أمن الدولة ودم سيد بلال
في يوم 5 يناير 2011 كان موعد الشاب المسلم سيد بلال مع عصابة جهنم، شياطين أمن الدولة، عبدة الشياطين الجدد كي يمارسوا معه طقوسهم الشيطانية في التعذيب البشع بوضع الجاز على جسده العاري ثم إيصال التيار الكهربائي إلى جسده كي يتعذب ويصرخ من الألم: لا اله إلا الله، وهم يصرخون من الشيطنة: العادلي هو الله نسمع ونطيع له.
وفي لحظة محددة عند الله السميع العليم فاضت روح سيد بلال إلى الله، وصعدت إلى خالقها تشكو ظلم العباد وعجز المسلمين عن دفع الظلم من شياطين مبارك في مصر.
وأرادوا إخفاء أقذر جريمة قتل لشاب مسلم كل ما فعله هو ثباته على لا اله إلا الله محمد رسول الله عاش عليها ومات عليها، ولكن الله سبحانه وتعالى فضحهم ونشرت الجريمة في وسائل الإعلام، ولا ينكر دور قناة الجزيرة وصحيفة الوفد هنا، ولكن عبدة الشيطان في أمن الدولة مارسوا كل أنواع التخويف والرعب مع كل من ينشر الجريمة بداية من زوجته حتى أشقائه، وتواطأت النيابة مع شياطين أمن الدولة في طبخ القضية على نار الفبركة، ولكن الله أراد أن يكون دم سيد بلال هو النار التي تحرق شياطين أمن الدولة وتهدم عليهم معبدهم، وأن يكون مقتله نوراً لملايين المصريين الغارقين في الظلام فانتفضوا في 25 يناير يلعنون الظلم، ويرفضون القهر، ويطاردون شياطين أمن الدولة بثورة أذهلت العالم وجعلت شياطين أمن الدولة المتغطرسين يرتعشون ويختبئون في جحور لا يراها أحد.
وكان متوقعاً بعد الثورة وحل جهاز أمن الدولة المسعورة أن تعود النيابة العامة لعملها بكل قوة وحسم في قضية مقتل سيد بلال تحت التعذيب، خاصة أن أسماء الشياطين قد عُرفت وتم تقديم بعضها للنيابة، ولكن توالت المفاجآت ما بين أمر من النيابة بالقبض ورد من مديرية الأمن بعدم الاستدلال، وما بين تحقيق مع اثنين منهم وقرار بإخلاء سبيلهم من النيابة.
ومازالت القضية مفتوحة حتى الآن بدون متهمين.!!
وهنا السؤال الهام: هل مازال جهاز أمن الدولة المسعور يعمل خلف الأبواب ومازالت النيابة عاجزة معهم؟!
الكلام يتناثر عن وجودهم خاصة أنه لم يُقدم ولا واحد منهم للقضاء، رغم أنهم المتهمين الحقيقيون لكل الجرائم ضد الإنسان المصري سواء في المعتقلات أو في المظاهرات في 25 يناير، فقد كان ضابط أمن الدولة المسعور يقف ويأمر ضباط أكبر منه رتبة عند مداخل ميدان التحرير في 28 يناير وفي كل محافظات مصر.
والهمس يدور في كل مكان عن عودة بعضهم لعملهم في كثير من المحافظات، مما يؤكد أن أكبر خطأ ارتكبته الثورة هو عدم ملاحقة هؤلاء المجرمين، فقد انشغل الكثير من الإسلاميين خاصة (وأكرر الإسلاميين لأنهم أكثر الناس تعرضاً للظلم من شياطين أمن الدولة) انشغلوا بجمع المغانم بعد الثورة، ففرحوا بالحرية وهو حق، وفرحوا بعودة المساجد مفتوحة ووجود الدعاة وهو حق، ولكن لم ينتبهوا إلى أن الشياطين تتسلل وتعود إلى قواعدها وأن تليفونات الباشا للشيخ ستعود والمخبرون داخل الإسلاميين سوف يجدون سوقهم المنتعش. وأكثر من ذلك سيتم ضرب الدعوة من الداخل سواء بحزب للمخبرين أو شيخ تابع لهم وندخل دوامة شيطانية.
ولكني أعتقد أن الأهم هو دم سيد بلال وغيره أيضاً ممن قضوا نحبهم من الشباب المسلم داخل المعتقلات، فالشيوخ والدعاة وغيرهم ممن لهم وسيلة مسئولون بما مكّن الله لهم أن يبذلوا كل ما في وسعهم للقصاص من قتلة سيد بلال وغيره من شهداء المعتقلات، وإلا أعتقد أنهم مسئولون أمام الله عن تقصيرهم في إهدار دم سيد بلال الذي -بفضل الله- كان دمه وقودا لثورة أحرقت الشياطين وأضاءت الطريق للأحرار المصريين.
ولو كان سيد بلال نصرانيا ما سكتت الكنيسة ليل نهار، ولو كان شابا غير ملتزم كخالد سعيد ما هدأ من أجله الليبراليين، ولكنه سيد بلال المسلم الملتزم المحب لرسول الله ومع ذلك غفل وتناسى عن دمه وحقه كثير من المسلمين الملتزمين المحبين لرسول الله ولا حول ولا قوة إلا بالله.
رحم الله سيد بلال وأدخله فسيح جناته ويقيناً لن يكون دم سيد بلال هدرا والفاعل مجهول مادام في مصر أحرار لا يخافون إلا الله، ولا نامت أعين المجرمين القتلة المُعذبين للمسلمين.
[email protected]
- التصنيف: