{نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم}
إن العبد مهما تلطَّخ بالذنوب والآثام والمعاصي فإن له ربًّا يغفر الذنب ويصفح عنه مهما كثرت الذنوب ولو بلغت عنان السماء.
- التصنيفات: الدعوة إلى الله -
على المستوى البشري الذي نراه فإن صاحب القوة والعظمة يلوِّح دومًا بقوته وبطشه وتهديداته وقدرته على حسم المعركة بأسرع وقت وأقل الإمكانيات.
لكن الله تعالى صاحب القوة المطلقة وصاحب العظمة التي ليس بعدها عظمة ليس مثله أحد.
رغم أنه جبار السموات والأرض لكنه سبحانه يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل.
ويأمر نبيَّه محمدًا صلى الله عليه وسلم أن يخبر عباده أنه غفور رحيم.
وإن العبد مهما تلطَّخ بالذنوب والآثام والمعاصي فإن له ربًّا يغفر الذنب ويصفح عنه مهما كثرت الذنوب ولو بلغت عنان السماء.
الإنسان حالة بين الشياطين والملائكة، يتلوَّث أحيانًا بزلَّات الذنوب، ويتنسَّك أحيانًا بأفعال الملائكة، يتشيطن حتى يُقال – على سبيل المبالغة -: إنه غلب إبليس ليعود ويتطهَّر ويُقبِل على الله باكيًا خاشعًا مُتذلِّلًا ناسكًا مُتبتِّلًا.
هذه هي الشخصية الإنسانية بتجرُّد فلا تفضح نفسك أيُّها الإنسان بذنب ارتكبته، ولا تجعل نفسك مطية للشيطان بإقناعك وإيهامك أنك شيطان مثله؛ لا بل أنت من أهل التوحيد والطهارة، أنت من أهل الصلاة والصيام وأهل القرآن، واعلم أنه لا يصل إلى الكمال والعصمة إلا الأنبياء.
اسجد واقترب عقب أي ذنب ارتكبته؛ لأنك إن سجدت تنحَّى عنك الشيطان باكيًا، ثم يقول: "يَا وَيْلِي! أُمِرَ ابْنُ آدَمَ بِالسُّجُودِ فَسَجَدَ فَلَهُ الْجَنَّةُ، وَأُمِرْتُ بِالسُّجُودِ فَأَبَيْتُ فَلِي النَّارُ".
____________________________________________________
الكاتب: د. تيسير الغول