وقفات قبل الحج

حج مودع: كثيرًا ما يوصينا الأئمة قبل الصلاة بأن نصلي صلاة مودع، وهي وصية لو تدبرناها حق التدبر لأصبنا خشوعًا ما أشد ما نحتاج إليه في صلاتنا، فصلاة المودع هي صلاة من كانت هذه الصلاة هي آخر عهده بالدنيا، ويوصيك الشيخ (محمد إسماعيل المقدم): بأن تحج حج مودع، وكأنك ستلقى ربك بعد هذه الحجة مباشرة.

الحج عبودية لله: يخبرك الشيخ (محمد حسين يعقوب) أن الحج هو رحلة من العبودية لله، فما تكاد أن تضع رحالك في منىٍ يوم التروية حتى تنطلق إلى عرفة، وما أن تلبث أن تقضي في عرفة الوقت المحدد حتى تنفر إلى مزدلفة، ومن مزدلفة إلى منىٍ مرة أخرى، فما أنت إلا عبد وعليك طاعة سيدك، فتحرر من كل عبودية لغير الله، وانطلق في عبوديتك لله.

لبيك اللهم لبيك: أتيناك يا أرحم الراحمين ملبين أمرك لنا بالحج "لبيك لا شريك لك لبيك" أتيناك وحدك ليس لنا رغبة في رياءٍ أو سمعة أو أي شيء "إن الحمد والنعمة لك والملك" ولك الحمد على أن يسرت لنا هذا الأمر الذي لم يكن سيكتب لنا إلا بإذنك، فلك الحمد على جزيل نعمك علينا يا من بيدك الأمر كله وبيدك الملك كله.

رب مبلغ خير من سامع: في نهاية خطبة الوداع خاطب الرسول صلى الله عليه وسلم أمته قائلًا: «اللهم هل بلغت؟ اللهم فاشهد» (صحيح البخاري: صفحة: 1739). وفي نفس الحج أخبر أن الحاضر يعلم الغائب فرب مبلغ خير من سامع، ويقول (د. راغب السرجاني) معلقًا: "أن في ذلك تحميل لأمانة نشر الدعوة إلى الأمة كلها". فهل من مجيب لمحمد صلى الله عليه وسلم؟

حامل المسك ونافخ الكير: الرفقة أهم شيء في الحج، فمصاحبة رقيق القلب لا تزيدك إلا خيرًا بإذن الله تعالى، وكثير ممن يستعدون للحج يبحثون عن الحملات بغير تخير للصحبة الصالحة، ولو أعطوا الصحبة الصالحة أهميتها لربما كان ذلك الحج بداية للتغيير الحقيقي في حياتهم.

خير الجهاد حج مبرور: في الحج لابد من وقوع بعض المشقة ولكن الأجر يستحق العناء، فعليك بالإكثار من ذكر الله وحسن الظن به، فهو عند ظن عبده به، وسترى أن أمورًا كنت تراها في غاية الصعوبة قد يسرت بإذن الله عز وجل.

من كل فج عميق: في الحج سترى تلك الكلمة شاخصة أمام عينيك، سترى إخوانك من البوسنة وأفريقيا، وتركيا والمغرب العربي، وأوزباكستان واندونيسيا، وغيرها من البلدان، كل هؤلاء يلبون مجيبين أمر الله لهم بالحج، كل منهم يدعو ويتضرع بلغته، فسبحان من لا تختلط عليه الأصوات.

الراحمون يرحمهم الرحمن: يجتمع الملايين من الحجيج في مكان ضيق، فعليك بتحمل الزحام وعدم مضايقة إخوانك، وليس فقط ذلك بل أحسن إلى إخوانك وارفق بهم، ولا تنتظر منهم مقابل لذلك، فالأجر الحقيقي عند رب العالمين.

إعانة على التدبر:
الشيخ أبو إسحاق له مجموعة اسمها (قصة الحج) يحكي فيها أصل عبادة الحج من قصة إبراهيم عليه السلام، استمعت لأحد دروسها وتبدو مفيدة جدًا، لو استطعت الاستماع لها قبل الحج أيضًا لكان ذلك مفيدًا جدًا أيضًا، أنوي أن أكملها إن شاء الله تعالى، وأن ألخص بعض الفوائد.
(د. خالد أبو شادي) له كتاب رقيق جدًا عن العمرة، ثم أضاف له زيادة عن الحج -لم أقرأ الزيادة بعد- لو استطعت أن تقرأه قبل حجك لكان ذلك رائعًا جدًا، الكتاب اسمه (رحلة المشتاق) على ما أتذكر.

مجلة البيان أصدرت كتاب طيب جدًا اسمه: (الرفيق في رحلة الحج) يلخص الأحكام الفقهية مع ذكر بعض المهارات التي تحتاجها في رحلة الحج، فإن استطعت أن تقتنيه فافعل ولا تتردد، لابد لمن لم يعرف الأحكام من شراء (شريط كاسيت) لأحد العلماء يشرح له ببساطة رحلة الحج والعمرة، حتى يتمكن من أداء الحج موافقًا لسنة رسول الله صلى الله عليه و سلم.

وفي الختام أسأل الله أن يمتن علينا وعليكم بحج بيته الحرام، وأن يتقبل حجكم ويجعله رحلة للتغيير.