الحج: فضائل ومكارم

منذ 2023-06-23

ففي هذه الأيام تتوجه القلوب، وترنو الأبصار، وتتأجج الأشواق، ويزداد الحنين إلى الأرض المقدسة، إلى البيت العتيق، والبلد الأمين الذي من أجله تفطَّرت أكبادٌ، وسالت دموع؛ طلبًا لرضا الغفار، ليؤدوا فريضة من فرائض الله تعالى؛ إنها فريضة الحج...

الحمد لله الذي أمر خليلَه ببناية البيت الحرام، أحمده سبحانه وأشكره على نِعَمِهِ وخيراته الجسام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله، أفضل من صلى وصام وطاف بالبيت الحرام، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه البررة الكرام، والأئمة الأعلام، هداة الأنام، وسلم تسليمًا كثيرًا؛ أما بعد:

ففي هذه الأيام تتوجه القلوب، وترنو الأبصار، وتتأجج الأشواق، ويزداد الحنين إلى الأرض المقدسة، إلى البيت العتيق، والبلد الأمين الذي من أجله تفطَّرت أكبادٌ، وسالت دموع؛ طلبًا لرضا الغفار، ليؤدوا فريضة من فرائض الله تعالى؛ إنها فريضة الحج؛ فإن الله تعالى قد أوجبها وفرضها في كتابه العزيز؛ فقال عز شأنه:  {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} [آل عمران: 97].

 

وفريضة الحج إحدى الدعائم الخمس التي بُنيَ عليها الدين الحنيف؛ قال صلى الله عليه وسلم: «بُنيَ الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان»؛ (البخاري).

 

وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سُئِلَ عن الإسلام؛ فقال: «أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتيَ الزكاة، وتصوم رمضان، وتحجَّ البيت إذا استطعت إليه سبيلًا»؛ (رواه مسلم).

 

ولم يُوجِبِ الله الحَجَّ في العمر إلا مرة واحدة فقط؛ رحمة بنا، وتخفيفًا علينا؛ حيث صحَّ أن نبيكم صلى الله عليه وسلم وقف خطيبًا في الناس، فقال لهم: «أيها الناس، قد فرض الله عليكم الحج، فحُجُّوا» ، فقال رجل: أكلَّ عام يا رسول الله؟ فسكت، حتى قالها ثلاثًا، فقال: «لو قلتُ: نعم، لَوجبت ولَما استطعتم»؛ (رواه مسلم).

 

أيها المسلمون، جعل الله الكعبة قبلة للمسلمين، واختار الله لها البلد الأمين، وشرَّفه بأن أقسم به في كتابه؛ فقال تعالى: {وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ} [التين: 3]، وقال: {لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ} [البلد: 1].

 

وجعله حرمًا آمنًا، لا يُسفَك فيه دم، ولا يُروَّع فيه مسلم، ولا يُنفَر له صيد، ولا تُلتقَط لُقَطَتُه إلا للتعريف؛ قال الله تعالى: {جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ} [المائدة: 97].

 

قال البغوي رحمه الله: "قوامًا لهم في أمر دينهم ودنياهم"؛ ا.هـ.

 

وجعل الله تعالى في الحج فضائلَ ومثوباتٍ ومكارمَ في الدين والدنيا، والأُولَى والأخرى، لا يحصيها إلا الله عز وجل، ولم يعلم الناس منها إلا القليل؛ قال تعالى: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ} [الحج: 27، 28].

 

أيها المسلمون، ومن أعظم الفضائل والمكارم أن حج بيت الله عز وجل من أفضل الأعمال والقربات عند الله؛ فعن أبي هريرة: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم سُئل: أي العمل أفضل؟ فقال: «إيمان بالله ورسوله» ، قيل: ثم ماذا؟ قال: «الجهاد في سبيل الله» ، قيل: ثم ماذا؟ قال: «حج مبرور»؛ (رواه البخاري ومسلم).

 

وعند الإمام أحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «عملان هما من أفضل الأعمال، إلا من عمِل عملًا بمثلهما: حجة مبرورة، أو عمرة مبرورة».

 

ومن الفضائل أن الله سبحانه جعل الحج من الجهاد في سبيله؛ إذ صح عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ((قلتُ للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، ألا نجاهد معك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لكِ أحسن الجهاد وأجمله؛ الحجُّ، حج مبرور» ، فقالت عائشة: فلا أدَعُ الحج أبدًا بعد أن سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم)).

 

ومنها: أن حج بيت الله عز وجل باب رحِب لحطِّ الأوزار؛ قال صلى الله عليه وسلم: «من حج هذا البيت، فلم يرفُث، ولم يفسُق، رجع كيوم ولدته أمه»؛ (متفق عليه).

 

وعند الترمذي: «من حج فلم يرفث، ولم يفسق، غُفِر له ما تقدم من ذنبه»، والرَّفَثُ هو: الجماع في حال الإحرام ومقدماته؛ من مباشرة للنساء، أو تقبيل، أو نظر بشهوة، ويدخل فيه: النطق بالفحش، وقبيح الكلام.

 

والفسوق: يشمل المعاصي كلها؛ معاصي القلب، ومعاصي اللسان، ومعاصي الجوارح من أيدٍ وأقدام، وعيون وآذان وفروج، وغيرها.

 

وقال صلى الله عليه وسلم: «تابعوا بين الحج والعمرة؛ فإنهما ينفيان الفقر والذنوب، كما ينفي الكير خَبَثَ الحديد والذهب والفضة»؛ [رواه أحمد والترمذي، بسند صحيح].

 

وقال عمرو بن العاص رضي الله عنه: ((... فلما جعل الله الإسلام في قلبي، أتيتُ النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، ابسط يمينك فلأبايعك، فبسط يمينه فقبضت يدي، قال: «ما لك يا عمرو» ؟ قال: قلت: أردت أن أشترط قال: «تشترط ماذا» ؟ قلت: أن يُغفَر لي، قال: «أمَا علِمتَ يا عمرو أن الإسلام يهدم ما كان قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأن الحج يهدم ما كان قبله»؛ (رواه البخاري ومسلم).

 

والحاج إذا خرج من بيته قاصدًا البيت الحرام، كُتِب له بكل خطوة يخطوها هو ودابته حسنة، ومحا الله عنه خطيئة، ورُفعت له درجة؛ لحديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «فإنك إذا خرجت من بيتك تَؤُمُّ البيت الحرام، ما تضع ناقتك خفًّا ولا ترفعه إلا كتب الله لك بذلك حسنةً، ومحا عنك به خطيئةً، ورفع لك به درجةً»؛ (رواه ابن حبان، والطبراني في الكبير، والبزار)، وفي رواية قال صلى الله عليه وسلم: «فإن لك من الأجر إذا أمَمْتَ البيت العتيق ألَّا ترفع قدمًا أو تضعها أنت ودابتك إلا كُتبت لك حسنة، ورُفعت لك درجة».

 

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لهم وهو واقف بعرفات: «معاشر الناس، أتاني جبريل آنفًا فأقرأني من ربي السلامَ، وقال: إن الله غفر لأهل عرفات، وأهل المشعر، وضمِن عنهم التَّبِعات» ، فقام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال: يا رسول الله، هذا لنا خاص؟ فقال: «هذا لكم، ولمن أتى بعدكم إلى يوم القيامة، فقال عمر: كثُر خير الله وطاب»؛  (ذكره ابن عبدالبر في التمهيد).

 

وروى الإمام مالك عن طلحة بن عبيدالله بن كريز أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما رُؤيَ الشيطان يومًا هو فيه أصغر، ولا أدحر، ولا أحقر، ولا أغيظ منه في يوم عرفة؛ وما ذاك إلا لما رأى من تنزل الرحمة، وتجاوز الله عن الذنوب العظام».

 

وثبت عن شقيق بن سلمة رحمه الله أنه قال: أردت الحج، فسألت ابن مسعود رضي الله عنه؛ فقال: "إن تكن نيتك صادقةً، وأصل نفقتك طيبةً، وصرف عنك الشيطان حتى تفرغ من عقد حجِّك، عدتَ من سيئاتك كيوم ولدتك أمك".

 

فأي فضل أعظم من أن تهدم الذنوب؟ وأي شيء أجمل من أن تُنْفَى السيئات؟

ومن الفضائل والمكارم: أن حج بيت الله عز وجل عبادة عظيمة، ثوابها جنات النعيم، فقد جعل الله الحج من أعظم أسباب دخول الجنة، والتنعم بما فيها من خيرات حِسانٍ، ومآكلَ ومشاربَ ومساكن؛ حيث صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة»؛ (متفق عليه).

 

والحج المبرور هو: الحج الذي ليس فيه ما يبطله من محظورات الإحرام، ولا ما ينقص ثوابه من محظورات أو ذنوب وآثام، قولية كانت أو فعلية.

 

وقيل: الحج المبرور معناه: أن يكون من مال حلال، وأن يبتعد عن الفسق والإثم والجدال فيه، وأن يأتي بالمناسك وفق السنة النبوية، وألَّا يرائي بحجه، بل يخلص فيه لربه، وألَّا يعقبه بمعصية أو إثم.

 

وإذا لبَّى الملبي في الحج، أو كبَّر، بُشِّر بالجنة؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما أهلَّ مُهلٍّ قط إلا بُشِّر، ولا كبَّر مكبِّر قط إلا بُشِّر» ، قيل: يا رسول الله، بالجنة؟ قال: «نعم»؛ (رواه الطبراني في الأوسط).

 

ومنها: أن الله جعل الحج من أسباب العتق من النار؛ حيث قال صلى الله عليه وسلم: «ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة»؛ (رواه مسلم).

 

ومنها أن الحُجَّاج وفد الله، والحاج في ضمان ربه سبحانه؛ حيث ثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاثة في ضمان الله عز وجل: رجل خرج من بيته إلى مسجد من مساجد الله عز وجل، ورجل خرج غازيًا في سبيل الله عز وجل، ورجل خرج حاجًّا».

 

وعن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الغازي في سبيل الله والحاج والمعتمر وفدُ الله، دعاهم فأجابوه، وسألوه فأعطاهم»؛ (رواه ابن ماجه).

 

ومنها أن من طاف بالبيت العتيق، واستلم الحجر الأسود، شهِد له يوم القيامة؛ لحديث ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحجر: «والله ليبعثنَّه الله يوم القيامة له عينان يبصر بهما، ولسان ينطق به، يشهد على من استلمه بحقٍّ»؛ «رواه الترمذي».

 

ومن خرج حاجًّا فمات، كُتِب له أجر الحاج إلى يوم القيامة؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من خرج حاجًّا فمات، كتب الله له أجر الحاج إلى يوم القيامة، ومن خرج معتمرًا فمات، كتب الله له أجر المعتمر إلى يوم القيامة»؛ (رواه أبو يعلى في مسنده).

 

واستمع معي إلى هذا الحديث الذي يجمع لك باقة من الفضائل؛ فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي قال: «فإنك إذا خرجت من بيتك تؤم البيت الحرام، لا تضع ناقتك خفًّا، ولا ترفعه، إلا كتب الله لك به حسنةً، ومحا عنك خطيئةً، وأما ركعتاك بعد الطواف، كعتق رقبة من بني إسماعيل، وأما طوافك بالصفا والمروة، كعتق سبعين رقبةً، وأما وقوفك عشية عرفة، فإن الله يهبط إلى سماء الدنيا فيباهي بكم الملائكة، يقول: عبادي جاؤوني شُعثًا من كل فج عميق يرجون رحمتي، فلو كانت ذنوبكم كعدد الرمل، أو كقطر المطر، أو كزَبَدِ البحر، لَغفرتُها، أفيضوا عبادي مغفورًا لكم، ولمن شفعتم له، وأما رميك الجمار، فَلَكَ بكل حصاة رميتها تكفيرُ كبيرة من الموبقات، وأما نحرك، فمدخور لك عند ربك، وأما حلاقك رأسك، فلك بكل شعرة حلقتها حسنة، وتُمحى عنك بها خطيئة، وأما طوافك بالبيت بعد ذلك، فإنك تطوف ولا ذنب لك، يأتي مَلَكٌ حتى يضع يديه بين كتفيك، فيقول: اعمل فيما تستقبل؛ فقد غُفِرَ لك ما مضى»؛ (رواه الطبراني في الكبير، والبزار، واللفظ له، ورواه ابن حبان في صحيحه).

 

أيها المسلمون: حقٌّ لمن تفضَّل الله عليه بالحج أن يفرح به أشد الفرح؛ إذ قد نال فضائل الحج التي جاء بها القرآن الكريم والحديث النبوي؛ قال الله تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: 58].

 

وقال سبحانه في العمل الصالح في الحج: {وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ} [البقرة: 197]؛ أي: فيجازيكم به.

 

وقال تعالى فيمن تقبل الله منه: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ} [البقرة: 201، 202].

 

فالحج إلى بيت الله الحرام كُتب على المسلم البالغ المكلَّف في العمر مرةً واحدةً، وما زاد على ذلك، فهو تطوع، فأدِّ ما افترض الله عليك، بادر وأسرع في أداء هذا الركن العظيم، ولا يقعدَنَّـك الشيطان، ولا يأخذنـك التسويف، ولا تُلهِينَّـك الأمانيُّ الباطلة، والحيل الخادعة، ها أنت تؤخر الحج عامًا بعد عام، ولا تدري ما يعرض لك من أمور في مستقبل الأيام، فلا بد من المبادرة إلى حج بيته الحرام؛ امتثالًا لأمره، وتعظيمًا لجلاله، وإحسانًا لأنفسكم، ورفعة لدرجاتكم، وأداءً لما وجب؛ فإنه تعالى قد أوجب عليكم الحج وفرضه في كتابه العزيز؛ فقال عز شأنه:  {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} [آل عمران: 97].

 

فإن من كتب الله له الحج، ووفَّقه لأدائه فرضًا كان أو تطوعًا، وقام بأعماله كاملةً؛ فقد منَّ الله عليه بالنعمة العظيمة، والمنزلة الرفيعة، والمغفرة الواسعة، والأجور المتنوعة، ومن قبِلَ الله حجَّه، فقد نال الأجور الكثيرة، وشاهد فيه المنافع المتنوعة الدينية والدنيوية، وإن لم يقدر على حصر هذه المنافع، فماذا نريد بعد هذا الفضل مِن فضل؟ وماذا نريد بعد هذا الإكرام من إكرام؟ وماذا نريد بعد هذه الأجور من أجور؟ وصدق الله القائل في كتابه العزيز ممتنًّا علينا:  {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: 58].

 

ومن وُفِّق وكُتب له الحج، فليتعلم أحكامه وأعماله، ويعمل بها؛ ليكون حجه مبرورًا، وأعظم أعماله أركانه؛ وهي: نية الدخول في النسك بالإحرام، والوقوف بعرفة، وطواف الزيارة بعد ليلة مزدلفة، والسعي.

 

فمن ترك الوقوف، فاته الحج، ومن ترك ركنًا، فلا يتم الحج إلا به.

 

وواجبات الحج: الإحرام من الميقات، والوقوف إلى الغروب، والمبيت بمِنًى ومزدلفة إلى نصف الليل، والرمي والحلق والوداع.

 

وليحرص المسلم على السنن، وأعمال الحج يوم النحر لا حرجَ في تقديم بعضها على بعض، وعلى المسلم أن يبتعد عن محظورات الإحرام، ولا يعرض حجه للمبطلات.

 

ومما يحسُن التذكير به لمن أراد حج بيت الله الحرام أن يختار لحجِّه وعمرته نفقة من مال حلال؛ يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله تعالى أمَرَ المؤمنين بما أمر به المرسلين؛ فقال تعالى» : {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} [المؤمنون: 51]، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} [البقرة: 172]، ثم ذكر «الرجل يطيل السفر يمُدُّ يده إلى السماء: يا رب، يا رب، أشعثَ أغبرَ، مطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغُذِّي بالحرام، فأنَّى يُستجاب لذلك» ؟.

 

أسال الله أن يتقبل منا ومنكم صالح القول والعمل، وأن ييسر للحجاج حجهم، وأن يكتب لنا حج بيته الحرام، وزيارة قبر النبي العدنان، اللهم تابع لِما بين الحج والعمرة، واحفظ بلادنا من كل مكروه وسوء وسائر بلاد المسلمين، وأقم الصلاة.

________________________________________________
الكاتب: الشيخ محمد عبدالتواب سويدان

  • 0
  • 0
  • 899

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً