وذهــب الـزبــد!
أحمد بن عبد الرحمن الصويان
خمسون سنة في تونس من التغريب ومسخ الهوية وتسويق الإلحاد والفكر اليساري بحجة الرقي والتحضر!
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
خمسون سنة في تونس من التغريب ومسخ الهوية وتسويق الإلحاد والفكر اليساري بحجة الرقي والتحضر!
خمسون سنة في تونس من تجفيف المنابع وتشويه معالم التدين بحجة الحداثة والتجديد!
خمسون سنة من الدعوة إلى التحلل والفساد الأخلاقي ومحاربة الحجاب بحجة التحرر والتمدن!
خمسون سنة من القمع والاستبداد والسجون وتشريد الصالحين بحجة ملاحقة التطرف والإرهاب!
وقد حدثني أحد الإخوة الفضلاء من تونس أنه لبث في السجن التونسي تسع سنوات، لم يكن يُسمَح له في معظمها بالحصول على نسخة من المصحف الشريف، وكان بعض أهله يهرب له أوراقاً منتزعة منه ليحفظها، ثم ينتظر المزيد منها.
وحدثني آخر أنه في مرحلة من مراحل القمع كان الأمن التونسي يبعث عيونه وقت صلاة الفجر ليدوروا في الأحياء السكنية، فإذا رأوا بيتاً أضاء أنواره، اعتقلوا صاحبه بتهمة التطرف؛ فالمحافظة على صلاة الفجر مظنة التطرف!
وأخبار تلك الحقبة البائدة طويلة جدا، وقد أرسل لي الأستاذ محمد عبد الهادي الزمزمي قبل سنوات كتابا له بعناون: (تونس الإسلام الجريح)، يحكي فيه قصة الاستبداد والقمع، والاستخفاف بالناس، وتجفيف المنابع، وإفساد البيئة السياسية والاجتماعية، فَقَفَّ شعر رأسي من هول ما جناه أبو رقيبة وربيبه ابن علي من بعده.
ومع ذلك الاستعلاء كلَّه والتاريخ المغرق في الاستبداد؛ فإنه عندما تُرِكَ الشعب التونسي لخياراته، تساقطت عقود الإفساد النخرة، وتراجعت أحزاب التبعية المنهالكة، ورجع الناس إلى هويتهم الأصيلة وصوَّتوا لحركة النهضة. وهو في حقيقته ليس تصويتاً لحزب سياسي فحسب، بل هو دلالة على انحياز لعقيدة الأمة، واختيار للمشروع الإسلامي، وتطلُّعٍ لنهضة تستنقذ المجتمع التونسي من ركام اليسار الإقصائي المعادي للدين. وصدَقَ المولى - جل وعلا- : {فأما الزبد فيذهب جُفَاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض} .
فاللهم انصر من نصر الدين، وأبرم لهذه الأمة أمر رشد يُعزُّ فيه أهل الطاعة