نزول السكينة وحضور الملائكة مجالس القرآن
محمد سيد حسين عبد الواحد
وفي كل ليلة من ليالى رمضان كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلتقي بأمين السماء جبريل عليه السلام فيراجعان ويتدارسان القرآن الليل كله..
- التصنيفات: الذكر والدعاء -
أيها الإخوة الكرام: رمضان شهر القرآن..
نزل القرآن أول ما نزل في ليلة القدر من رمضان قال الله تعالى {﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِىٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلْقُرْءَانُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَٰتٍ مِّنَ ٱلْهُدَىٰ وَٱلْفُرْقَانِ ۚ ﴾ }
وفي كل ليلة من ليالى رمضان كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلتقي بأمين السماء جبريل عليه السلام فيراجعان ويتدارسان القرآن الليل كله..
وإذا قامت الساعة وحشر الناس لميقات يوم معلوم، ووقف الناس للحساب بين يدي الله تعالى صحب القرآن الصيام ووقفا جميعا يجادلان ويحاجان ويَشفعان ويُشفعان.. قال النبي صلى الله عليه وسلّم " «الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ : أَيْ رَبِّ، مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ : مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ "، قَالَ : " فَيُشَفَّعَانِ» ".
أنفس وقت يمر عليك في اليوم والليلة وقت ترتل فيه القرآن ترتيلا ، وقت تغشاك فيه الرحمة وتنزل عليك فيه السكينة ويذكرك الله تعالى فيمن عنده، وقت تلاوة الآيات البينات وقت تحفك فيه الملائكة وتجالسك فيه..
قال النبي صلى الله عليه وسلّم «(وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ ؛ إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ. وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ ؛ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ)» .
أعلى درجات الذكر ( تلاوة القرآن)، أرقى مراتب الذكر مراجعة القرآن، مدارسة القرآن، تدبر آياته وفهم معانيه،..
إقبال العبد على الله تعالى يزيد بتلاوة القرآن، وحبه وخشيته لله رب العالمين تزداد بصحبة أهل القرآن والجلوس إليهم..
قَالَ النبي عليه الصلاة والسلام " «إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَلَائِكَةً سَيَّارَةً فُضُلًا ، يَتَّبِعُونَ مَجَالِسَ الذِّكْرِ، فَإِذَا وَجَدُوا مَجْلِسًا فِيهِ ذِكْرٌ قَعَدُوا مَعَهُمْ، وَحَفَّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِأَجْنِحَتِهِمْ، حَتَّى يَمْلَئُوا مَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَإِذَا تَفَرَّقُوا عَرَجُوا وَصَعِدُوا إِلَى السَّمَاءِ» ..
قَالَ النبي عليه الصلاة والسلام : «فَيَسْأَلُهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ، مِنْ أَيْنَ جِئْتُمْ» ؟
فَيَقُولُونَ : جِئْنَا مِنْ عِنْدِ عِبَادٍ لَكَ فِي الْأَرْضِ يُسَبِّحُونَكَ وَيُكَبِّرُونَكَ وَيُهَلِّلُونَكَ وَيَحْمَدُونَكَ، وَيَسْأَلُونَكَ.
قَالَ : وَمَاذَا يَسْأَلُونِي ؟ قَالُوا : يَسْأَلُونَكَ جَنَّتَكَ. قَالَ : وَهَلْ رَأَوْا جَنَّتِي ؟ قَالُوا : لَا، أَيْ رَبِّ.
قَالَ : فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْا جَنَّتِي ؟
قَالُوا : وَيَسْتَجِيرُونَكَ. قَالَ : وَمِمَّ يَسْتَجِيرُونَنِي ؟
قَالُوا : مِنْ نَارِكَ، يَا رَبِّ. قَالَ : وَهَلْ رَأَوْا نَارِي ؟ قَالُوا : لَا. قَالَ : فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْا نَارِي ؟
قَالُوا : وَيَسْتَغْفِرُونَكَ. قَالَ النبي : فَيَقُولُ الله تعالى : قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ، فَأَعْطَيْتُهُمْ مَا سَأَلُوا، وَأَجَرْتُهُمْ مِمَّا اسْتَجَارُوا. قَالَ النبي: فَيَقُولُونَ ( أي الملائكة) : رَبِّ، فِيهِمْ فُلَانٌ عَبْدٌ خَطَّاءٌ، إِنَّمَا مَرَّ فَجَلَسَ مَعَهُمْ. قَالَ النبي : فَيَقُولُ الله تعالى: وَلَهُ غَفَرْتُ ؛ هُمُ الْقَوْمُ لَا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ ".. نسال الله الكريم من فضله..
أخرج الإمام أحمد منْ حديث أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ رضى الله عنه : بَيْنَمَا هو يقْرَأُ مِنَ اللَّيْلِ سُورَةَ الْبَقَرَةِ وَفَرَسُهُ مَرْبُوطَةٌ عِنْدَهُ إِذْ جَالَتِ الْفَرَسُ، فَسَكَتَ عن القراءة ، فَسَكَتَتْ الفرس، فَقَرَأَ، فَجَالَتِ الْفَرَسُ، فَسَكَتَ، فسَكَتَتِ الْفَرَسُ، ثُمَّ قَرَأَ، فَجَالَتِ الْفَرَسُ..
فَانْصَرَفَ أسيد بن حضير وَكَانَ ابْنُهُ يَحْيَى قَرِيبًا مِنْهَا، فَأَشْفَقَ أَنْ تُصِيبَهُ، فَلَمَّا اجْتَرَّهُ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ حَتَّى مَا يَرَاهَا..
فَلَمَّا أَصْبَحَ حَدَّثَ أسيد النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ النبي صلى الله عليه وسلّم : " اقْرَأْ يَا ابْنَ حُضَيْرٍ، اقْرَأْ يَا ابْنَ حُضَيْرٍ ". قَالَ : أَشْفَقْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ تَطَأَ الفرس يَحْيَى وَكَانَ مِنْهَا قَرِيبًا، فَرَفَعْتُ رَأْسِي، فَانْصَرَفْتُ إِلَيْهِ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي إِلَى السَّمَاءِ فَإِذَا مِثْلُ الظُّلَّةِ فِيهَا أَمْثَالُ الْمَصَابِيحِ، فَخَرَجَتْ حَتَّى لَا أَرَاهَا..
قَالَ النبي صلى الله عليه وسلّم: " «وَتَدْرِي مَا ذَاكَ ؟ " قَالَ : لَا. قَالَ : " تِلْكَ الْمَلَائِكَةُ دَنَتْ لِصَوْتِكَ، وَلَوْ قَرَأْتَ لَأَصْبَحَتْ يَنْظُرُ النَّاسُ إِلَيْهَا لَا تَتَوَارَى مِنْهُمْ » ".
تلاوة القرآن الكريم بحب، وإقبال، وفرحة، وبتلاوة حسنة، وبصوت جميل، تأتي مؤثرة، يتأثر بها الإنسان والملك، والجان، ويتأثر بها الطير، ويتأثر بها الحجر والشجر قال الله تعالى ﴿ لَوْ أَنزَلْنَا هَٰذَا ٱلْقُرْءَانَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُۥ خَٰشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ ٱللَّهِ ۚ وَتِلْكَ ٱلْأَمْثَٰلُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾
تلاوة القرآن الكريم بحب، وإقبال، وفرح، وبترتيل حسن، وبصوت جميل، تجلب السكينة،في النفوس، وتجلب الطمأنينة في القلوب ﴿ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ ٱللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ ٱللَّهِ تَطْمَئِنُّ ٱلْقُلُوبُ ﴾
تلاوة القرآن الكريم بحب، وإقبال، وفرح، وبترتيل حسن، وبصوت جميل يطرب لها من يسمعها من الملائكة والإنس والجان قال الله تعالى {﴿ وَإِذْ صَرَفْنَآ إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ ٱلْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ ٱلْقُرْءَانَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوٓا۟ أَنصِتُوا۟ ۖ فَلَمَّا قُضِىَ وَلَّوْا۟ إِلَىٰ قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ ﴾ }
وعند أصحاب السير وأصل الخبر في الصحيح أن بريدة الأسلمي رضى الله عنه خرج عِشَاءً، فَلَقِيَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخَذَ بِيَدِهِ، فَأَدْخَلَهُ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا صَوْتُ رَجُلٍ يَقْرَأُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «أي بريدة " تُرَاهُ مُرَائِيًا ؟» " فَأَسْكَتَ بُرَيْدَةُ ..
فَإِذَا رَجُلٌ يَدْعُو، يقول في دعاءه : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، الْأَحَدُ الصَّمَدُ ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ، وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ..
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " « وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ - لَقَدْ سَأَلَ اللَّهَ بِاسْمِهِ الْأَعْظَمِ، الَّذِي إِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى، وَإِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ» ".
قَالَ راوي الأثر : فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْقَابِلَةِ خَرَجَ بُرَيْدَةُ عِشَاءً، فَلَقِيَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (ثانية) فَأَخَذَ بِيَدِهِ ( ثانية) فَأَدْخَلَهُ الْمَسْجِدَ ( ثانية)، فَإِذَا صَوْتُ الرَّجُلِ ( الذي كان يقرأ بالأمس) يَقْرَأُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أي بريدة " أَتَقُولُهُ مُرَائِيًا ؟ "
فَقَالَ بُرَيْدَةُ : أَتَقُولُهُ مُرَائِيًا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَا بَلْ مُؤْمِنٌ مُنِيبٌ، لَا بَلْ مُؤْمِنٌ مُنِيبٌ ".
فَإِذَا أبو موسى الْأَشْعَرِيُّ يَقْرَأُ القرآن بِصَوْتٍ لَهُ فِي جَانِبِ الْمَسْجِدِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ الْأَشْعَرِيّ أُعْطِيَ مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِيرِ دَاوُدَ ".
قال بريدة فَقُلْتُ : أَلَا أُخْبِرُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : " بَلَى فَأَخْبِرْهُ ". قال بريدة فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ أبو موسى : أَنْتَ لِي صَدِيقٌ، أَخْبَرْتَنِي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَدِيثٍ..
أحد الأسباب القوية لثبات الإيمان في النفوس، ولزيادة الإيمان في القلوب أن يكون لك ( وردا) يوميا مع القرآن الكريم، تقرأ كل يوم حزبا، تقرأ كل يوم جزءا.. كل حرف منه بحسنة والحسنة بعشر أمثالها..
ورد في سيرة عَبْد اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ رضى الله عنه أنه كان إِذَا لَقِيَ الرَّجُلَ مِنْ أَصْحَابِهِ يَقُولُ : أي ( فلان) تَعَالَ نُؤْمِنْ بِرَبِّنَا سَاعَةً. فَقَالَ ذَاتَ يَوْمٍ لِرَجُلٍ أي فلان تعال نؤمن بربنا ساعة، فَغَضِبَ الرَّجُلُ، فَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا تَرَى إِلَى ابْنِ رَوَاحَةَ يُرَغِّبُ عَنْ إِيمَانِكَ إِلَى إِيمَانِ سَاعَةٍ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَرْحَمُ اللَّهُ ابْنَ رَوَاحَةَ، إِنَّهُ يُحِبُّ الْمَجَالِسَ الَّتِي تَتَبَاهَى بِهَا الْمَلَائِكَةُ ".
{﴿ إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ ءَايَٰتُهُۥ زَادَتْهُمْ إِيمَٰنًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ } نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وذهاب همومنا وغمومنا إنه ولي ذلك والقادر عليه.
الخطبة الثانية
بقى لنا في ختام الحديث أن نقول:
الموضوع لا ينتهي عند تلاوة القرآن الكريم وختمه في رمضان وفي غير رمضان، المسألة ليست فقط في أن نعلم..
المسألة مسألة (عمل) أن تعمل بما تتلو، وأن تتقبل منه، وأن تلتزم بما تؤمر به..
قال الله تعالى {﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا۟ مَا يُوعَظُونَ بِهِۦ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا ﴾ ﴿ وَإِذًا لَّءَاتَيْنَٰهُم مِّن لَّدُنَّآ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ ﴿ وَلَهَدَيْنَٰهُمْ صِرَٰطًا مُّسْتَقِيمًا ﴾ }
جاهد نفسك على أن تتخلق بأخلاق القرآن الكريم، جاهد نفسك على أن تُرى عليك أمارات القرآن وسمته، أن تتأدب بأدب القرآن، وأن تعمل بما علمت منه، وهذا هو هدي السلف الصالح من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلّم ومن تبعهم بإحسان عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السلمي عليه رحمة الله قَالَ : حَدَّثَنَا مَنْ كَانَ يُقْرِئُنَا القرآن مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،كعثمان بن عفان وعبد الله بن مسعود أَنَّهُمْ كَانُوا يَقْتَرِئُونَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرَ آيَاتٍ، فَلَا يَأْخُذُونَ فِي الْعَشْرِ الْأُخْرَى حَتَّى يَعْلَمُوا مَا فِي هَذِهِ مِنَ الْعِلْمِ وَالْعَمَلِ، قَالُوا : فَعَلِمْنَا القرآن والْعِلْمَ وَالْعَمَلَ جميعا.
إن أخذ القرآن وحفظ القرآن شرف لا يدانيه شرف بشرط ( العمل به)
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ، وَالَّذِي يَقْرَؤُهُ يَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْرَانِ اثْنَانِ ".
وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " « إِنَّ لِلَّهِ أَهْلِينَ مِنَ النَّاسِ ". قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ هُمْ ؟ قَالَ : " هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ : أَهْلُ اللَّهِ وَخَاصَّتُهُ» ".
رتلوا القرآن ترتيلا، ولا تهجروه، واحفظوه في صدوركم ولا تضيعوه، وحولوه في حياتكم إلى واقع وإلى منهج حياة تؤجروا وتجبروا وتنصروا..
أما عن اقتراب العشر الأواخر من رمضان وفضلها وعظمتها فسوف يأتي الحديث عنها بإذن الله تعالى في دروس العصر ودروس العشاء.. أسال الله العظيم رب العرش الكريم أن يبلغنا ليلة القدر ويجعلنا من عتقائها إنه ولي ذلك والقادر عليه.