وليال عشر
إذا أقسم الله تبارك وتعالى بشيء دلَّ هذا على عظم مكانته وفضله؛ إذ العظيم لا يقسم إلا بالعظيم؛ قال الله تعالى: {وَلَيَالٍ عَشْرٍ} [الفجر: 2]
الله تعالى أقسم بالليالي العشر، وإذا أقسم الله تبارك وتعالى بشيء دلَّ هذا على عظم مكانته وفضله؛ إذ العظيم لا يقسم إلا بالعظيم؛ قال الله تعالى: {وَلَيَالٍ عَشْرٍ} [الفجر: 2]؛ أي: وأقسم بالليالي العشر الأولى من ذي الحجة.
قال ابن كثير: "والليالي العشر: المراد بها عشر ذي الحجة، كما قاله ابن عباس، وابن الزبير، ومجاهد، وغير واحد من السلف والخلف".
وقال القرطبي: "فهي ليالٍ عشر على هذا القول؛ لأن ليلة يوم النحر داخلة فيه، إذ قد خصها الله بأن جعلها موقفًا لمن لم يدرك الوقوف يوم عرفة، وإنما نُكِّرت ولم تُعرَّف؛ لفضيلتها على غيرها، فلو عُرِّفت لم تُستقْبَل بمعنى الفضيلة الذي في التنكير، فنُكِّرت من بين ما أقسم به، للفضيلة التي ليست لغيرها، والله أعلم.
ثالثًا: إن أيام العشر الأُوَلِ من شهر ذي الحجة أفضل أيام الدنيا؛ ففي الحديث عن جابر بن عبدالله رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أفضل أيام الدنيا العشر» – يعني: عشر ذي الحجة - قيل: ولا مثلهن في سبيل الله؟ قال: «ولا مثلهن في سبيل الله، إلا رجل عفَّر وجهه بالتراب»؛ (صحيح الترغيب، الألباني (١١٥٠)، صحيح لغيره).
_________________________________________
الكاتب: د. كامل صبحي صلاح
- التصنيف: