فوائد مختصرة من شرح العلامة العثيمين لكتاب رياض الصالحين (18)

منذ 2023-04-23

بعض الفوائد المختارة من شرح العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, لكتاب رياض الصالحين للإمام النووي رحمه الله

                 الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين....أما بعد: فهذه بعض الفوائد المختارة من شرح العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, لكتاب رياض الصالحين للإمام النووي رحمه الله,  وهذه الفوائد فوائد مختصرة لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر وهي مختارة من: "باب التواضع وخفض الجناح للمؤمنين", إلى " باب حسن الخلق", أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.

  • من علامة محبة الله عز وجل:

& من علامة محبة الله: أن الإنسان يديم ذكر الله, يذكر ربه دائماً بقلبه ولسانه وجوارحه.

& ومنها: أن يحب من أحب الله عز وجل من الأشخاص, فيحب الرسول صلى الله عليه وسلم, ويحب الخلفاء الراشدين, ويحب الأئمة, ويحب من كان في وقته من أهل العلم والصلاح.

& ومنها: أن يقوم الإنسان بطاعة الله, مقدماً ذلك على هواه, فإذا أذن المؤذن يقول: حي على الصلاة, ترك عمله وأقبل على الصلاة, لأنه يحب ما يرضي الله أكثر من محبته ما ترضى به نفسه.

  • فائدة لعق الأصابع بعد الطعام:

& في لعق الأصابع بعد الطعام فائدتان: فائدة شرعية: وهي الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم. وفائدة صحية طبية: وهي هذا الإفراز الذي يكون بعد الطعام يعين على الهضم والمؤمن لا يجعل همه فيما يتعلق بالصحة البدنية أهم شيء...اتباع الرسول.

  • السلام:

& إننا نأسف لقوم يمرون بالكبار البالغين ولا يسلمون عليهم...قد لا يكون ذلك هجراً أو كراهة, لكن عدم مبالاة, عدم اتباع السنة, جهل, غفلة, وهم إن كانوا غير آثمين لأنهم لم يتخذوا ذلك هجراً, لكنهم قد فاتهم خير كثير.

& السنة أن تسلم على كل من لقيت, وأن تبدأه بالسلام ولو كان أصغر منك, لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبدأ من لقيه بالسلام, وهو عليه الصلاة والسلام أكبر الناس قدراً, ومع ذلك كان يبدأ من لقيه بالسلام.

& أنت إذا بدأت من لقيته بالسلام حصلت على خير كثير, منه اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم ومنه أن يكون ذلك سبباً لنشر هذه السنة التي ماتت عند كثير من الناس ومعلوم أن إحياء السنن يؤجر عليه الإنسان مرتين  

& النبي صلى الله عليه وسلم...كان يسلم على الصبيان...وهذا من التواضع وحسن الخلق ومن التربية والتعليم والإرشاد والتوجيه لأن الصبيان إذا سلم الإنسان عليهم فإنهم يعتادون ذلك, ويكون ذلك كالغريزة في نفوسهم.

& إفشاء السلام...من أسباب المحبة, ومن كمال الإيمان, ومن أسباب دخول الجنة

& لا تظن أنك إذا تصدقت بعشرة من مائة فصارت تسعين أن ذلك ينقص المال, بل يزيده بركة ونماءً, وترزق من حيث لا تحتسب.

  • التواضع:

& من تواضع لله رفعه الله عز وجل في الدنيا, وفي الآخرة, وهذا أمر مشاهد أن الإنسان المتواضع يكون محل رفعة عند الناس, وذكر حسن, ويحبه الناس.

الكبر والإعجاب:

& الكبر: هو الترفع واعتقاد الإنسان نفسه أنه كبير, وأنه فوق الناس, وأن له فضلاً عليهم. والإعجاب أن يرى الإنسان عمل نفسه فيعجب به ويستعظمه ويستكثره, فالإعجاب يكون في العمل, والكبر يكون في النفس, وكلاهما خلق مذموم.

& قيل لرجل: ما ترى الناس؟ قال: لا أراهم إلا مثل البعوض, فقيل له: إنهم لا يرونك إلا كذلك. وقيل لآخر ما ترى الناس؟ قال: أرى الناس أعظم مني, ولهم شأن, ولهم منزلة, فقيل له: إنهم يرونك أعظم منهم, وأن لك شأناً ومحلاً.

& بطر الحق فهو رده وألا يقبل الإنسان الحق بل يرفضه ويرده اعتداداً بنفسه ورأيه فيرى والعياذ بالله أنه أكبر من الحق...والواجب أن يرجع الإنسان للحق حيثما وجده حتى ولو خالف قوله فليرجع إليه فإن هذا أعزّ له عند الله وأعز له عند الناس.

& لا تظن أنك إذا رجعت عن قولك إلى الصواب أن ذلك يضع منزلتك عند الناس بل هذا يرفع منزلتك, ويعرف الناس أنك لا تتبع إلا الحق, أما الذي يعاند ويبقي على ما هو عليه ويرد الحق, فهذا متكبر والعياذ بالله.

  • أكل الطعام الساقط وعدم تركه للشيطان:

& إذا سقطت اللقمة أو التمرة وما أشبه ذلك على السفرة فخذها وأزل ما فيها من الأذى إن كان فيها أذى....تواضعاً لله عز وجل وامتثالاً لأمر النبي صلى الله عليه وسلم وحرماناً للشيطان أن يأكل معك لأنك إذا تركتها أكلها الشيطان.

  • تشبه بالشيطان وأولياء الشيطان:

& إذا نظرنا الآن إلى الكفار وجدنا أنهم يأكلون بيسارهم ويشربون بيسارهم, وعلى هذا فالذي يأكل بشماله أو يشرب بشماله متشبه بالشيطان وأولياء الشيطان.

عمل الإنسان داخل بيته, وخدمة أهله:

& الإنسان إذا كان في بيته فمن السنة أن يصنع الشاي مثلاً لنفسه, ويطبخ إذا كان يعرف, ويغسل ما يحتاج إلى غسله, كل هذا من السنة, أنت إذا فعلت ذلك تثاب عليه ثواب سنة اقتداء بالرسول عليه الصلاة والسلام وتواضعاً لله عز وجل.

& هذا يوجد المحبة بينك وبين أهلك, إذا شعر أهلك أنك تساعدهم في مهنتهم أحبوك, وازدادت قيمتك عندهم, فيكون في هذا مصلحة كبيرة.

  • الفساد في الأرض:

& الفساد في الأرض ليس هدم المنازل ولا إحراق الزروع, بل الفساد في الأرض بالمعاصي كما قال العلماء رحمهم الله في قوله تعالى: ﴿ {ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها} ﴾ [الأعراف:56] أي لا تعصوا الله, لأن المعاصي سبب للفساد.

  • ما نزل مما يلبس عن الكعب فإنه من الكبائر:

& الرجل منهي عن أن ينزل ثوبه أو سرواله أو مشلحه أو إزاره عن الكعب, لا بد أن يكون من الكعب, فما فوق, فمن نزل عن الكعب فإن فعله هذا من الكبائر والعياذ بالله.

  • الجبار يُطبع على قلبه:

& النبي صلى الله عليه وسلم حذر الإنسان من أن يعجب بنفسه, فلا يزال في نفسه يترفع ويتعاظم حتى يكتب من الجبارين.

& الجبارون والعياذ بالله لو لم يكن من عقوبتهم إلا قول الله تبارك وتعالى:﴿ {كذلك يطبعُ اللهُ على كُل قلبِ مُتكبرٍ جبارٍ} ﴾ [غافر:35] لكان عظيماً. فالجبار والعياذ بالله يُطبع على قلبه, حتى لا يحصل إليه الخير, ولا ينتهي عن الشر.

الصبر على أذى الناس من حسن الخلق:

& الصبر على أذى الناس لا شك أنه من حسن الخلق, فإن من الناس من يؤذي أخاه, وربما يعتدي عليه بما يضره بأكل ماله أو جحد حق له أو ما أشبه ذلك, فيصبر ويحتسب الأجر من الله سبحانه وتعالى, والعاقبة للمتقين.

  • حسن الخلق من أثقل ما يكون في الميزان يوم القيامة:

& حسن الخلق...من أثقل ما يكون في الميزان يوم القيامة...فعليك يا أخي المسلم أن تحسن خلقك مع الله عزوجل في تلقى أحكامه الكونية والشرعية بصدر منشرح منقاد راضٍ مستسلم, وكذلك مع عباد الله فإن الله تعالى يحب المحسنين.

& كلما كان الإنسان أحسن خلقاً كان أكمل إيماناً...وكلما كنت أحسن خلقاً كنت أقرب إلى الله ورسوله من غيرك.

  • أكثر ما يدخل النار الفم والفرج:

& أكثر ما يدخل الناس النار الفم والفرج. الفم يعني بذلك قول اللسان فإن الإنسان قد يقول كلمة لا يُلقى لها بالاً يهوي بها في النار سبعين خريفاً, والعياذ بالله أي سبعين سنة.

& لما كان عمل اللسان سهلاً صار إطلاقه سهلاً, لأن الكلام لا يتعب به الإنسان ... فتجده يتكلم كثيراً بأشياء تضره, كالغيبة, والنميمة, واللعن, والسب, والشتم, وهو لا يشعر بذلك, فيكتسب بهذا آثاماً كثيرة.

& الفرج فالمراد به الزنا, وأخبث منه اللواط, فإن ذلك أيضاً تدعو النفس إليه كثيراً, ولا سيما من الشباب, فتهوى بالإنسان وتدرّجه حتى يقع في الفاحشة وهو لا يعلم.

ــــــــــــ                        كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ

  • 0
  • 0
  • 387

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً