فوائد مختصرة من باب صلاة التطوع من فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام للعثيمين
بعض الفوائد من باب صلاة التطوع من كتاب :" فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام" للعلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فهذه بعض الفوائد من باب صلاة التطوع من كتاب :" فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام" للعلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, وهي فوائد مختصرة لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
- أقسام صلاة التطوع:
& منها التطوع المقيد بوقت كالوتر, ومنها: التطوع المقيد بفرض كالسنن الرواتب. ومنها: التطوع المقيد بسبب كتحية المسجد, ومنها: التطوع المطلق, وهو ما عدا المقيد, والذي يسن للإنسان كل وقت ما عدا أوقات النهي.
- المحافظة على السنن الرواتب:
& عن أم حبيبة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( من صلى اثنتا عشرة ركعة في يوم وليلة بُني له بهن بيت في الجنة ) رواه مسلم
& فسرتها رواية الترمذي: (( أربعًا قبل الظهر, وركعتين بعدها, وركعتين بعد المغرب, وركعتين بعد العشاء, وركعتين قبل صلاة الفجر )) هذه اثنتا عشرة ركعة إذا صلاّها الإنسان بني الله له قصرًا في الجنة دائمًا أبديًا سرمديًا.
- تختص راتبة الفجر بأمور ثلاثة:
& الأول: أنها أفضل الرواتب حتى قال الرسول عليه الصلاة والسلام " ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها " الثاني: تفعل حضرًا وسفرًا الثالث: أن لها قراءة مخصوصة وهي ﴿ {قُل يا أيها الكافرون} ﴾ في الركعة الأولى و﴿ {قُل هُو الله أحد} ﴾ في الركعة الثانية
- تخفيف راتبة الفجر:
& مشروعية ركعتين فبل صلاة الفجر...الأفضل تخفيفهما...فإن من المجتهدين من نشاهده يطيل في هاتين الركعتين, فنقول له: إنك مخالف للسنة, لأن السنة تخفيفهما, فإذا طولت فقد خالفت السنة.
- إذا فاتت الرواتب القبلية:
& إذا فاتتك الركعتان قبل الظهر فصلِّهما بعد الصلاة لأن فعلهما قبل الصلاة تعذر...ففي هذه الحال يقضيها بعد صلاة الظهر, لكن يصلي ركعتين بنية الراتبة البعدية, ثم بعد ذلك يقضي الراتبة القبلية.
& إذا فاتتك سنة الفجر قبل الصلاة فإنك تقضيها بعد الصلاة أو تؤخرها إلى أن ترتفع الشمس قيد رمح فكله جائز.
- عدد الركعات في قيام الليل:
& صلاة الليل ليس لها حد, وأن الإنسان إن شاء صلى ركعتين أو أربعًا أو ستًا أو أكثر, ويجوز أن يزيد على إحدى عشرة...لكن فعله عليه الصلاة والسلام أنه لا يزيد على إحدى عشرة ركعه فيصلى الإنسان نشاطه.
& الأفضل إذا كان معه وقت ونشاط أن يطيل في الصلاة حتى لا تتجاوز في العدد إحدى عشرة ركعة, فلو كان للإنسان ساعتان مثلًا وقال: لو صليت إحدى عشرة ركعة انتهيت في ساعة نقول له: أطل الركوع والسجود والقيام.
& من قال: إنه تحرم الزيادة على إحدى عشرة ركعة فقوله لا وجه له, وكذلك من قال: إن الأفضل في رمضان أن يزيد على إحدى عشرة ركعة, ويصلي ثلاثًا وعشرين أو تسعًا وثلاثين أو ما أشبه ذلك, فإن قوله مرجوح.
القيام إلى ثالثة في صلاة الليل:
& قال أهل العلم: لو قام إلى ثالثة في صلاة الليل فكأنما قام إلى ثالثة في صلاة الفجر, ومعنى هذا الكلام أنه يجب أن يرجع فإن لم يرجع بطلت الصلاة, لأنه لو قام إلى ثالثة في الفجر وجب عليه الرجوع فإن لم يرجع بطلت الصلاة.
- قوله عليه الصلاة والسلام: (( أفضل الصلاة بعد المكتوبة صلاة الليل ))
& لأن صلاة الليل أبعد عن الرياء...يتواطأ عليها القلب واللسان والجوارح, فهي أخشع من صلاة النهار, ولأن صلاة الليل تدل على الرغبة الأكيدة في فعل العبادة, ولأن صلاة الليل توافق في غالبها وقت نزول الإله عز وجل إلى السماء الدنيا
- الوتر:
& الوتر هو ختم صلاة الليل بركعة.
& الوتر لا يكون إلا من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر. لكن لو جمع صلاة العشاء مع صلاة المغرب دخل وقت الوتر
& اختلف أهل العلم في الوتر...قال بعض أهل العلم: من كان له ورد من الليل وصلاة من الليل فإنه يجب عليه الوتر, ومن لا فلا...لكن جمهور أهل العلم على أن الوتر سنة وليس بواجب مطلقًا وأن الأوامر الواردة فيه تحمل على الاستحباب.
& ينبغي للإنسان أن يوتر, وأن يرشد أهله أيضًا إلى الوتر, لأن كثيرًا من النساء في البيوت وأولاده الذين لم يقرؤوا يظنون أن الوتر ليس بمؤكد, فينبغي أن يبلغهم أن الوتر سنة مؤكدة لا ينبغي للإنسان أن يدعه.
& من قام يصلي ثلاثًا هل الأفضل بسلامين أو بسلام واحد؟ الجواب: الأفضل بسلام واحد, وإذا كان بسلامين فلا بأس.
لا وتران في ليلة:
& لو أوتر الإنسان في أول الليل يظن أنه لا يقوم آخره ثم قام من آخره فإنه يصلي لكن لا يصلي وترًا, لأن الوتر انتهى, وأتى الإنسان بما أُمر به فيه, وإنما يصلي ركعتين, ركعتين, حتى يطلع الفجر.
- لا ينقض الوتر:
& لا ينقض الوتر خلافًا لمن قال به, ومعنى نقض الوتر أنك إذا أوترت في أول الليل ثم قدّر لك القيام في آخره فإنك تصلى أول ما تصلي ركعة واحدة فقط نقضًا للوتر السابق ثم تصلي ركعتين ركعتين, ثم تختم بالوتر.
- صلاة الضحى:
& صلاة الضحى...سنة سنها النبي صلى الله عليه وسلم بفعله وأمره وإرشاده.
& صلاة الضحى غير مقيدة بعدد معين...أقلها ركعتان, وأكثرها ما شئت.
& ابتداؤها من ارتفاع الشمس قيد رمح إلى قبيل الزوال, وارتفاع الشمس قيد رمح يكون إذا مضى نحو ربع ساعة من طلوع الشمس, وقبيل الزوال إذا بقي على الزوال خمس دقائق أو نحوها فيكون وقتها كل الضحى.
& كلما تأخر الإنسان في أداء صلاة الضحى فهو أفضل, ولكن إذا كان الإنسان في آخر الضحى مشغولًا إما بوظيفته أو بتجارته أو ما أشبه ذلك وخاف إن أخرها إلى هذا الوقت أن ينساها أو أن لا يتسنى له فعلها فإنه يصليها في أول وقته ولا حرج عليه
- متفرقات:
& ليس العمل المحبوب إلى الله هو الأثقل والأكثر كمية أو كيفية, بل العمل المحبوب إلى الله تعالى هو الموافق للسنة ولشرع الله.
& ينبغي للإنسان في عبادة ربه أن يعطي النفس حظها, فإذا كلّت من عمل معين واتجهت إلى آخر وكُلّ منهما ليس بواجب فإنه قد يكون الخير في المفضول لاتجاه النفس له...فيكون الإنسان في عبادة ربه بحسب انشراح صدره...هذا في غير الواجبات
& "الصمد" أجمع ما قيل فيه أنه الكامل في صفاته الذي افتقرت إليه جميع مخلوقاته
& أصح الأقاويل التي تبلغ سبعة أو ثمانية في نقض النوم للوضوء أصحها أنه ما دام الإنسان يحس بنفسه لو خرج منه شيء فهو على وضوئه, وإن كان لا يحس فإنه ينتقض, لأنه إذا كان لا يحس قد يخرج منه والنوم مظنة الحدث.
& بعض الوعاظ يذكر أثرًا على العامة بلفظ " الخلق عيال الله"...هذه العبارة لا ينبغي أن تذكر أمام العامة ويقال: الخلق عباد الله أو فقراء إلى الله وما أشبه ذلك.
& فضل كثرة الصلاة وأنها سبب لأن يكون الإنسان رفيقًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة, لقوله: (( «أعنى على نفسك بكثرة السجود» ))
& المشروع للإنسان أن يكافئ على المعروف لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( من صنع إليكم معروفًا فكافئوه ))...وفي المكافأة على المعروف امتثال لأمر النبي صلى الله عليه وسلم, وهذا ينبغي أن يكون على رأس الفوائد.
& في المكافأة على صنع المعروف تشجيع لأهل المعروف على فعله لأن الإنسان إذا كوفئ على معروفه تشجع بخلاف إذا لم يكافأ. وفي المكافأة على المعروف دفع الذل عنك أمام هذا الذي أسدى إليك المعروف, لأنك إذا كافأته صرت معه مساويًا.
& الدنيا...الغالب أن صفوها مسبوق بكدر أو ملحوق به أو مختلط به, لأنها على اسمها دنيا, وهذا من حكمة الله عز وجل أن جعلها كذلك لئلا نركن إليها, لأنها لو كانت على ما ينبغي لركن الإنسان إليها ونسي الآخرة.
& قول من يقول: إن بين الفجر وطلوع الشمس ساعة ونصف دائماً فهذا ليس بصحيح لأن بينهما أقل من ساعة نصف.
& الناس...لا يمكن أن للواحد منهم أن يتزوج وله أقل من عشرين سنة ولو تزوج وهو أقل من عشرين سنة لوصفوه بالنقص وهذا غلط لأن الرسول عليه الصلاة والسلام ما قيده بسن...وكونه يشيع بين الشباب هذا الراي هذا رأي ينبغي أن يدفن
& عدم ترتيب الإنسان لوقته مضيعة, ولهذا أنا أدعو الجميع إلى أن يجعلوا أوقاتهم مرتبة, ومعنى مرتبة يعني مثلًا أن تقول: اليوم عملي كذا, وفي الصباح عملي كذا, وفي المساء عملي كذا, حتى لا تضيع عليك الأوقات.
& في القرآن خاصة تقرر أنك كل يوم ستقرأ جزئين أو ثلاثة حسب نشاطك وتحرص عليها, وتنظر قبل النوم: هل أنت قد أنهيتها؟ وإلا فإنك تنهيها قبل أن تنام.
& ضبط الوقت بالعمل يفيد الإنسان فائدة كبيرة, وأنا جربت...أني كلما طرأ عليّ شيء فعلته أو أني أرتب وقتي, فوجدت أن الأخير أحسن وأنفع ويستفيد الإنسان من الوقت& امتثال أمر الرسول صلى الله عليه وسلم كله خير وبركة
& قال أهل العلم: النسيان: ذهول القلب عن معلوم, يعني عن شيء معلوم, فأما الذي لا يُعلم أصلًا فيسمى جهلًا, ويسمى مجهولًا.
& الناشئة كما قال الإمام أحمد: هي التهجد بعد النوم.
& الأوابون جمع أواب, وهو الرجوع إلى الله عز وجل من معصيته إلى طاعته.
& ذكر بعض العلماء المتأخرين أن الترمذي إذا قال: حديث غريب فمعناه أنه ضعيف, ولكن هذا ما أظنه يطرد في كل ما قاله, إنما غالب الغرائب التي يذكرها ويقول: إنها غريبة أنها ضعيفة عنده.
ـــــــــــــــــــــ كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ
- التصنيف: