تسمية ليلة القدر بهذا الاسم
إن الحديث عن ليلة القدر حديث عن ليلة العظمة والشرف، يقال: فلان له قدر، أي: له منزلة وشرف، وسميت بذلك لأمور منها:
- التصنيفات: ملفات شهر رمضان -
قال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} [القدر: 1 - 5].
س1: ويبقى هنا السؤال لماذا سميت هذه الليلة بليلة القدر؟
إن الحديث عن ليلة القدر حديث عن ليلة العظمة والشرف، يقال: فلان له قدر، أي: له منزلة وشرف، وسميت بذلك لأمور منها:
1- لأنه نزل فيها كتاب ذو قدر بواسطة ملك ذي قدر، على رسول ذي قدر، لأمَّةٍ ذات قدر.
2- وقيل: لأنه مَن أتى فيها بفعل الطاعات، صار ذا قدر وشرف عند الله - عز وجل.
3- وقيل: ليلة القدر يعني: ليلة الضيق، قال الخليل بن أحمد مستدلاً بقوله تعالى:
{وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ} [الطلاق: 7] أي: ضيق، وسميت بذلك لأن الأرض تضيق بها الملائكة النازلة إليها في تلك الليلة، ونزول الملائكة كله خير وبركة، وفي الحديث الذي أخرجه أبو داود عن أبى هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «وإن الملائكة تلك الليلة في الأرض أكثر من عدد الحصى» (رواه أحمد عن قتادة).
4- وقيل: المراد بها التعظيم، كما قال تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} [الأنعام: 91]، [الزمر: 67].
5- وقيل: ليلة القدر أي: ليلة التقدير، وسميت بذلك لما روي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - وغيره: أنه يقدر ليها ويقضي ما يكون في تلك السنة من مطر ورزق وإحياء وإماتة إلى السنة القابلة، كما قال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} [الدخان: 3-4].
ملاحظة:
والمراد من التقدير: إظهاره - عز وجل - ذلك للملائكة - عليهم السلام - المأمورين بالحوادث الكونية، والمعينين بشئون الخلق. وإلا فتقديره تعالى بجميع الأشياء أزلي قبل خلق السموات والأرض.
تنبيه:
ليس هناك ما يمنع أن يكون معنى ليلة القدر متضمناً لكل هذه المعاني، فهي الليلة ذات الشرف والقدر لِما حدث فيها من تنزُّل القرآن الكريم، ولِما يتنزَّل فيها ملائكة الله الأكرمين، ولِما يظهر الله فيها لملائكته ما قدَّره في شأن العباد أجمعين لعامهم الجديد... والله أعلم.
__________________________________________________
الكاتب: الشيخ ندا أبو أحمد