حج الفقراء وحج الأغنياء
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلَّى الغداة في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلَّى ركعتين، كانت له كأجر حجة وعمرة»
عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلَّى الغداة في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلَّى ركعتين، كانت له كأجر حجة وعمرة»، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تامة تامة تامة»؛ (رواه الترمذي والطبراني، وحسنه الألباني).
فهذا حج الفقراء من الممكن أن تحج في كل يوم مرة بلا أدنى كلفة، وبلا أدنى مشقة، فمن تتوق نفسه للحج ولا يجد مؤنة الحج، فهذه منحة ربانية، وهدية مجانية لمن تاقت نفسُه واشتاق قلبه لبيت الله الحرام، يمكنه أن يحج بيت الله الحرام بهذه الطريقة التي عَلَّمنا إيَّاها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم.
ليس هذا فحسب؛ بل من الممكن أن يحج المرء في اليوم خمس مرات؛ فعن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من مشى إلى صلاة مكتوبة وهو مُتطهِّر كان له كأجر الحاجِّ المُحرِم، ومن مشى إلى سُبْحة الضحى كان له كأجر المعتمر، وصلاة على إثر صلاة لا لَغْوَ بينهما كِتابٌ في عليين»؛ (رواه أحمد في مسنده وأبو داود في سننه، والطبراني وغيرهم).
فمن حافظ على الصلوات الخمس في الجماعة الأولى في المسجد له أجر الحاج.
لكن كل هذا لا يسقط حجة الإسلام التي فرضها الله عز وجل على المستطيع.
الجزاء والإجزاء:
فارق كبير بين الجزاء والإجزاء، فمَن صلَّى الفجر في جماعة، ثم جلس في مصلاه يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلَّى ركعتين كتبت له أجر حجة وعمرة تامة؛ لكن لا يكون بذلك قد أدَّى الفريضة التي فرض الله على عباده، وهي حج البيت لمن استطاع إليه سبيلًا؛ لأن هذا العمل لا يجزئ، أمَّا الجزاء فله جزاء الحج؛ لكن ليس له الإجزاء عن الفرض.
__________________________________________________
الكاتب: أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
- التصنيف: