دعوة الخليل عليه السلام ( رب اجعل هذا البلد آمنا)
محمد سيد حسين عبد الواحد
أيها الإخوة المؤمنون أحباب رسول الله صلى الله عليه وسلّم اليوم نتحدث عن نعمة جليلة من نعم الله تعالى طلبها الخليل إبراهيم عليه السلام، إنها نعمة الأمان، نعمة سألها إبرهيم ربه ودعا بها مرتين
- التصنيفات: الطريق إلى الله -
أيها الإخوة الكرام: ورد عَنْد أبي داود من حديث عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا قَالَتْ « مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَطُّ مُسْتَجْمِعًا ضَاحِكًا حَتَّى أَرَى مِنْهُ لَهَوَاتِهِ إِنَّمَا كَانَ يَتَبَسَّمُ وَكَانَ إِذَا رَأَى غَيْمًا أَوْ رِيحًا عُرِفَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ النَّاسُ إِذَا رَأَوْا الْغَيْمَ فَرِحُوا رَجَاءَ أَنْ يَكُونَ فِيهِ الْمَطَرُ وَأَرَاكَ إِذَا رَأَيْتَهُ عُرِفَتْ فِي وَجْهِكَ الْكَرَاهِيَةُ فَقَالَ يَا عَائِشَةُ مَا يُؤَمِّنُنِي أَنْ يَكُونَ فِيهِ عَذَابٌ قَدْ عُذِّبَ قَوْمٌ بِالرِّيحِ وَقَدْ رَأَى قَوْمٌ الْعَذَابَ فَقَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا» .
أيها الإخوة المؤمنون أحباب رسول الله صلى الله عليه وسلّم اليوم نتحدث عن نعمة جليلة من نعم الله تعالى طلبها الخليل إبراهيم عليه السلام، إنها نعمة الأمان، نعمة سألها إبرهيم ربه ودعا بها مرتين فقال {﴿ وَإِذْ قَالَ إبراهيم رَبِّ ٱجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا ءَامِنًا وَٱرْزُقْ أَهْلَهُۥ مِنَ ٱلثَّمَرَٰتِ مَنْ ءَامَنَ مِنْهُم بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ الاخر ۖ ﴾ }
وقال {﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَٰهِيمُ رَبِّ ٱجْعَلْ هَٰذَا ٱلْبَلَدَ ءَامِنًا وَٱجْنُبْنِى وَبَنِىَّ أَن نَّعْبُدَ ٱلْأَصْنَامَ ﴾}
إن نعم الله عز وجل علينا ظاهرة وباطنة، إن نعم الله تعالى علينا لا نستطيع لكثرتها ووفرتها أن نحصيها عدا.. {﴿ وَءَاتَىٰكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ ۚ وَإِن تَعُدُّوا۟ نِعْمَتَ ٱللَّهِ لَا تُحْصُوهَآ ۗ إِنَّ ٱلْإِنسَٰنَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ﴾}
من نعم الله تعالى ( نعم) نراها بأعيننا ونشعر بها صباح مساء، ومن النعم ما لا نشعر بها إلا إذا ابتلينا فيها، لا نشعر بها إلا إذا افتقدناها فالصحة كما يقولون تاج على رؤوس الأصحاء لا يراها إلا المرضى ( أسأل الله تعالى أن يشفي كل مريض وأن يعافي كل مبتلى)
وكذلك نعمة العمر لا يشعر الإنسان بقيمتها إلا بعد فوات الأوان {﴿ حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَ أَحَدَهُمُ ٱلْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ٱرْجِعُونِ ﴾ ﴿ لَعَلِّىٓ أَعْمَلُ صَٰلِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّآ ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَآئِلُهَا ۖ وَمِن وَرَآئِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾}
ومن بين النعم التي لا يشعر بها إلا من فقدها نعمة الأمان..( نسأل الله تعالى أن يجعل بلدنا هذا بلدا آمنا مطمئنا سخاء رخاء وسائر بلاد المسلمين)
ورد في كتاب إحياء علوم الدين للإمام الغزالي عليه رحمته الله قوله سُئلَ بعضُ الحكماءِ فقيلَ لهُ ما النعيمُ؟! قال: الغِنَى فإنِّي رأيتُ الفقرَ لا عيشَ لهُ، قِيل: زدنَا، قال: الأمنُ فإنِّي رأيتُ الخائفَ لا عيشَ له، قِيل: زدنَا، قال: العافيةُ فإنِّي رأيتُ المريضَ لا عيشَ له، قِيل: زدنَا، قال: الشبابُ فإنِّي رأيتُ الهرمَ لا عيشَ له."
نعمة الأمان:
دعوة إبراهيم عليه السلام قال {﴿رَبِّ ٱجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا ءَامِنًا ﴾ }
وقال {﴿ رَبِّ ٱجْعَلْ هَٰذَا ٱلْبَلَدَ ءَامِنًا ﴾ } استجاب الله تعالى دعوة الخليل وجعل مكة دار أمان لمن يسكنها ولمن يفد إليها من الزوار والعمار والحجاج ولو لم يكن من أهلها وقد امتن الله تعالى على قريش بنعمة الأمان الذي رزقهم بها في القرآن الكريم غير مرة..
ففي سورة آل عمران {﴿ فِيهِ ءَايَٰتٌۢ بَيِّنَٰتٌ مَّقَامُ إِبْرَٰهِيمَ ۖ وَمَن دَخَلَهُۥ كَانَ ءَامِنًا ۗ وَلِلَّهِ عَلَى ٱلنَّاسِ حِجُّ ٱلْبَيْتِ مَنِ ٱسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِىٌّ عَنِ ٱلْعَٰلَمِينَ ﴾}
وفي سورة القصص قال {﴿ وَقَالُوٓا۟ إِن نَّتَّبِعِ ٱلْهُدَىٰ مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَآ ۚ أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَمًا ءَامِنًا يُجْبَىٰٓ إِلَيْهِ ثَمَرَٰتُ كُلِّ شَىْءٍ رِّزْقًا مِّن لَّدُنَّا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾}
وفي سورة العنكبوت قال {{ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ}}
وفي سورة قريش قال {﴿ لِإِيلَٰفِ قُرَيْشٍ ﴾ ﴿ إِۦلَٰفِهِمْ رِحْلَةَ ٱلشِّتَآءِ وَٱلصَّيْفِ ﴾﴿ فَلْيَعْبُدُوا۟ رَبَّ هَٰذَا ٱلْبَيْتِ ﴾ ﴿ ٱلَّذِىٓ أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَءَامَنَهُم مِّنْ خَوْفٍۭ ﴾}
انفس النعم على الإطلاق نعمة ( الأمان):
ورد في تفسير الفخر الرازي عليه رحمة الله قوله: سُئِلَ بعضُ العلماءِ: الأمنُ أفضلُ أم الصحةُ؟ فقال: الأمنُ أفضلُ، والدليلُ عليهِ أنّ شاةً لو انكسرتْ رجلُهَا فإنّها تصحُّ بعدَ زمانٍ، ثمّ إنّهَا تقبلُ على الرعي والأكلِ، ولو أنَّها رُبطتْ في موضعٍ ورُبطَ بالقربِ منها ذئبٌ فإنَّها تمسكُ عن العلفِ ولا تتناولُهُ إلى أنْ تموتَ، وذلك يدلُّ على أنَّ الضررَ الحاصلَ مِن الخوفِ أشدُّ مِن الضررِ الحاصلِ مِن ألمِ الجَسَدِ"
نعمة الأمان هى الكنز الخفي، هى الهدف المنشود: إذا فقدت هذه النعمة اختلت الحياة وانقلبت الأحوال رأسا على عقب فلا تعليم ولا تجارة ولا سفر ولا عبادة كما ينبغي ولا صيانة لعرض ولا دم ولا مال في وقت غياب الأمان..
لذلك كان رسول الله وأصحابه يصلون في دار الأرقم بن أبي الأرقم مستخفين بسبب غياب الأمان قال الله تعالى {﴿ وَٱذْكُرُوٓا۟ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِى ٱلْأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ ٱلنَّاسُ فَـَٔاوَىٰكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِۦ وَرَزَقَكُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَٰتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾}
ولما افتقد رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمان على دعوته ورسالته وأصحابه خرج مهاجرا إلى بلد آخر غير البلد التي ولد فيها وسكن فيها..
{ ﴿ وَمَا لَكُمْ لَا تُقَٰتِلُونَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ ٱلرِّجَالِ وَٱلنِّسَآءِ وَٱلْوِلْدَٰنِ ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَآ أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ ٱلْقَرْيَةِ ٱلظَّالِمِ أَهْلُهَا وَٱجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَٱجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا ﴾}
وإن قريشا لما جحدوا نعمة ربهم وعلى رأسها نعمة ( بعثة) النبي محمد صلى الله عليه وسلّم عاقبهم الله تعالى وأدبهم فنزع منهم بعض نعمه وفيهم نزلت هذه الآية {﴿ وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ ءَامِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ ٱللَّهِ فَأَذَٰقَهَا ٱللَّهُ لِبَاسَ ٱلْجُوعِ وَٱلْخَوْفِ بِمَا كَانُوا۟ يَصْنَعُونَ ﴾}
لما كفرت قريش وعاندت وكذبت رسول الله صلى الله عليه وسلّم ومكروا به وأخرجوه وحاربوه وقتلوا أصحابه دعا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلّم أن يذيقهم الله عذاب الجوع والخوف قَالَ أبو هريرة « لَمَّا رَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسَهُ مِنْ الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ مِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ قَالَ اللَّهُمَّ أَنْجِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ وَسَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ وَعَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ بِمَكَّةَ اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ وَاجْعَلْهَا عَلَيْهِمْ سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ) »
فأصابتهم مجاعة شديدة أتت على الأخضر واليابس حتى أنهم من شدة الجوع أكلوا ورق الشجر ووبر البعير..
أما عن لباس الخوف فقد ذاقوه أيضا على يد النبي محمد صلى الله عليه وسلّم حين حاربوه فحاربهم وحين غزوه فغزاهم وحين قاتلوه فقاتلهم ونصره الله تعالى عليهم..
كانت قريش في نعمة عظيمة نعمة الأمان، نعمة بعثة النبي عليه الصلاة والسلام لما غيروا وبدلوا نعمة الله كفرا أحلوا قومهم دار البوار قال الله تعالى {﴿ ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا۟ مَا بِأَنفُسِهِمْ ۙ وَأَنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾}
وصف رسول الله صلى الله عليه وسلّم ترياق السعادة في الحياة فقال: «مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ؛ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا»
أيها الإخوة الكرام: حين نتكلم عن وفرة الأمان نستطيع أن نتحدث عن دين مكتمل وعن نعمة تامة وعن حرمات مصانة وعن دماء معصومة وعن حقوق محفوظة وعن عمل متقن وعن حياة فيها السراء وفيها الرخاء..
يقول رب العالمين سبحانه وتعالى {﴿ وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ مِنكُمْ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِى ٱلْأَرْضِ كَمَا ٱسْتَخْلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ ٱلَّذِى ٱرْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنۢ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِى لَا يُشْرِكُونَ بِى شَيْـًٔا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُو۟لَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْفَٰسِقُونَ ﴾}
نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا وأن يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وأن يصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا وأن يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير وأن يجعل الموت راحة لنا من كل شر... اللهم آمين.
الخطبة الثانية
بقى لنا في ختام الحديث عن نعمة الأمان أن نقول: ولأن نعمة الأمان ( نعمة) عظيمة وجليلة في هذه الحياة الدنيا جعلها الله تعالى يوم القيامة هى الصفة الملازمة لجنته ومستقر رحمته (نسأل الله الكريم من فضله)
إذا أذن الله تعالى لأهل الجنة أن يدخلوا الجنة أذن لهم أن يدخلوها آمنين وأن يسكنوها آمنين وأن يتقلبوا في نعيمها آمنين، آمنين على نعيمهم فلن يزول عنهم هذا النعيم، وآمنون على أنفسهم فلن يتحولوا عنه، لن يذهبوا ويتركوه {﴿ إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِى مَقَامٍ أَمِينٍ ﴾﴿ فِى جَنَّٰتٍ وَعُيُونٍ ﴾﴿ يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَقَٰبِلِينَ ﴾ ﴿ كَذَٰلِكَ وَزَوَّجْنَٰهُم بِحُورٍ عِينٍ ﴾﴿ يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَٰكِهَةٍ ءَامِنِينَ ﴾}
في الجنة ( أهل الجنة) لا يخافون لا يفزعون لا يحزنون لا يجوعون لا يعطشون لا يمرضون لا يهرمون ولا هم منها يخرجون..
{ ﴿ إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِى جَنَّٰتٍ وَعُيُونٍ ﴾﴿ ٱدْخُلُوهَا بِسَلَٰمٍ ءَامِنِينَ ﴾﴿ وَنَزَعْنَا مَا فِى صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَٰنًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَٰبِلِينَ ﴾ ﴿ لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُم مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ ﴾}
عن أبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ يُنَادِي مُنَادٍ على أهل الجنة أَنَّ يا أهل الجنة «(إن لَكُمْ أَنْ تَحْيَوْا فَلَا تَمُوتُوا أَبَدًا وَأَنَّ لَكُمْ أَنْ تَصِحُّوا فَلَا تَسْقَمُوا أَبَدًا وَأَنَّ لَكُمْ أَنْ تَشِبُّوا وَلَا تَهْرَمُوا وَأَنَّ لَكُمْ أَنْ تَنْعَمُوا وَلَا تَبْأَسُوا أَبَدًا) قال النبي عليه الصلاة والسلام وذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ» {{ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمْ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ }}
سورة الواقعة تحدثت عن (أمان) أهل الجنة في ( الجنة) وعن سعدهم وهناءهم في أكثر من موضع ولعل أوضح ما ورد فيه الحديث عن ( أمان) أهل الجنة قول الله تعالى { ﴿ وَٱلسَّٰبِقُونَ ٱلسَّٰبِقُونَ ﴾ ﴿ أُو۟لَٰٓئِكَ ٱلْمُقَرَّبُونَ ﴾﴿ فِى جَنَّٰتِ ٱلنَّعِيمِ ﴾﴿ ثُلَّةٌ مِّنَ ٱلْأَوَّلِينَ ﴾﴿ وَقَلِيلٌ مِّنَ ٱلْءَاخِرِينَ ﴾﴿ عَلَىٰ سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ ﴾﴿ مُّتَّكِـِٔينَ عَلَيْهَا مُتَقَٰبِلِينَ ﴾﴿ يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَٰنٌ مُّخَلَّدُونَ ﴾﴿ بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ ﴾﴿ لَّا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنزِفُونَ ﴾﴿ وَفَٰكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ ﴾﴿ وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ ﴾﴿ وَحُورٌ عِينٌ ﴾﴿ كَأَمْثَٰلِ ٱللُّؤْلُؤِ ٱلْمَكْنُونِ ﴾ ﴿ جَزَآءًۢ بِمَا كَانُوا۟ يَعْمَلُونَ ﴾ ﴿ لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا ﴾﴿ إِلَّا قِيلًا سَلَٰمًا سَلَٰمًا ﴾}
نسأل الله العظيم أن يجعلنا جميعا من أهل الجنة، بلا سابقة حساب ولا عذاب إنه ولي ذلك ومولاه وهو على كل شيء قدير ...