القيام بشعيرة الأضحية
إن من عظيم القربات والأعمال التي ينبغي للمؤمن الحرص عليها ذبح الأضحية؛ لِما يترتب على ذلك من عظيم الأجر والثواب، ولِما فيها من عظيم الأثر البالغ على الإنسان في أمر دينه ودنياه...
إن من عظيم القربات والأعمال التي ينبغي للمؤمن الحرص عليها ذبح الأضحية؛ لِما يترتب على ذلك من عظيم الأجر والثواب، ولِما فيها من عظيم الأثر البالغ على الإنسان في أمر دينه ودنياه، وخاصة في مثل هذه الأيام المباركات، والتي تتضاعف فيها الأجور والحسنات، فالأضحية: هي ما يُذبَح من بهيمة الأنعام - الإبل والبقر والغنم - تقربًا إلى الله تعالى في وقت مخصوص، بنية الأضحية.
ولقد ثبتت مشروعية الأضحية بالكتاب والسنة الصحيحة، والإجماع؛ قال الله تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} [الكوثر: 2].
وقال الله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} [الأنعام: 162، 163]، وقال الله تعالى: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ} [الحج: 34].
وفي الحديث عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: ((ضحَّى النبي صلى الله عليه وسلم بكبْشَيْنِ أمْلَحَيْنِ أقْرَنَيْنِ، ذبحهما بيده، وسمَّى وكبَّر، ووضع رجله على صِفاحِهما))؛ (أخرجه البخاري (٥٥٦٥)، ومسلم (١٩٦٦)).
ولقد أجمع المسلمون على مشروعية الأضحية، والأضحية سنة مؤكدة على المستطيع؛ قال الله تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} [الكوثر: 2].
وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من كان له سَعَة ولم يُضحِّ، فلا يقرَبَنَّ مصلانا»؛ (أخرجه ابن ماجه (٢١٢٣) واللفظ له، وأحمد (٨٢٧٣)، الألباني، صحيح الجامع (٦٤٩٠)).
وعن البراء بن عازب رضي الله تعالى عنه قال: ((خَطَبَنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر بعد الصلاة، ثم قال: «من صلى صلاتنا، ونَسَكَ نسكنا، فقد أصاب النُّسَك، ومن نسك قبل الصلاة، فتلك شاة لحم»، فقال أبو بردة: يا رسول الله، والله، لقد نسكت قبل أن أخرج إلى الصلاة، وعرفت أن اليوم يومُ أكلٍ وشربٍ، فتعجَّلت فأكلت، وأطعمت أهلي وجيراني، فقال رسول الله: «تلك شاة لحم»، قال: فإن عندي عناقًا جذعةً خير من شاتي لحم، فهل تجزئ عني؟ قال: «نعم، ولن تجزئ عن أحد بعدك»؛ (أخرجه البخاري (٩٦٥)، ومسلم (١٩٦١)).
ولا شك أن لمشروعية الأضحية حكمًا كثيرة؛ ومنها:
1- التقرب إلى الله تعالى بامتثال أوامره، ومنها إراقة الدم، ولهذا كان ذبح الأضحية أفضل من التصدق بثمنها.
2- تربية النفس على العبودية لله تبارك وتعالى بذبح النسك قربةً لله رب العالمين، وليس معه شريك سبحانه.
3- إظهار التوحيد لله تعالى بذكر اسم الله عز وجل وتكبيره عند ذبح الأضحية.
4- التوسعة على النفس والأهل، والفقراء والمحتاجين بالصدقة عليهم.
5- إظهار شكر نعمة الله جل وعلا على الإنسان ببذل المال في تطبيق شعيرة من شعائر الله تعالى.
إلى غير ذلك من الحِكَمِ العظيمة، والمقاصد الجليلة لمشروعية الأضحية.