انظر للجزء المملوء من الكأس

انظر للجزء المملوء من الكأس، وتحلَّ بالنظرة المشرقة للحياة، وكن متفائلًا قدر ما تستطيع؛ فالتفاؤل سعادة للقلب.

الحياة سِجال؛ فيوم لك ويوم عليك، استثمر اليوم الذي يكون لصالحك، واستغلَّ فيه أوقات النشاط لديك.

إن في حال المرضى عبرةً لك، ورغم اشتداد ألم المرض على أجسادهم، فإنهم يتحلَّون بالصبر واليقين، وإن في حال الفقير الذي لا يملك قوتَ يومه درسًا لك، والقناعة كنز ثمين، وإن في حال الضعيف الذي وكل أمره لخالقه فنصره، وشدَّ مِن أزْرِهِ، ورفع شأنه بين البشر - رسالةً واضحة.

كن متفائلًا قدر ما استطعتَ، ولن تصفو لك الأمور مهما عملت؛ لأن سنة الحياة هي هكذا، امتحانات تتوالى لتبني مجدك، مثل الولد الصغير الذي يخطو خطواته الأولى، وبعد معالجته العثرات يقف على قدميه.

قاوم الصعوبات، وتجاوز العقبات، وأدرك أن المضيَّ قدمًا يؤتي ثماره المرجوَّة، ولكل مجتهد نصيب، ومن جدَّ وجد، ومن بذر البذور صيفًا جنى ثمارها في شتائه عند الحاجة، ويوفِّق الله كل ساعٍ إلى الخير.

تأمل في أحوال الناس، واكتسب من تجاربهم الدروس، فمَن هم أكثر تجربة منك، أدرى، فاستمع لأقوالهم، وخُذْ بنصائحهم، وأقبل على الحياة، ولا تقل: يئست، قل: سيحالفني التوفيق، وللخطاب الإيجابي مع النفس الأثر العميق.

كن متفائلًا وذا إرادة وعزيمة، وجدِّد طاقتك عند اللزوم، واجتنب الرتابة والْمَلَل، والفراغ والكسل، كن على هذه السجية، وستجني النجاح، وتمثل هذا النجاح نبتةً تسقيها يومًا بيوم، وتحرص على صيانتها من الحشرات، وترعاها، حتى يشتد عودها، وتخضر أوراقها، وترمي بأعرافها يمينًا ويسارًا.

_____________________________________________________
الكاتب: أسامة طبش