أعمال يسيرة تعدل أجر وثواب الحج
(النية الصادقة - المكث بعد صلاة الفجر حتى الشروق وصلاة ركعتين - الخروج من بيته متطهرًا إلى الصلاة المكتوبة - الخروج إلى المساجد لحضور مجالس العلم - الأذكار بعد الصلوات المكتوبة)
1- بالنية الصادقة تبلغ منازلهم وأجورهم بإذن الله تعالى:
ففي صحيح البخاري عن عُمَرَ بْن الخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى»، وفي صحيح مسلم عَنْ سهل بن حُنَيْفٍ رضي الله عنه، أنَّ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ سأَلَ اللَّه تَعَالَى الشَّهَادةَ بِصِدْقٍ بلَّغهُ اللهُ منَازِلَ الشُّهَداءِ وإنْ ماتَ على فِراشِهِ».
وعندما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك، ودنا من المدينة، قال: «إنَّ بالمدينة لرجالًا ما سِرْتُم مَسِيرًا، ولا قطعْتُم وادِيًا إلَّا كانوا معكم، حَبَسَهُم المَرَضُ»، وفي رواية: «حَبَسَهم العُذْرُ»، وفي رواية: «إلَّا شَرَكُوكم في الأجْرِ».
وهذه بشارة عظيمة كما في السنن من حديث أبي كبشة الأنماري رضي الله عنه وفيه: «وعبد رزقَهُ اللَّهُ علمًا ولم يرزقْهُ مالًا فَهوَ صادقُ النِّيَّةِ يقولُ: لو أنَّ لي مالًا لعملتُ بعملِ فلانٍ فَهوَ بنيَّتِهِ فأجرُهما سواءٌ».
2- المكث بعد صلاة الفجر حتى الشروق وصلاة ركعتين:
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ صَلَّى الْفَجْرَ فِي جَمَاعَةٍ، ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ»، وفي رواية: «من صلَّى صلاةَ الصبح في جماعةٍ، ثم ثبتَ حتى يسبِّحَ لله سُبحةَ الضحى كان له كأجرِ حاجٍّ ومعتمرٍ تامًّا له حجه وعمرته»؛ (صحيح الترغيب والترهيب).
وكان شيخ الإسلام ابنُ تيمية رحمه الله: إذا صلى الفجر جلس يذكر اللهَ إلى قريبٍ من انتصاف النهار ويقول: "هذه غدوَتي لو لم أتغدَّها لَسقطت قوتي".
3- الخروج من بيته متطهرًا إلى الصلاة المكتوبة:
فقد روى أبو داود عن أبي أمامة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ مُتَطَهِّرًا إلى صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ فَأَجْرُهُ كَأَجْرِ الْحَاجِّ الْمُحْرِمِ، وَمَنْ خَرَجَ إلى تَسْبِيحِ الضُّحَى لَا يَنْصِبُهُ إِلَّا إِيَّاهُ فَأَجْرُهُ كَأَجْرِ الْمُعْتَمِرِ، وَصَلَاةٌ عَلَى أَثَرِ صَلَاةٍ لَا لَغْوَ بَيْنَهُمَا كِتَابٌ فِي عِلِّيِّينَ»، فهنيئًا والله لمن هذا دأبه يوميًّا في المحافظة على الصلوات الخمس في جماعة.
4- الخروج إلى المساجد لحضور مجالس العلم:
فعن أبي أمامة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من غَدا إلى الْمَسْجِد لَا يُرِيد إِلَّا أَن يتَعَلَّم خيرًا أَو يُعلمهُ كَانَ لَهُ كَأَجر حَاج تَامًّا حجَّته»؛ (رواه الطبراني).
ومن صور تعلم الخير في المسجد: حلقات القرآن، وسماع المواعظ بعد الصلوات، والحلقات والدورات العلمية، وشهود الجمعة، والاستماع للخطبة بنية تعلم الخير.
5- الأذكار بعد الصلوات المكتوبة:
فقد روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء الفقراءُ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقالوا: ذهب أهلُ الدُّثورِ مِنَ الأموالِ بالدرجاتِ العُلا والنعيمِ المقيمِ يُصلُّون كما نُصلِّي، ويصومونَ كما نصومُ، ولهم فضلٌ من أموالٍ يحجُّونَ بها ويعتمِرونَ ويُجاهدونَ ويتصدَّقونَ! فقال صلى الله عليه وسلم: «أَلَا أُحَدِّثُكُمْ إِنْ أَخَذْتُمْ أَدْرَكْتُمْ مَنْ سَبَقَكُمْ، وَلَمْ يُدْرِكمْ أَحَدٌ بَعْدَكُمْ، وَكُنْتُمْ خَيْرَ مَنْ أَنْتُمْ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِ إِلَّا مَنْ عَمِلَ مِثْلَهُ؟ تُسَبِّحُونَ، وَتَحمدُونَ، وَتُكَبِّرُونَ، خَلْفَ كُلِّ صَلاَةٍ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ».
وهنا تنبيه مهم: وهو أن هذه الأعمال تعدل الحج في الجزاء لا الإجزاء؛ بمعنى أن هذه الأعمال تعدل الحج في الفضل لكن لا تسقط حجة الفرض للمستطيع.
_________________________________________________________
الكاتب: رمضان صالح العجرمي
- التصنيف: