صلاة ما أمكن من النوافل في البيت سبب لطرد الشيطان
قال رسول الله ﷺ: «اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم، ولا تتخذوها قبورًا» (رواه مسلم).
- التصنيفات: فقه النوافل - وصايا نبوية -
عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم، ولا تتخذوها قبورًا»؛ (رواه مسلم برقم (777)) .
معنى قوله صلى الله عليه وسلم: «اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم، ولا تتخذوها قبورًا»
قال الإمام النووي في "شرح مسلم" (6/ 67): معناه: صلُّوا فيها ولا تجعلوها كالقبور مهجورةً من الصلاة.
والمراد به: صلاة النافلة؛ أي: صلُّوا النوافل في بيوتكم.
وقال القاضي عياض: قيل هذا في الفريضة، ومعناه: اجعلوا بعض فرائضكم في بيوتكم؛ ليقتدي بكم مَن لا يخرج إلى المسجد؛ من نسوةٍ وعبيد، ومريض ونحوهم، قال: وقال الجمهور بل هو في النافلة لإخفائها، وللحديث الآخر: «أفضل الصلاة صلاةُ المرء في بيته إلا المكتوبة»[1].
قلت - النووي -: الصواب: أن المراد النافلة، وجميع أحاديث الباب تقتضيه، ولا يجوز حمله على الفريضة، وإنما حُثَّ على النافلة في البيت، لكونه أخفى وأبعدَ من الرياء، وأصون من المُحْبِطات، وليتبرَّك البيت بذلك، وتنزل فيه الرحمة والملائكة، وينفر منه الشيطان، كما جاء في الحديث الآخر، وهو معنى قوله صلى الله عليه وسلم في الرواية الأخرى: «فإن الله جاعل في بيته من صلاته خيرًا»[2]؛ اهـ.
[1] رواه البخاري برقم (731)، ومسلم (781)، عن زيد بن ثابت رضي الله عنه.
[2] رواه مسلم برقم (778)، عن جابر رضي الله عنه ولفظه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده، فليجعل لبيته نصيبًا من صلاته، فإن الله جاعل في بيته من صلاته خيرًا».
___________________________________________
الكاتب: فواز بن علي بن عباس السليماني