدح في الإمام نوع من الخروج عليه, وفعلا هو خروج في الواقع, لأنه إظهار لقبائحه, ويُوجب لقلوب الناس أن تكره هذه الإمام حتى وإن كان الإمام مُتصفاً بهذا ومعلوم أن الحرب تنشأ من كلام ثم يتوقد حتى يكون الخروج بالسيف.
& الخوارج...لا يهتدون بهدي الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم, ولا يستنون بسنته, وإنما هم ثوار يثورون على الناس بأقل الذنوب, وهم يستبيحون أعظم الحرمات
& قال بعض العلماء رحمهم الله في وصفهم: إنهم يُقاتلون الأبرار, ويُهادنون الكفار, لأنهم يقاتلون المسلمين, سيوفهم حُمر من دمائهم ولكنهم لا يقاتلون أعداء الإسلام.
مساعدة الرعية الإمام في قتال البغاة:
& البغاة الذين يخرجون على الإمام يجب على الرعية أن يساعدوا في قتالهم والخوارج من باب أولى في أنه يجب على الرعية أن يساعدوا الإمام في قتالهم, لأنهم يريدون تفريق الأمة, حتى لو قالوا: إننا نريد الإصلاح فإنما هم مفسدون في الواقع.
- المبتدع:
& أي إنسان يبتدع بدعة قولية أو عقدية أو فعلية يتقرب بها إلى الله عز وجل فإن مضمون هذه البدعة أن الدين ناقص, وأنه كمل بهذه البدعة! فهو لم يرض بالإسلام ديناً, بل زاد على ما جاء به النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
- الدفاع عن الوطن لأنه وطن إسلامي:
& ينبغي أن يوجه الجنود في عمل الجهاد إلى إخلاص النية قبل كل شيء, قبل أن يقاتلوا لأجل الوطن...نقول انووا في الدفاع عن الوطن أنكم تدافعون عن الإسلام في وطنكم, أو عن وطنكم لأنه وطن إسلامي, أما الدفاع من أجل الوطنية فهذه عصبية
- التواضع:
& إذا أُعجب الإنسان بعمله حين الطلب فليستعذ بالله من الشيطان الرجيم, وليتواضع, ومن تواضع لله رفعه الله, نسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياكم من المتواضعين, فتواضع لله يرفعك الله عز وجل.
- من مات بالزلازل شهيد:
& قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( «الشهداء خمسة:....وصاحب الهدم » ))
(( «صاحب الهدم» )) أي: الذي ينهدم عليه البيت, فيهلك, سواء كان الانهدام بكثرة السيول, أم بخلل البيت, أم بالزلازل, فإنه يكون شهيداً.
متفرقات:
& الغلول: هو أن يكتم شيئاً من الغنيمة, مثل: أن يجد جراباً فيه ذهب, أو جراباً من طعام, أو ما أشبه ذلك, ثم يكتمه, فهذا من كبائر الذنوب.
& الغنيمة: ما أُخذ بقتال وما ألحق به من الكفار.
& الفيء: ما أُخذ بغير قتال من الكافرين, أو كان مضافاً إلى بيت المال, كالأموال المجهول أهلها, وما أشبه ذلك.
& الجزية: هي عبارة عن عوض يبذله الكافر للإقامة في بلادنا, ولحمايته من الاعتداء عليه, فهي _ في الحقيقة _ في مقابل حمايتنا له, ودفاعاً عنه, ولهذا سميت "جزية" كأنها مُجازاة وجزاء.
& يفخر الآن اليهود والنصارى والغرب بأنهم حافظون لحقوق الإنسان, وهم مضيعون لحقوق الإنسان في الواقع, فإذا تأملت أفعالهم وجدت أنها تكذب أقوالهم.
& قوله صلى الله عليه وسلم: (( «قُم يا نومان» )) النومان: كثير النوم, ومن حسن خُلُق الرسول عليه الصلاة والسلام أنه يمزحُ ولا يقول إلا حقاً.
& الإخبار بالواقع لا يقتضي أن يكون الواقع جائزاً, وهذه فائدة ينبغي للإنسان أن ينتبه لها: " ليس كل ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم أنه سيكون, يعني: إقراره عليه".
& المبطون كل من مات بداءٍ في بطنه على وجه السرعة.
& إذا شعرت من نفسك أنك افتتنت بكلام المرأة لرقته وحسن موضوعه فأمسك.
& أنت إذا فعلت الخير بنية خالصة فإن الله سبحانه وتعالى سوف ينشره.
كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ